| نشر في أبريل 2, 2014 12:44 م | القسم: آراء ومقالات | نسخة للطباعة :
حين يسقط قانون المنفعة والكلفة في اللعبة السياسية ، وتتجه الايادي الى العبث بالثوابت ، تكون الضحية أكبر بكثير من حجم الاطراف المتنافسة ، وهذا بالضبط ما جرى بالزوبعة التي حصلت الاسبوع الماضي بين الحكومة والبرلمان .
فازت الحكومة بثقة البرلمان وفقد اضعافها لدى الشارع السياسي ، والحكومة التي تحصنت خلف معاهدة السلام وأوحت أن سقوطها إنما هو سقوط للمعاهدة خسرت ايضا بالجهة المقابلة لان الدفاع عن المعاهدة ليس مكسبا أمام الرأي العام.
اعضاء البرلمان ضحو بسمعة هذه المؤسسة الاهم مقابل مصالح آنية ضيقة ، والحكومة التي أطالت بعمرها إنما حصنت معاهدة السلام مع اسرائيل من الناحية الواقعية ، وبالطبع فإن الحديث عن الشهيد زعيتر الذي كان سببا لهذه الازمة ليس له مكان بين أطراف اتخذت من هذا الحدث ذريعة لبدء معركة فاقت خسائرنا بها بما لا يقاس بمكاسب هذه الاطراف.
ليس جديدا أن البرلمان يعكس توازنا بين مراكز قوى بالدولة ولو بتفاوت ، ولكن الجديد فيما جرى هو تحول مؤسسة البرلمان من ( ساحة للنزاع ) بين هذه المراكز الى ( أداة ) تتقاذفها فوضى المصالح دون الالتفات للخسائر المترتبة على هذه الممارسة غير المسؤولة ، وهذه سابقة ستتحول الى كارثة حقيقية على أركان الدولة الاردنية اذا تحولت الى أدوات للنزاع .
لا تحتمل تقاليد الحياة السياسية بالاردن لعبة بهذا الشكل ولا بهذا المستوى ، فنحن لسنا كلبنان امتلكت فيها أطراف النزاع تقاليد تعود لقرون ، فما معنى أن يلعب البرلمان لعبة حافة الهاوية حين وضع شروطا تحت طائلة سحب الثقة من الحكومة وهو يعرف تمام المعرفة أنها لا تستطيع تنفيذها جميعا ، ( وهنا لا اناقش مدى صوابية المطالب ) ، ومن هو الطرف الذي أراد اضعاف حكومة النسور؟ .
ومن جملة الخسائر السياسية جراء هذه المعركة المجانية ( ولا أتحدث عن قدسية استشهاد زعيتر بل توظيف استشهاده ) ان الدولة الاردنية بدت عاجزة أكثر مما يجب عن مس معاهدة السلام مع اسرائيل ، مما قد يفتح شهية الصهاينة لتكرار أعمال قذرة كقتل الشهيد زعيتر .
ما جرى خرج عن الاطار التقليدي للتنافس السياسي ، وقد أضر ، وبالعمق ، بمؤسسة البرلمان كمؤسسة ، واعطى ثقة للحكومة ليس لها مبررا من كل الجوانب ، والمهزلة هنا أن معاهدة السلام قد اكتسبت حصانة على خلفية خرق اسرائيل للمعاهدة بقتل الشهيد زعيتر دون رادع ولا حساب!!.
مايو 14, 2024 0
مايو 14, 2024 0
مايو 14, 2024 0
مايو 14, 2024 0
مايو 14, 2024 0
مايو 14, 2024 0
Sorry. No data so far.