| نشر في ديسمبر 17, 2013 2:06 م | القسم: آراء ومقالات | نسخة للطباعة :
منذ اللحظة الاولى في مواجهة العاصفة الثلجية التي ضربت البلاد، أشدنا وبالبنط العريض بجهود جميع النشامى في الدفاع المدني والامن العام والقوات المسلحة وامانة عمان، وكان هذا جزءا من الواجب الوطني للاعلام المسؤول والجاد.
لكن، ومع هذه الاشادة لا بد لنا ان نتحدث بموضوعية، ومصداقية اكثر، حتى نتعلم الدرس ولا نبقى اسرى إلقاء التهم وتحميل جهات المسؤولية وتبرئة اخرى.
صحيح ان العاصفة الثلجية غير مسبوقة، وصحيح ايضا ان لا احد يتحمل مسؤولية جلبها للبلاد، لكن نتحمل جميعا نتائجها وتداعياتها على حياتنا اليومية، والايام التي قضيناها محتجزين في البيوت، ننتظر الفرج.
لا احد من الاجهزة المعنية في مواجهة هذه الظروف يستطيع ان يزعم انه تفاجأ بالعاصفة الثلجية، ولا في حدتها، فمنذ عدة ايام قبل العاصفة والارصاد الجوية، الاردنية وفي المحيط، تقرأ في نشراتها حركة الكتلة القطبية، وما سوف تفعله “اليكسا” الروسية بنا، حتى تحولت الى مادة فكاهية في وسائل الاعلام المجتمعي، وتطورت الى “انتظروا ناتاشا الخطرة…”.
النقطة الاهم في الموضوع، اننا لا نتعلم من دروسنا شيئا، ونبقى ضحايا لخطاب رسمي مبالغ فيه، وبقدراتنا في مواجهة الازمات، يرافقه اعلام ساذج، يقود المشاهدين والمستمعين، الى خطط مواجهة الحرب المقبلة، واننا على “قدر اهل العزم”.
في حالة المبالغة، يطمئن الناس، ويشعرون ان الامور تحت السيطرة، واننا سوف ننتصر لا محالة على المشكلة التي تواجهنا.
نكتشف على ارض الواقع، اننا غير جاهزين ولا شيء، وان امكاناتنا، بسيطة ومتواضعة، و”نغرق في شبر مية”، ولا نضمن حتى بقاء التيار الكهربائي موصولا، ولا توجد امكانات لمعالجة الاعطاب الناجمة، وتصبح الحياة كأننا فعلا في حرب حقيقية.
لا نجلد احدا، وهذه ليست من اخلاقنا، لكن من حقنا ان نقول ان ادارة الازمات، وليس الازمات فقط بل حتى طريقة التعامل مع كل قضية تواجهنا، فيها مشكلة حقيقية.
ألا تذكرون قبل فترة الى اين وصلت توقعاتنا وطموحاتنا الرياضية عندما واجهنا فريق الاروغواي، فثارت بنا الفزعة وخطاب “عليهم عليهم..” حتى ظننا ان الطريق الى البرازيل اسهل من الوصول الى القويسمة.
لنتخلص من همجية نظام الفزعات، ومن الخطاب الاعلامي المضلل، والخطاب الحكومي الضائع وغير المسؤول، ومن مسح الجوخ لبعضنا على اعمال هي من صميم واجبنا، ونعترف جيدا بامكاناتنا وحجمها الحقيقي، حتى نستطيع ان نقرأ واقعنا جيدا، ولا نبالغ في طموحاتنا، و”على قد الحافنا نمد قدمينا”.
أبريل 25, 2024 0
أبريل 25, 2024 0
أبريل 24, 2024 0
أبريل 24, 2024 0
أبريل 22, 2024 0
مارس 11, 2024 0
يناير 20, 2024 0
Sorry. No data so far.