| نشر في مارس 14, 2018 12:28 م | القسم: آراء ومقالات | نسخة للطباعة :
رندة نفاع / حركة المقاطعة BDS في الاردن
تاريخ الحركة النسائية في فلسطين والأردن مرتبط ارتباط وثيق بمقاومة الاستعمار وبالقضية الفلسطينية حيث اثرت وتواصلت هذه الحركات مع الحركات العالمية والعربية لتأييد القضية. والمرأة العربية والفلسطينية كان ولا زال لها دور محوري في المقاومة بجميع اشكالها، وبالمقابل ساهمت المقاومة في تحرير المرأة وتقبل المجتمع لنزولها الى ساحة النضال والعمل العام، وكان للمرأة الفلسطينية دور كبير في الانتفاضة الاولى والثانية حيث أسرت اكثر من (٣٠٠٠) امرأة في الانتفاضة الاولى وأكثر من ١٢ عملية قادتها النساء في الانتفاضة الثانية.
إن تفريع مؤسسات المجتمع المدني في الاردن وفلسطين من الفكر النضالي والسياسي هي خطة سياسية ممنهجة دعمت قانونيا وسياسيا واجتماعيا. ساهم ذلك تدريجيا في غض النظر عن القضية الفلسطينية في الطرح النسوي، فأزيلت المطالب المتعلقة بتحرير فلسطين من النضال النسوي باستثناء قلة قليلة من المؤسسات التي ما زالت تحافظ على هذا الرابط المحوري.
لكن مؤخرا ومع ظهور حركات للمقاطعة على شكل حملات مجتمعية بدأت بضم مجموعات كبيرة من مؤسسات المجتمع المدني للانخراط بالمقاطعة وإعادة دمج المطالب التحررية العادلة وعلى رأسها قضية المرأة وارتباطها بتحرير فلسطين.
وبالتالي فإن التاكيد على هذا الارتباط العضوي الأصيل بين القضية الفلسطينية وحقوق المرأة يعزز من شرعية القضيتين، من منطلق ان التاكيد على تحقيق العدالة السياسية والاجتماعية والاقتصادية بالعالم لا يأتي بدون تحرير فلسطين وبدون تحقيق العدالة والمساواة للمرأة، ولا يمكن تحرير فلسطين دون تحرير المرأة والعكس صحيح.
حركة المقاطعة العالمية نجحت بربط القضية الفلسطينية بجميع القضايا التحررية وعلى رأسها قضية المرأة، فلا يمكن اعتبار حرية وحقوق المرأة والمعاناة للمرأة الفلسطينية خارج اطار تحرير فلسطين وبدون تسليط الضوء على الإحتلال الاسرائيلي وممارساته وجرائمه بحقها وبحق الشعب الفلسطيني.
لكن الازدواجية بطرح قضايا حقوق الانسان في المجتمع الدولي تتحدث عن يوم المرأة العالمي بمعزل عن اكثر القضايا عدالة وشرعية بالعالم وهي القضية الفلسطينية، ولا نسمع الأصوات التي تشيد بيوم المرأة وحقوق الانسان لتدين القتل والاعتداء والاسر الذي تتعرض له المرأة الفلسطينية، ولا نرى أي ضغوط ولا اي اعتراض دولي ضد أسر الطفلة الفلسطينية عهد التميمي مثلا، ومع ان نسبة الأسيرات الفلسطينيات في السجون الإسرائيليّة ارتفعت إلى الضعفين مؤخراً، ويكاد لا يمرّ يوماً إلا وتعتقل فيه النساء الفلسطينيات ويقتل منهم.
الحاجة الى يوم عالمي للمرأة تتأتى من معاناة المرأة الفلسطينية تحت الاحتلال وتتأتى من نضال الأسيرات الفلسطينيات المحتلة أرضهم، هذه المرأة التي تناضل بشكل يومي ضد المحتل الإسرائيلي، من أجل استعادة الأرض والكرامة والحقوق والحريّة، أمام هذه المعاناة لا بد من توجه عالمي تكون فيه مؤسسات حقوق الإنسان مسؤولة عن إبراز القضية الفلسطينية والمرأة الفلسطينية كأهم محور من محاور يوم المرأة العالمي.
دور المرأة القيادي في حركات المقاطعة العالمية والعربية محوري وأساسي لتعزيز هذا الارتباط بين قضية المرأة والقضية الفلسطينية وبالتاكيد على ان الاستعمار الاسرائيلي هو اكبر خطر على المنطقة يهدد منظومة حقوق الانسان والشرعية الدولية ويؤثر على التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. وكما كانت المرأة حاضرة في خارطة النضال العربي والفلسطيني منذ النكبة، فهي حاضرة اليوم تقود مسيرة حملات المقاطعة وخصوصا في ظل تحييد المؤسسات والجمعيات واضعاف الاحزاب الوطنية. إن تنظيم المرأة وانخراطها في صفوف حملات المقاطعة في فلسطين والأردن والبلاد العربية الاخرى لهو دليل على أن الارض والعدالة هي للنساء والرجال معا وان الدفاع عن الحقوق المرتبطة بالأرض والإنسان هو واجب وطني وانساني يستمد شرعيته من نسائه ورجاله معا، وان دور المرأة ليس كما يحب ان يصوره الاعلام بصوره النمطية بأنها فقط مساندة للرجل بل هي من تقود هذا الجهد الوطني وتقوده بشكل جماعي ومنظم، بالرغم من وجود سياسة متعمدة للتعتيم على هذا الدور.
حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها «BDS» تستخدم أدوات بسيطة في شكلها، لكنها اليوم عظيمة في أثرها، لتفتح بذلك طريقاً لكل أحرار العالم وعلى رأسها المرأة للنضال ضد الاحتلال وعنصريته والعمل مع عدد هائل من النقابات والمؤسسات والجمعيات الأكاديمية والطلابية والنسوية والثقافية وغيرها حول العالم كشركاء وحلفاء لحركة المقاطعة في العالم للتأكيد على الروابط المشتركة بين نضال الشعب الفلسطيني والعربي ضد الصهيونية ونضالهم من اجل الحرية والعدالة والمساواة.
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
Sorry. No data so far.