| نشر في مارس 20, 2024 12:53 م | القسم: رأي الأهالي | نسخة للطباعة :
النصر الكبير الذي احرزه الجيش العربي الاردني، وقوات المقاومة الفلسطينية على أرض معركة الكرامة في الواحد والعشرين من آذار عام 1968 أي قبل 56 عاماً، كان مزدوجاً: فهو نصر عسكري مرموق، اعترف به العدو الصهيوني قبل غيره، ولكنه ايضا نصر سياسي ووطني، لأنه تصدى لمشروع صهيوني استهدف التوسع شرقاً وحتى لو كلفه ذلك انتهاك السيادة الوطنية الاردنية وشن عدوان غاشم على دولة ذات سيادة معترف بها قانونيا ودوليا.
العدو الصهيوني الذي يتعدى مشروعه الاحلالي حدود القوانين الدولية ليس مستعداً لتغيير اهدافه أو الكف عن مطاردة أحلامه التوسعية في الأردن والوطن العربي الكبير، لا بل واصل جهده في بناء امكاناته وقدراته العسكرية: النووية وغير النووية والاقتصادية والمؤسسية منذ فرضته القوى الاستعمارية رسميا على ارض فلسطين عام 1948، ومع تتبع مراحل وجوده الغاصب على حساب ارض وشعب فلسطين، كما على حساب أمن واستقرار وتنمية البلدان العربية المحيطة بفلسطين تحديداً لا بد أن نتأكد من أن اهدافه لم تتغير، لا بل اصبح اكثر وضوحاً في التعبير عنها والتطاول في خطابه المعلن على اي دولة عربية وقادتها سواء عقدت معه اتفاقات ومعاهدات أم لم تعقد.
هكذا سمعنا رئيس وزراء العدو الحالي أمام منصة الأمم المتحدة، ويضع امامه خارطة ما يسمى “باسرائيل” وهي تضم الأردن، وكل الارض الفلسطينية واجزاء من سوريا ولبنان!!!
كذلك فعل وزير ماليته سمورتيش قبل أشهر اثناء زيارته الى باريس، والأخطر من ذلك كله السياسات الاستيطانية العدوانية القائمة على الأرض، والتي ستؤدي اذا ما استمرت الى تهجير أعداد هائلة من الفلسطينيين من أرض وطنهم.
أن مقاومة هذا العدو الاحلالي يجب أن لا تتوقف عند ذكرى خالدة مثل معركة الكرامة، بل ان طبيعة سياساته شديدة العدوانية تجاه الاردن، تستوجب اعداد العدة للاستمرار في مقاومته، ومغادرة سياسة الاعتماد على الحلفاء الكبار والمعاهدات التي لم تحترم يوماً، وبناء كل ما يمكن من اجل حماية البلاد من هذا الشر المستطير الذي لا يتوقف ، عن التوسع على حساب الغير، والاستيلاء على ثروات الشعوب، والقتل والتعذيب والتجويع هي وسيلته الوحيدة.
نحن في الجوار مع عدو متوحش ، صوتت الغالبية العظمى من ما يسمى المجتمع الاسرائيلي مع استمرار الحرب على غزة، وأفتى رجال الدين فيه بجواز قتل الاطفال والنساء الحوامل.
معركة الكرامة الخالدة تحملنا الى واجبات وطنية عميقة في مقدمتها ضرورة اعتماد استراتيجية مقاومة العدو الصهيوني، بكل السبل والمغادرة الفورية للرهان على حلفاء اقوياء ومعاهدات جرى انتهاكها منذ زمن طويل .
الرحمة والعزة للشهداء الأبرار الخالدين في الوجدان.
مايو 01, 2024 0
مايو 01, 2024 0
مايو 01, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
فبراير 28, 2024 0
فبراير 13, 2024 0
Sorry. No data so far.