| نشر في فبراير 28, 2024 10:44 ص | القسم: رأي الأهالي | نسخة للطباعة :
في خضم الحرب الوحشية على غزة: لا بد أن نرى بأم العين كيف يجري الاعداد والتخطيط من قبل التحالف الصهيو-امريكي، للتصفية الوجودية والحضارية للشعب الفلسطيني، يكفي أن نطالع حجم التدمير الهائل للمكتبات والوثائق والمخطوطات، وهذا الأمر ليس جديداً بل يتكرر منذ النكبة الوطنية الأولى عام 1948، ووصل الأمر انه أثناء الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000، فقد استهدف الاحتلال ضمن أولى معاركه في الضفة: دائرة الاحصاءات الفلسطينية!! فدمرها وصادر كل ما أنجزته الدائرة خصوصاً فيما يتعلق بالوثائق المتعلقة باعداد الفلسطينيين وتطور وجودهم داخل الوطن وفي الشتات.
الاستيلاء على الوثائق والمخطوطات، هو جزء من المحاولات اليائسة للعدو من أجل العمل على تدمير الهوية الوطنية الفلسطينية ذات التاريخ الثقافي والوجودي العريق، كما أن استهداف قتل أساتذة الجامعات والأطباء وذوي الكفاءات انما يسستهدف توقيف قطار التطور الانساني للشعب الفلسطيني:(استشهد في حرب غزة 166 استاذاً جامعيا بينهم 3 رؤساء جامعات”.
استهدف القصف الوحشي لغزة آلاف الوثائق والأرشيفات والكتب التي يحتويها مركز التاريخ الشفوي في الجامعة الاسلامية بتاريخ 11 تشرين أول 2023، كما استهدف تدمير مكتبة جامعة غزة واتلاف آلاف الوثائق التاريخية وعمرها 150 عاماً كانت موجودة في مبنى الأرشيف المركزي بمقر بلدية غزة، كما دمرت مكتبة رشاد الشوا الثقافي الذي شكل منارة ثقافية متميزة، وكذلك دمرت مكتبة ديانا تماري صباغ التي احتوت على عشرات المكتبات وتضم ما يزيد على 100.000 كتاب!!! ووصل التدمير الى مكتبة جامعة الاسراء والمتحف الوطني الذي نهب قبل أن يدمر في 18 كانون الثاني، ناهيك عن تدمير مكتبة بلدية غزة واعدام وحرق محتوياتها والتي بلغت عشرة آلاف مجلد بلغات ثلاث: العربية والانجليزية والفرنسية.
هل علينا أن نعرف أيضاً ونعلم الأجيال تلو الأجيال أن العدو الصهيوني عمل على نهب 30 ألف كتاب ومخطوطة من منازل الفلسطينيين عام 1948 وسرقة أكثر من نصف محتويات مكتبة مركز الأبحاث التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية (عشرين ألف كتاب) ووثائق المركز الثمينة خلال اجتياحهم لبيروت عام 1982.
ومنذ ذلك التاريخ وحتى العدوان على غزة 2023، تمت سرقة عشرات الآلاف من ارشيفات الصور والخرائط والتسجيلات الصوتية من أفراد ومؤسسات فلسطينية أثناء الاقتحامات المتكررة لها، وتم الاستيلاء عليها وحفظها في مخازن المكتبة الوطنية الاسرائيلية في القدس التي تحتوي على 8000 كتاب ووضع عليها الحرفان أ ب اختصاراً لعبارة : ممتلكات متروكة
ولكن الشعب الذي لا تلين له قناة، يعمل على مواجهة هذا التدمير حيث تقوم نخبه الآن على استعادة الارشيف المفقود ووضع خطة طويلة الأمد لجمع المخطوطات ومواجهة حرب الابادة الثقافية، بالدفاع عن التاريخ الناصع للشعب الفلسطيني.
مايو 14, 2024 0
مايو 14, 2024 0
مايو 14, 2024 0
مايو 01, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
مارس 20, 2024 0
Sorry. No data so far.