- الأهالي - https://www.hashd-ahali.org/main/weekly -

جريدة الحزب ودورها… بقلم – مثقال الزناتي

تكاد جريدة الحزب أن تكون الأهم في مسألة بنائه الداخلي  ، إذ بدونها تغدو وحدته الفعلية على برناجه السياسي محض خيال ،فأساس الانتماء للحزب خطه البرنامجي ونظامه الأساسي ، والجريدة هي من يتناول بالتحليل والنقاش والتعئبة التطورات والمستجدات والأحداث والوقائع السياسية والاقتصادية والاجتماعية على الأرض وإنعكاسها على مصالح الشعب الوطنية العليا  ، خاصة الكتلة الشعبية المحركة للتاريخ .
فالحزبي الفرد إن لم يقرأ ويناقش وينتقد جريدة الحزب لن يكون حزبيا إلا بالأسم فقط، ، ولن يقدر على ممارسة التعبئة الديمقراطية اليومية بين صفوف العامة من لا يثقف ذاته ببرنامج ووثائق الحزب وجريدته الرسمية ، حتى أن الحزبي الذي لا يقرأ جريدة الحزب لن يتمكن من إقناع الآخرين بخط الحزب والدفاع عن مواقفه وتكتيكاته ، ومن لا يقوم بتوزيع جريدة الحزب على الأصدقاء في المنظمات الديمقراطية وربما في الشارع كما في المعارك السياسية، لن يكون حزبيا بالتمام والكمال وعلى الأغلب سيصاب باليأس والإحباط وربما سينهزم من الداخل ، ولن يعود إلى حيويته وقناعاته إلا في الأيام والأحداث الثورية .
جريدة الحزب هي من يوحد اعضاءه افرادا وهيئات ، فوصولها واستلامها من قبل هيئات الحزب في الفروع في ذات اليوم وتوزيعها من قبل الهيئات والوحدات الحزبية في اليوم التالي لوصولها بالحد الأفصى من شانه أن يضع الحزب في عموم هيئاته ووحداته مع آخر المستجدات والتطورات السياسية ، بالتأكيد لن يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ، ومن شانه أن تكون مهام ونشاطات الحزب منسجمة وملائمة  مع التطورات السياسية وبالنتيجة مع برنامج الحزب.
توزيع جريدة الحزب في فرع ما مسألة في غاية الأهمية ، وأعداد الجريدة التي يتم توزيعها أسبوعيا في الفرع ،يجب أن تتناسب مع عديدعضوية الحزب ، ومع  حجم عضوية المنظمات اليمقراطية ، فمن الضرورة بمكان أن تصل جريدة الحزب إلى عموم اعضاءه ، فمن غير المقبول ومن غير الجائز أن توزع منطمة فرع ما عشرات الأعداد من الجريدة بينما عدد أعضاءه بالمئات ، ومن غير المقبول أن لا تمتلك منطمة الفرع كشوفات باسماء أمناء الخلاياء وأعداد الجريدة التي يتم توزيعها من قبلهم .
جريدة الحزب يجب أن توضع على جدول أعمال كافة الاجتماعات الحزبية لمناقشتها ووضع الملاحظات عليها ، كما من المهم تكيلف الرفاق في الهيئات بالكتابة إليها عن هموم ومشكلات القطاعات الجماهيرية ، عمال ، مزارعين ، شباب ، طلبة ، مرأة، معلمين ..الخ كي تكون الجريدة جاذبة بموضوعاتها أهم القطاعات الانتاجية في الفرع المعني، تكريسا لنهج أن الجماهير هي المعلم الأول لمناضلي عموم الحزب ، كما هو مرشدهم بذات الوقت .
جريدة الحزب يجب أن توزع على كافة مؤسسات المجتمع المدني ، التي تعمل ضمنها ومن خلالها المحلية أو الخلية الحزبية ، كي يتاح المجال لنقد مواقف الحزب وتطويرها وشدها باتجاه تبني هموم ومشكلات الشعب بكافة فئاته الوطنية والديمقراطية ، والتعبئة والتثقيف بخطه البرنامجي والسياسي، واشتقاق خطط العمل ديمقراطيا من خلال هيئات مؤسسات المجتمع المدني ، التي من المهم أن يلعب الحزبيون دورا طليعيا ومتقدما في صفوفها على كافة المستويات ، وبدون ذلك لن نجد أثرا ودورا قياديا للحزب في صفوف الجماهير .
الحزب لن يكون طليعيا وديمقراطيا ، إن لم يكن جماهيريا ومنحازا دائما وأبدا للفقراء والمظلومين ، وهذا لن يتظهر ويتبلور دون دور جريدة الحزب وانتشارها بين صفوف الجماهير.