| نشر في مايو 22, 2013 2:03 م | القسم: آراء ومقالات | نسخة للطباعة :
عما قليل سنجد انفسنا أمام واقع جديد، فقد خبِرنا عبر قرن من الزمان أن تاريخ الصراع بمنطقتنا يعيد نفسه، كصراع بين مشروعين دوليين يأخذ شكلا دمويا دائم، قد تتبدل اصطفافات أطرافه الاقليمية الكبرى كايران مثلا، ولكنه بالنسبة لاصطفاف دولة كالاردن الرسمي فهو ثابت دائما، أي اصطفاف الى جانب الغرب، ولكن هذا الاصطفاف الثابت كان يفرض بكل مرة تبدلات داخلية تتناسب مع طبيعة الواقع السياسي الجديد، وبما يتلاءم مع الاهداف الاسترايتجية الكبرى للحليف الدولي.
نحن الآن أمام واقع سياسي جديد خلقته الأزمة السورية، فهو عودة للنفوذ الروسي للمنطقة من جانب، واعادة صياغة الاستراتيجية الامريكية بعد مرحلة (تفرد) بقيادة العالم دام لاكثر من عقدين.
ما زال الاردن يقع ضمن دائرة الامن القومي الاسرائيلي من وجهة نظر الاستراتيجية الامريكية، وهذا الوقع بالذات سيكون المحور أو النسق الذي سيعيد صياغة الوضع الداخلي (أو جزءا منه) ومدخله العلاقة مع ملف الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي، أما العلاقة مع الخليج العربي والعراق فلن تشهد تبدلا نوعيا ولا بأي اتجاه، أما العلاقة مع سوريا ما بعد الازمة، وباطار تسوية الصراع العربي – الاسرائيلي، ستكون أحد أهم محددات السياسة الاردنية بالمرحلة القادمة .
ستوجب علينا المرحلة القادمة عملية اعادة نظر بالعناصر الفاعلة بالمعادلة السياسية الداخلية، وبصيغة تلحظ البعد الفلسطيني للهوية الاردنية، وحل الازمة الاقتصادية سيكون المدخل المر لفرض آلية ايجاد هذه الصيغة والقبول بها، وهذا أحد المداخل.
المدخل الآخر والاكثر عدالة وديمقراطية لاخراج هذه الصيغة والقبول بها هو المدخل الديمقراطي، أي عبر قانون انتخاب جديد يتيح تمثيلا أكثر عدالة لمكونات المجتمع الاردني، وبما يسمح بتُشكل كتل برلمانية تؤمن الغطاء السياسي لحكومة برلمانية تتعاطى مع المستجدات، وتحديدا تلك المستجدات التي ستتمخض عنها مناخات تسوية الصراع العربي – الاسرائيلي، فأما أن يجري العمل منذ الآن على خلق تيار أو حالة سياسية واسعة التمثيل، وبمقدورها الحصول على أغلبية برلمانية لتنفيذ هذه الخطوات (حكومة برلمانية)، أو أن يجري فرضها من الخارج تحت ضغط الحاجة لحل الازمة الاقتصادية، ويبدو أن الحديث عن أزمة اقتصادية قد تشل الدولة قد بدأ منذ الآن.
سيحدث التغيير بالسياسة الداخلية بشكل درامي، دون القدرة على أخذ التداعيات السياسية بعين الاعتبار، فاذا نجحت الولايات المتحدة ( بجلب) المعارضة السورية على حد تعبير وزير الخارجية الامريكي، فأن تسوية الازمة السورية لن تأخذ وقتا طويلا، وسنجد انفسنا أمام واقع جديد يمكننا الاعتراض عليه.. ولكن سيكون من الصعب تغييره أذا لم يجر الاعداد للمرحلة القادمة منذ الآن.
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
Sorry. No data so far.