| نشر في أبريل 17, 2024 12:02 م | القسم: آراء ومقالات | نسخة للطباعة :
هناك دروس في غاية الاهمية قدمتها الحرب الصهيونيه على قطاع غزة ، واهم هذه الدروس ما قدمته المواجهة الايرانية – الصهيوامريكية الاسبوع الماضي .
ورغم تشعب الاحداث الا أن ما يهمنا هو الجزء المتعلق بالاردن من الناحيه الجيوسياسية ، وما الفرق هذه المره بين الهجمة الايرانية التي مرت عبر سماء الاردن ، وبين تلك الهجمه العراقية عام 91 اثناء حرب الخليج الثانيه .
الحقيقة الاولى هي أن الجغرافيا السياسية الاردنية تضعنا في قلب العاصفة وفق كل السيناريوهات ، فاعداء الكيان الصهيوني هم في الشرق من فلسطين ، والاردن الذي يتوسط بلاد الشام ونجد هو في الواقع عمق لكل دول المنطقه ، وهو تاريخيا ممر سياسي وامني وتجاري وزراعي ، وهذا يعني اولا :
ان الاردن يقع في قلب الصراع العربي الاسرائيلي بشكل مباشر وغير مباشر ، وان القضيه الفلسطينيه هي قضيه وطنية اردنيه ايضا ، وقيام الدوله الفلسطينيه المستقله هو مصلحه وطنيه اردنيه عليا كما هي مصلحه وطنيه عليا للشعب الفلسطيني ، وبالتالي فان السياسه الاردن تجاه فلسطين يجب ان تكون اكثر عمقا وتميزاً عن باقي الدول العربيه .
رغم توقيع معاهده بين الاردن ودولة الاحتلال الا أن هذا لم يجعل الاردن اكثر سلاماً على كل المستويات ، لا بل ان المعاهده قيدت الاردن والزمته بسياسات تفوق طاقته وهي ضد مصالحه ، والدليل : لو أن المواجهه الايرانيه – الاسرائيليه الاسبوع الماضي استمرت او تطورت فأن الاردن ملزم وفق المعاهده بان يكون طرفا في الحرب حسب بنود المعاهده .
ان مصلحة الاردن هو في البقاء ضمن المحيط العربي رغم ضعفه ، وليس هنالك خيارا آخر ، وان الاتكاء المطلق على الراعي الامريكي هو مصدر قلق وتهديد وليس مصدر امن واستقرار ، وهذا بدا واضحا منذ شهرين ، حين بلغت المواجهه الايرانيه – الامريكيه حد تبادل الضربات الصاروخيه ، ومن خلال المواجهه الاخيره التي ضربت بها ايران اسرائيل بمئات الصواريخ والمسيرات .
نحن دولة مواجهه ، نحن في قلب الصراع العربي الاسرائيلي ، نحن توأم فلسطين ولا يمكن ان ننعم بالسلام ما دام الشعب الفلسطيني لم ينل حقوقه الوطنية ودولته المستقله .
واخيرا ، يجب ان تكون السياسه الداخليه لها علاقه بالوضع الخارجي وليست معزوله عنه ، القادم لا يحتمل الاستمرار بنفس النهج والسياسه … والقادم اخطر واصعب
مايو 01, 2024 0
مايو 01, 2024 0
مايو 01, 2024 0
Sorry. No data so far.