| نشر في أغسطس 6, 2014 1:45 م | القسم: عربي ودولي | نسخة للطباعة :
لندن – «بريان إنو» مغني ومؤلف موسيقي بريطاني شهير، أثارت حفيظته صورة رجل فلسطيني يحمل في كيس بلاستيكي بقايا جثة ابنه البالغ من العمر 4 سنوات والذي مزقه صاروخ إسرائيلي.
أول ما تبادر إلى ذهن الفنان البريطاني حين شاهد تلك الصورة كان الدعم الأمريكي المطلق وغير المشروط لإسرائيل، فكتب رسالة عتاب ومناشدة مفتوحة لمحبيه وأصدقائه من الشعب الأمريكي نشرها على صفحات جريدة «الإندبندنت» البريطانية. يقول بريان إنو في رسالته:
لكم جميعا أعزائي:
«أشعر أنني بهذه الرسالة أخرق قاعدة لا يتطرق لها أحد لكنني لم أعد أستطيع التزام الصمت بعد الآن.
هذا اليوم شاهدت صورة لرجل فلسطيني يبكي وهو يحمل كيسا بلاستيكيا بداخله بعض اللحم. إنه لحم ابنه الذي مزقه صاروخ إسرائيلي، ومن الواضح أنهم يستخدمون قذائف الفلاشت الحديثة والتي قد تعرفون ما هي- عبارة عن مئات الأسهم المعدنية الصغيرة التي تنطلق من القذيفة فتمزق اللحم الآدمي. كان اسم الطفل محمد خلف نواصرة وكان في الرابعة من عمره.
يضيف المغني البريطاني: «وجدتني فجأة أفكر في أن الطفل الذي في الكيس كان من الممكن أنه واحدا من أبنائي، وهذه الفكرة تسببت لي بإزعاج لم يراودني مثله منذ زمن بعيد.
وبعد ذلك قرأت أن الأمم المتحدة قالت إن إسرائيل قد تكون ارتكبت جرائم حرب في غزة، وأن المنظمة الأممية تنوي تشكيل لجنة تحقيق. أمريكا لن تشارك في تلك اللجنة.»
ما الذي يجري في أمريكا؟ يتساءل الفنان الشهير، ثم يجيب على سؤاله قائلا إنه من تجربته الخاصة يعلم أن الأخبار التي تتناقلها وسائل الإعلام الأمريكية محرفة وأن الجمهور الأمريكي لا يستمع إلا للقليل حول وجهة النظر الأخرى (الفلسطينية).
«ولكن – بحق الله! ليس من الصعوبة بمكان معرفة ما يجري بالفعل.» ثم يعود ليتساءل: «لماذا تستمر أمريكا في هذا الدعم الأعمى لهذه الممارسة أحادية الجانب للتطهير العرقي؟ لماذا؟ أكره الاعتقاد بأن السبب في ذلك هو النفوذ الذي تتمتع به لجنة العلاقات العامة الأمريكية الإسرائيلية الأيباك، لأنه إن كان هذا هو السبب فهو يعني أن الفساد مستشر في حكومتكم. لا اعتقد أن هذا هو السبب ولكنني لا فكرة لدي عن السبب الحقيقي.»
ويضيف: «الأمريكيون الذين اعرفهم والذين أحبهم رحيمون ويتمتعون بسعة أفق، ومبدعون، وانتقائيون، ومتسامحون، وكرماء. أنتم يا أصدقائي الأمريكيين المقربين تمثلون هذه القيم في نظري، فمن الذي يمثل أمريكا التي تساند هذه الحرب الاستعمارية من طرف واحد؟ لا أستطيع أن أفهم، خاصة وأنا أعلم أن هناك آخرون أمثالكم فلماذا وكيف لا تسمع أصواتهم؟ لماذا حين تسمع كلمة «أمريكا» لا يتبادر إلى معظم الناس في العالم صورتكم وصورة الطيبين من أمثالكم؟ كيف تبدو صورة الدولة التي تعرف نفسها على أنها دولة الديمقراطية والحرية أكثر من أي دولة أخرى، لكنها تنفق أموالها في خلاف ما تدعيه لتدعم نظرية لاهوتية قوامها التمييز العنصري الفظيع.»
ثم يتحول الفنان البريطاني بعد ذلك إلى محلل سياسي فيعطي تفسيره الخاص لعملية السلام المتعثرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
يقول إن إسرائيل «تريد العملية لكنها لا تريد السلام.» فبينما تتواصل تلك العملية يستمر المستوطنون في الاستيلاء على مزيد من أراضي الفلسطينيين وبناء مزيد من المستوطنات.
وحين يضيق الفلسطينيون ذرعا ويحتجون مستخدمين الألعاب النارية التي تدل على حالة الضعف يتم ضربهم وتمزيق أجسادهم بأحدث الأسلحة بما فيها قذائف اليورانيوم المخصب وهذا ببساطة لأن من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها» أما الفلسطينيين فلا.
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
Sorry. No data so far.