- الأهالي - https://www.hashd-ahali.org/main/weekly -

في ذكرى الاستقلال.. بقلم – خليل السيد

قبل أيام مرت الذكرى الثامنة والستين على استقلال الأردن، ولا بدّ في هذه المناسبة العزيزة على كلّ الأردنيين من التذكير، والتاكيد على أن مطلب الاستقلال عن الانتداب البريطاني، ومناهضة المعاهدة البريطانية، وتعريب الجيش، كان المطلب الجماهيري والوطني العام، منذ عشرينات القرن الماضي عبر مسيرة كفاحية مجيدة للشعب الأردني استمرت حتى تحقيق الاستقلال عام1946م، وكان قد سبقنا إلى الاستقلال دول عربية عديدة إذ أن موجة الخلاص والتحرر من الأجنبي قد فعلت فعلها حيث نالت شعوب مصر وسوريا الاستقلال قبلنا ثم بعدها انتزعت شعوب ليبيا والسودان والجزائرحريتها من الأجنبي وانجزت استقلالها . هذا الحصاد في سلسلة الاستقلالات المتتالية كان نتيجةً لثورات هذه الشعوب على الاستعمار والمحتل الأجنبي ورفضا لكل هيمنة او استقواء على الشعوب العربية , وفي هذا الإطار يجب إبراز المسيرة الكفاحية للشعب الأردني وحركتة الوطنية دفاعاً عن استقلال الأردن وعروبته في مواجهة المعاهدة البريطانية والمشروع التوسعي الصهيوني , وهنا ننحني إجلالا وإكراما لدماء الشهداء التي سالت دفاعاً عن ثرى الأردن وكرامتة , ومن أجل تلك التضحيات الجسام ومن أجل الأردن لا بد من تعزيز الاستقلال وحمايتة وصيانتة وهذا يتطلب موقفاً رسمياً منسجماً مع مطالب الشعب الأردني بضرورة الانعتاق والتحرر الفعلي من التبعبة، والهيمنة ، الأجنبية اقتصادياً وسياسياً، والمتمثلة بوصفات الصندوق والبنك الدوليين، والدوائر المالية العالمية، وضرورة التحرر من المعاهدات المذلة مع العدو الصهيوني ، ونؤكد أن هناك ثمة فرصة جديّة، لتعزيز شروط استكمال استقلال الأردن وإدامتة، وذلك بالانسجام الفعلي بين الموقف الرسمي والشعبي على قاعدة وأساس صيانة الوحدة الوطنية وذلك بإصلاح منظومة القوانين الناظمة للحريات العامة، وقوانين الانتخاب، والاحزاب، والإصلاح الضريبي، والتوحد على الموقف من القضايا الإقليمية العربية رفضاً لأي تدخل أجنبي في شؤون الدول العربية، وتعزيز العمل المشترك مع قوى التحرر العربية الرافضة للهيمنة الأجنبية . لأن الاستقلال الفعلي والحقيقي يأتي من خلال الاعتماد على الذات، وبناء القدرات الذاتية الخاصة بالدولة الأردنية، وعدم الارتهان للاجنبي دفاعاً عن سيادة الأردن وكرامتة.