| نشر في فبراير 3, 2021 12:14 م | القسم: آخر الأخبار, قضايا ساخنة | نسخة للطباعة :
الاهالي – بمناسبة مرور عشر سنوات على الثورات الشعبية العربية ، عقدت صحيفة الاهالي ندوة سياسية تناولت اسباب الثورات واختلاف مآلاتها ونتائجها كما وقفت على اهم الدروس المستخلصة. واذ تتوجه ادارة الصحيفة بالشكر والتقدير للرفاق والاساتذة الذين قدموا المداخلات الرئيسية في الندوة ،وكذلك الرفاق الذين شاركوا في النقاش فانها تعد ايضا بتنظيم ندوات متتالية، لتناول قضايا ذات مساس بالهم الوطني العام.
وحضر الندوة عدد من الرفاق والاصدقاء:”وفق المعايير التي تفرضها شروط السلامة العامة”
الرفيق خليل السيد عضو المكتب السياسي للحزب،
تولى تقديم وادارة الندوة مستهلا مداخلته بالاشارة الى الاسباب السياسية والاقتصادية التي وقفت خلف الثورات الشعبية العربية ووحدت شعاراتها واستهدافاتها بالخلاص من انظمة القهر والاستبداد. وتابع قوله:ـ علينا ان لا ننسى ما فعلته القوى الامبريالية والانظمة الرجعية العربية بالتحالف مع القوى المضادة للثورات داخل البلدان العربية نفسها، حيث ابتدعت اكثر اشكال الارهاب توحشا وفتكا وعاثت فسادا وتخريبا ودمارا في سوريا والعراق واليمن وليبيا على قاعدة إثارة الفتن الدينية والعرقية والطائفية.
الآن وبعد عشر سنوات على نهوض الثورات، ماذا كان دور القوى الوطنية التقدمية والديمقراطية، وكيف واجهت مجمل الاوضاع الناشئة اثناء الثورات وبعدها … هذا ما نأمل الحوار بشأنه في هذه الندوة.
الرفيق فرج اطميزه:
الامين العام للحزب الشيوعي الاردني
الرفيق فرج : بعد توجيه الشكر والتقدير للقائمين على الندوة، اشار الى ان الحراك الشعبي الذي سمّي بالربيع العربي، اكتسب هذه التسمية على امل الخلاص من القهر والاستبداد، واحداث تغيير حقيقي في اوضاع الشعوب العربية التي كانت تبحث عن حلول لأزماتها الاقتصادية والمعيشية وكذلك للازمات السياسية المتمثلة بالقهر والاستبداد ومصادرة الحريات. نستذكر هنا هبّة نيسان المجيدة، في الاردن التي افضت الى انفراج نسبي وتقديم تنازلات في مجال الحريات العامة والغاء الاحكام العرفية وذلك للحفاظ على بقاء النظام السياسي. وتابع الرفيق قوله:ـ “ اما ثورات التغيير التي ابتدأت في تونس عام ٢٠١٠، فقد /صدته الرأسمالية العالمية وحاولت احتواءه والالتفاف عليه خشية من انتقال العدوى لاكثر من بلد عربي، فقد وضعت الادارة الامريكية وحلفاؤها خططا لمواجهة هذه الاوضاع حفاظا على مصالحها الاستراتيجية في المنطقة العربية وحماية لها، وبحثت عن بدائل سياسية لسدّ الفراغ الذي خلفه تهاوي بعض الانظمة السياسية وغياب رموزها:والرصيد كان حاضرا لسد هذا الفراغ وهو الاسلام السياسي.
في ليبيا الغنية بالنفط كان قرار التدخل العسكري لحلف الاطلسي عبر استصدار قرار من الامم المتحدة، بينما تولت القوى الظلامية والارهابية في سوريا شن حرب داخلية تدميرية، بعد فشلها في تقسيم العراق. فصول المؤامرة لازالت قائمة حتى اللحظة، وتستهدف صمود سوريا بهدف اخضاعها لشروط ومتطلبات صفقة القرن الاستعمارية.
الاردن لم يكن بمعزل عن هذه التغييرات، حيث انطلقت الجماهير المطالبة بالتغيير تحت عنوان اصلاح النظام لا إسقاطه، وحققت الحركة الجماهيرية مكاسب تحت ضغط الشارع، سرعان ما تراجع عنها النظام بعد تراجع الحراك الشعبي عربيا ومحليا.”
وانهى الرفيق مداخلته بالخلاصة التالية:” ان ما جرى في المنطقة العربية منذ عشر سنوات بحاجة لدراسة عميقة حيث يتواصل السعي المحموم لتغيير الخارطة السياسية وتصفية القضية الوطنية الفلسطينية وتحويلها من قضية مركزية الى شأن ثانوي بتسهيل كل اشكال التطبيع العربي الصهيوني.
في مئوية الدولة الاردنية، فاننا نرى ومن باب الضرورة الوطنية القصوى، انجاز الجبهة الوطنية التي تضم كافة الاطياف السياسية الوطنية والتقدمية، كإطار يعمل على تنظيم مهمات التصدي للتحديات الكبرى التي تواجهها البلاد.”
الرفيق فهمي الكتوت :
التيار التقدمي الديمقراطي
بدأ مداخلته باستذكار واقعة رمزية كان لها دور الشرارة في إشعال غضب الشعوب العربية “حادثة بوعزيزي في تونس” كما اضاءت المداخلة على السياسات الاقتصادية الاردنية والعربية التابعة والمرتبطة مع الاحتكارات الرأسمالية متعددة الجنسيات وأثرها في تفجير الثورات الشعبية العربية عام ٢٠١٠.
كما جاء في المداخلة حول الحراك الشعبي الاردني ما يلي:ـ “ شهد الاردن تحركات شعبية واسعة للمطالبة بتحقيق اصلاحات جوهرية استنادا للمبدأ الدستوري” الامة مصدر السلطات”، لتشكل مقدمة ضرورية لوقف حالة التدهور الاقتصادي، والتقدم في مشروع تنموي اقتصادي ـ اجتماعي. وقد حاولت السلطات الرسمية استيعاب الحالة الشعبية في بعض الاجراءات المحدودة والمتواضعة، ونجحت القوى المعادية للديمقراطية في إحياء قانون “الصوت الواحد المجزوء” الذي اعلن عن دفنه سابقا.”
وتابع حول ابعاد التدخل الامبريالي في الدول العربية :ـ “ بالمقابل اخذ المشهد السياسي في كل من ليبيا وسوريا ابعادا خطيرة عبر التدخل المباشر وغير المباشر من الحلف الاطلسي وادواته في المنطقة لتدمير البنية التحتية وتفتيت النسيج الاجتماعي في البلدين، والتخلص من انظمة ناصبت العداء للامبريالية. فاستثمرت اميركا تداعيات التدخل الاجنبي في عدد من الاقطار العربية بتسريع الاجراءات لتصفية القضية الفلسطينية، فتم اعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني، ونقل السفارة الامريكية اليها، والاعتراف الاميركي بالسيادة “الاسرائيلية” على مرتفعات الجولان، والاعلان عن ما سمي بـ صفقة القرن، واعتراف عدد من الانظمة العربية بالكيان الصهيوني، وباحتلاله لفلسطين من البحر الى النهر، ودعم الاجراءات الاميركية التي تعادل وعد بلفور” باعطاء من لا يملك لمن لا يستحق” واعتبار فلسطين التاريخية وطن قومي لليهود.”
ثم خلص الى ما يلي:ـ “ ان التحديات التي تواجه شعوبنا العربية تستدعي العمل الجاد والدؤوب من اجل استنهاض دور حركة التحرر العربي وقواها التقدمية لمواصلة النضال من اجل تغيير موازين القوى لصالح الشعوب العربية وانجاز مهام التحرر الوطني والتقدم الاجتماعي.”
د. سليمان صويص :
الكاتب والناشط السياسي
د. سليمان صويص : استعرض في مداخلته تاريخ بدء الانتفاضات وتفاعلاتها واسباب نهوضها ومستوياتها وعوامل وحدتها في البلدان العربية بما فيها الاردن . كما اضاء بصورة جلية على دور الشباب والنساء فيها:ـ
“قامت الانتفاضات اساسا على اكتاف الشباب الذين يشكلون قرابة ال ٦٠٪ من السكان، والذين يعانون الأمرين من البطالة والفقر والحرمان والتهميش وانسداد آفاق المستقبل. اذ تؤكد ارقام البنك الدولي بان ٢٧٪ من الشباب العرب يعانون من البطالة، وبأن ٣٠٪ منهم يرغبون في الهجرة خارج اوطانهم. هؤلاء الشباب يعرفون جيدا كيف يتعاملون مع وسائط التواصل الاجتماعي التي لعبت دورا تعبويا مهما قبل وخلال وبعد الانتفاضات. واخيرا، وليس آخرا، جاءت هذه الانتفاضات بسبب غياب النمو الاقتصادي وبرامج التنمية التي يمكن ان تحسّن من مستوى معيشة المواطنين وترتقي بالاقتصاد الوطني.”
كما تضمنت المداخلة سجالا وردا على إعلام القوى المعادية للثورات”: نذكر بهذه الحقائق ونضعها برسم اولئك الذي يروجون بان الانتفاضات العربية كانت من صنع وفبركة اجهزة المخابرات الامبريالية والصهيونية والرجعية. اجل سارعت هذه القوى ـ وهذه حقيقة باتت معروفة ـ الى تجيير هذه الانتفاضات او استغلالها لاهدافها في منع التغيير، ومن اجل قطع الطريق امام وصول الشعوب لاهدافها في اقامة انظمة ديمقراطية تمثل ارادتها تمثيلا صحيحا. ومن اجل هذا الغرض حشدت هذه القوى الامبريالية والرجعية امكانيات ضخمة من اجل التآمر على تلك الانتفاضات، بل ومن اجل تدمير بنى الدولة الوطنية واغراقها في الصراعات والدماء. هذا شيء… والقول بان الانتفاضات صنيعة المخابرات الاجنبية شيء آخر. اما الذي خلق الفوضى واغرق البلاد في بحر من الدماء فهي تلك الانظمة الاستبدادية التي هالها ان ترى الشعوب تطالب باسقاطها، بعد ان اعتقدت بانها قد دجنتها الى الابد، فتصرفت على طريقة “اما انا .. او الفوضى” ـ بالاضافة طبعا الى التدخلات الدولية والاقليمية من قبل الامبريالية والرجعية.”
وخلص الى عدد من الدروس المستفادة لخصها في سبع نقاط، تركزت حول العناوين التالية :المصالح الضخمة للدول الامبريالية في المنطقة وما يترتب عليها ، وشروط عملية التحول الديمقراطي، وطبيعة التركيب السكاني والثقافي المتنوع في المجتمعات العربية ، والدور البارز لقطاعي المرأة والشباب في الثورات الشعبية العربية، واهمية وسائط التواصل الاجتماعي في المعركة من اجل التغيير، واخيرا : فقد اثبتت الانتفاضات العربية بان الحاجة ماسة لبناء توافق وطني بين مختلف المكونات الحية في المجتمعات العربية.
الاستاذ حسني الصعوب :
الملتقى الوطني الاردني ـ الكرك ـ
الاستاذ حسني الصعوب: ابتدأ مداخلته بإثارة السؤال الجوهري : “لماذا لم تتقدم الحركة الجماهيرية والوطنية على الرغم من التضحيات التاريخية الكبرى التي قدمتها؟، ومع ذلك فمنجزاتها لا تزال دون المستوى المأمول. اقول اننا لم نتقدم بسبب افتقارنا للادوات الحقيقية النضالية، التي من شأنها ترجمة الافكار والمباديء وتحويلها الى وقائع. لا بد لنا اذن من ابتداع ادوات نضالية جديدة تتناسب والحاجة الى مواجهة طبيعة التحديات الكبرى.”
وتابع بالقول : “ ان تشابه التركيب الاقتصادي والاجتماعي والتاريخي في المنطقة العربية انتج بنى للدولة الرخوة تتقاطع في خصائصها وسلوكها. في ظل وقوع البلدان العربية تحت سيطرة انظمة حكم ومؤسسات تابعة وغير مستقلة.
بعد هبة نيسان ، حققت الحركة الجماهيرية مكتسبات هامة، ولكن سرعان ما تراجع عنها النظام السياسي بسبب ضعف الحركة الجماهيرية.
كما اشار في مداخلته الى الميثاق الوطني الذي تمت صياغته والتوافق عليه قبل حوالي عقدين من الزمن:” ان مثل هذا الميثاق لم يعد صالحا الآن في ظل الظروف والتطورات الراهنة ، ونحن معنيون بتقديم ميثاق وطني عصري يمكننا من مواجهة المشروع الصهيوني وصفقة القرن ، وعلينا إعادة قراءة وتوسيع القاعدة الاجتماعية التي ستحمل على عاتقها هذه المهمة النضالية، وكل التحديات القائمة، وذلك من اجل عبور آمن للمئوية الثانية من عمر الدولة الاردنية”.
هذا وقد دار نقاش بعد تقديم المداخلات الرئيسية / شارك فيها عدد من الرفاق الحضور”ـ
المهندس وائل الجعيدي:
دائرة المهنيين الديمقراطيين
اكد على اهمية المثابرة في تنظيم الندوات السياسية من اجل اعادة قراءة المشهد السياسي والاقتصادي في ظل التطورات المتسارعة، وتصحيح كثير من المفاهيم التي شوّهت افكار الجماهير ودفعت كثيرا من القطاعات الاجتماعية الى خانة اليأس والحياد وعدم الانخراط في الحراك الشعبي.
وأكد هنا ان حركة الجماهير ليست هي المؤامرة ، بل ان المؤامرة هو تحالف الرجعيات والقوى الرأسمالية التي عملت وتعمل على شيطنة الحراك والنّيل منه تحت ذرائع عديدة ، وتحالفات دنيئة دفع ثمنها المواطن التواق للحرية والتغيير.
وقال ان من واجب الاحزاب السياسية والقوى الوطنية ضرورة مراجعة دورها في الحراك الشعبي واستنباط الاسباب التي حالت دون قيادة هذا الحراك: ثم الوصول الى مهام وخطط عمل نضالية تتناسب وتحديات المرحلة الراهنة.
الر. ياسين زايد :امين المكتب التنفيذي
لكتلة الوحدة العمالية
“جاء اندلاع الانتفاضات العربية تعبيرا عن احتدام التناقضات الاجتماعية الناتجة عن النهج الاقتصادي الذي اتبعته حكومات الدول القائم على التبعية واملاءات صندوق النقد الدولي على مدار عقود وعدم قدرة آليات الحكم على استيعاب المشكلات الناتجة عن هذا النهج بتغييبها للديمقراطية ومصادرة الحريات. وتفاقمت الانتفاضات بانسحاب الدولة من دورها الاجتماعي واعتماد سياسة اقتصادية ليبرالية قائمة على الخصخصة في نطاق اتفاقية التجارة الدولية والاستمرار بالنهج الشمولي في ادارة شؤون الحكم والدولة وما تبعها من تحالف مع رأس المال المالي المهيمن على كافة القطاعات وما الحقه من اضرار بالقطاعات الانتاجية ، وقوى البرجوازية المتوسطة المتلازمة معها لتزداد الهوة بين الطبقات الاجتماعية.
ان غياب الطبقة العاملة الاكثر تنظيما بسبب الهيمنة على حركتها النقابية قد ادى الى تغييب عامل التنظيم عن قوى الانتفاضة مما ادى الى التعثر في تحقيق اهدافها.
ونؤكد ان العوامل التي ادت الى هذه الانتفاضات لا تزال قائمة برغم محاولات النظم السياسية اغلاق الطريق عليها بمصادرة الحريات بدلا من الانفتاح مما سيؤدي الى انتفاضات قادمة.”
الر. محمد زرقان : امين رابطة الشباب الديمقراطي الاردني (رشاد)
بعد عشرة اعوام من ثورات التغيير ، ادعو لتقديم استخلاصات واضحة حول العوامل التي حالت دون توحيد اطر العمل وتنسيق جهودها المشتركة على خطاب مشترك يتحول لمهمات تشترك فيها القطاعات الجماهيرية الواسعة التي لها مصلحة بالتغيير وما زالت تعاني من نفس الاسباب التي سببت الحراك الذي حدث قبل عقد من الان ، فلا تعدلت متظومة القوانين المقيدة للحريات ولم يحدث تغيير في ظواهر الفساد وغياب العدالة، وبدون خطاب جامع يوحد كل مكونات الحركة الوطنية بكل تلاوينها على مهمات واضحة لن يحدث التغيير المنشود.
الرفيقة عبلة
الامين الاول لحزب الشعب (حشد)
ثمنت المداخلات والمقترحات الهامة التي قدمها المنتدون والتي يمكن تلخيصها بما يلي:
“ـ اقامة سلسلة من الندوات حول دور القوى الوطنية والاحزاب السياسية في بناء الدولة الوطنية الاردنية بمناسبة المئوية الاولى.
ـ الشروع في توحيد القوى ومكونات الحركة الجماهيرية وصولا الى انجاز اطار وطني جبهوي عريض، وذلك في سياق بناء ادوات متطورة قادرة على مواجهة التحديات السياسية والوطنية الكبرى، وقالت ان ائتلاف الاحزاب والملتقى الوطني بكل مكوناته سيرحبون بمثل هذه المقترحات الهامة.”
وتابعت الرفيقة القول : “نحن نعيش الآن مرحلة الثورة المضادة وتتجلى ابرز صورها في العمل المتواصل من قبل قوى الامبريالية العالمية على تفكيك الدولة الوطنية العربية، والذهاب الى فوضى الصراعات البينية والداخلية، حيث توفر مثل هذه البيئة مجالا واسعا لقوى النهب والاستغلال والتحكم في السيادة والثروات ومصائر الشعوب.
لقد افتقرت الثورات الشعبية العربية الى عامل جوهري لا بديل عنه وهو القوى الوطنية الديمقراطية المنظمة القادرة على ادارة المرحلة الانتقالية بصورة تمكنها من استثمار الطاقة الهائلة للثورات الشعبية لصالح التغيير في البنى السياسية وبدء مرحلة تحوّل ديمقراطي عميقة تشمل كافة مناحي الحياة الانسانية. والسبب يعود ليس لدور هذه القوى وانما كان نتيجة لسياسات القهر والقمع والاحتواء التي مورست من قبل الانظمة السياسية العربية على امتداد عقود من الزمن.”
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
Sorry. No data so far.