| نشر في أبريل 17, 2024 11:45 ص | القسم: آخر الأخبار, آراء ومقالات | نسخة للطباعة :
لانا بدفان – باحثة في العلاقات الدولية –
منتدى موسكو 2024 أسهم بشكل مباشر في حل وتحليل أكثر المسائل الاقتصادية ذات الطابع السياسي تعقيداً، مع طرح الاتجاهات ووضع التصورات المحفزة لاتخاذ القرارات.
يحظى منتدى موسكو الاقتصادي 2024 بأهمية استراتيجية في الساحات الاقتصادية العالمية والسياسية، وتعطي المشاركة في منتدى موسكو أهمية كبيرة، نظراً إلى وجود مجتمع من الخبراء الفاعلين في مجالات متعددة، ومشاركة أكثر من 10 آلاف شخص من 35 دولة، إذ يُعقد هذا العام تحت شعارات كثيرة ومتعددة، وبوجود عدد كبير من الصحافيين، بما في ذلك ممثلو وسائل الإعلام الأوروبية والآسيوية والشرق أوسطية.
ومن اللافت للانتباه أن هذا المنتدى تم تصوره من قبل رجل صناعي معروف بكونستانتين بابكين في روسيا قبل 11 عاماً، كبديل للمنتدى الاقتصادي العالمي، وهو “منتدى لدعاة العولمة بقيادة شواب كلاوس وشركائه”.
ويغطي المنتدى محاور الأمن والطاقة والتعاون وتوليد فرص العمل في العصر الجديد والصناعة وأهمية ممرات النقل الأوراسية وكذلك الأيديولوجيا التي تحتاجها روسيا كمنهجية جديدة للاقتصاد والسياسة والمجتمعات، كما أن القضايا السياسية، بما فيها السياسة الروسية تجاه الشرق الأوسط، ضمن جدول أعمال المنتدى، كما يتخللها مواضيع ذات أهمية كبيرة مثل دور منظمة بريكس نحو عالم متعدد الأقطاب والذكاء الاصطناعي والبيئة الثقافية والقانون الثقافي الروسي وغيرها من المواضيع ذات التأثير السياسي والاقتصادي والتنموي على الصعيد العالمي والإقليمي والجيوسياسي.
ومن اللافت للانتباه وجود الخبراء رفيعي المستوى الذين حظوا بانتباه المشاركين من خلال نقاشاتهم التي تركزت على عدة قضايا، ولعل أبرزها القضايا السياسية في الشرق الأوسط وتحليل السياسي في قضية الصراع “الفلسطيني-الإسرائيلي”، إذ عبر مناقشة مثمرة في المنتدى الاقتصادي جرت جلسة مخصصة للنقاش فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط.
كل هذه العوامل العسكرية والسياسة الإسرائيلية والانقسام الداخلي الفلسطيني والدعم الأميركي اللامحدود لإسرائيل بأحدث أنواع الذخائر والعتاد العسكري ساهم في جعل باب الحل النهائي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني صعباً أمام الطرفين، إذ إن السياسة الأحادية الجانب التي تنتهجها الولايات المتحدة الأميركية في هذه القضية على وجه الخصوص جعلتها من أعقد وأطول الصراعات الدولية في العالم، وذلك بخلاف الموقف الروسي الذي يطالب بعالم متعدد الأقطاب؛ عالم يسود فيه السلام والحوار الدبلوماسي.
لذلك، اليوم، في عالم جديد يتشكل على سياسة التعددية القطبية وحرية الشعوب، هناك رهان حقيقي على الموقف الروسي في مجلس الأمن والأمم المتحدة وغيرها من المنابر الدولية التي تستغلها روسيا في التعبير عن موقفها بإيقاف الحرب على غزة والبدء الفوري بعملية المفاوضات بين كل الطرفين مع الاعتراف بالدولة فلسطينية على حدود عام 1967 عاصمتها القدس الشرقية.
لذلك، إنَّ مناقشة تلك القضايا السياسية الهامة والحساسة في منتدى موسكو بهذا الحجم أعطى أهمية كبيرة لشرائح متنوعة من الأكاديميين والشباب الطموح. وفي الوقت ذاته، أتاح المجال لتبادل المعرفة والمعلومات الهامة عن الشرق الأوسط.
أخيراً، منتدى موسكو 2024 فتح مجالات وتواصلاً بين جميع المشاركين والخبراء رفيعي المستوى والاقتصاديين والسياسين والمجتمع المدني والتنموي والأكاديميين وقادة الرأي والمؤثرين العالمين والخبراء، إضافة إلى فئة الشباب، أي أنه ارتقى في النهاية إلى منصة لتعزيز الصورة المشتركة لعالم متعدد الأقطاب وتوليد مسارات التقدم، مهما كان شكل القضايا المطروحة وطبيعتها.
مايو 14, 2024 0
مايو 14, 2024 0
مايو 14, 2024 0
مايو 14, 2024 0
مايو 14, 2024 0
Sorry. No data so far.