- الأهالي - https://www.hashd-ahali.org/main/weekly -

حواتمة في حوار المبادرات والحلول الجديدة مع «فضائية عودة» الفلسطينية – الجبهة الديمقراطية تقدم لشعب فلسطين وكل قواه مبادرة لمفاوضات بديلة وإسقاط الانقسام

س1: في الحقيقة عام جديد والأحداث متسارعة والعناوين السياسية مهمة للغاية، ولعل أهم العناوين والتي من المهم أن نستنير بوجهة نظرك بتحليك لها، هي موضوع المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية إلى أين البعض يقول أنه أصلاً الدخول بالمفاوضات كان ممر إجباري، مجبرة القيادة الفلسطينية عليه، السؤال هل انتم مع بدء المفاوضات عندما بدأت من المفاوضات قبل استكمال الـ 9 شهور التي تنتهي في 29 نيسان القادم؟
ج1: نحن لسنا أمام ممر إجباري يتيم للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.
نحن أمام طريقين:
الطريق الإجباري الذي ذهب به فريق فلسطيني بالإنفراد والتعارض مع قرارات الإجماع الوطني الفلسطيني، هذا الطريق جرى تجربته على امتداد 21 عاماً حتى الآن ونتائجه ذات طبيعة كارثية أيضاً، أعطي مثلاً عن هذه النتائج، في عام 93 كانت مجموعة حالات الاستيطان في القدس والضفة الفلسطينية وقطاع غزة 97 ألف مستوطن مستقر، بينما نحن الآن أمام 700 ألف في القدس والضفة الفلسطينية، فالقدس عليها مستوطنين على الأراضي الفلسطينية في القدس العربية المحتلة، 300 ألف مستوطن، أكثر من عدد السكان العرب الفلسطينيين، والضفة الفلسطينية عليها مستوطنين ينهبون الأرض الفلسطينية 400 ألف، أي ما مجموعه 700 ألف بينما في عام 93 عند توقيع اتفاق أوسلو (أ) وكذلك الحال أوسلو (ب) 94 كان مجموع المستوطنين فقط 97 ألف بما فيه المقيمين في قطاع غزة، أي أن الاستيطان تضاعف على امتداد 21 سنة من هذه المفاوضات 7 مرات وليس مرة أو مرتين، والآن حكومة نتنياهو وشخص نتنياهو يسعى لإطالة أمد هذه المفاوضات سنتين إلى 3 سنوات بأمل أن يتمكن من استكمال عمليات الاستيطان لتفيض على مليون من البشر بالضفة الفلسطينية والقدس، وعند ذاك لا يمكن أن يكون احتمال قيام دولة فلسطينية على حدود 4 حزيران 67 عاصمتها القدس الشرقية المحتلة، ولن يكون هناك احتمال عودة اللاجئين إلى ديارهم عملاً بالقرار الأممي 194، ولن يكون هناك إمكانية مفاوضات جدية ينتج عنها شيء بالحدود الدنيا لحقوق الشعب الفلسطيني لتقرير المصير بدولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية المحتلة وحق العودة للاجئين، إذاً نحن أمام هذا الطريق المجرب.
بالمقابل نحن أمام طريق آخر: الطريق الآخر هو نحو مفاوضات من نوع جديد وجديدة، تقوم على قرارات الشرعية الدولية وآخرها قرار الأمم المتحدة في 29 نوفمبر 2012 حيث «اعترف 179 دولة بدولة فلسطين تحت الاحتلال على حدود 4 حزيران 67 عاصمتها القدس الشرقية المحتلة، وينص أيضاً على حق اللاجئين بالعودة بموجب القرار الأممي 194، وينص على أن منظمة التحرير الفلسطينية تمثل كل الفلسطينيين، فهي الممثل الشرعي الوحيد والمفاوض «الوحيد للشعب الفلسطيني»، أي أننا خطونا الخطوة الأولى في تجريب الطريق الجديد «السياسة التفاوضية الجديدة بموجب قرار الأمم المتحدة 29 نوفمبر 2012.
كان علينا بـ 2013 أن نستكمل هذه العملية فنذهب إلى الدخول في جميع مؤسسات الأمم المتحدة الـ63 وفي المقدمة منها محكمة الجنايات الدولية، محكمة العدل الدولية، واتفاقات جنيف الأربعة التي لا تجيز للمحتل أي تغيير جغرافي أو ديمغرافي في الأراضي التي يحتلها، ومجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة».
هذا ماذا يعني، يعني فرض العزلة الدولية الكاملة على إسرائيل، وانتزاع الاعتراف الدولي الكامل بالحقوق الوطنية الفلسطينية وتقرير مصير، دولة مستقلة، حدود 4 حزيران 67 عاصمتها القدس، عودة، ومنظمة التحرير ممثل وحيد، هذا سيولد رأي عام جديد عالمي ورأي عام إقليمي عربي وبالشرق الأوسط جديد، ورأي عام أيضاً يتطور باتجاهات أخرى داخل إسرائيل، داخل صفوف المجتمع الإسرائيلي: لأن إسرائيل ستكون في اليوم التالي بعد دخولنا مؤسسات الأمم المتحدة تحت سيف المحكمة الجنائية الدولية، العدل الدولية من الجدار العازل، للاستيطان، لمصادرة الأراضي، لشق الطرق الالتفافية، للاعتقالات، للاغتيالات، للعدوان على قطاع غزة، تصبح إسرائيل بحالة عزلة دولية كاملة، كما تحررت نامبيا تحرراً كاملاً  من استعمار حكومة جنوب إفريقيا العنصرية البيضاء، تحت إشراف الأمم المتحدة بتقرير المصير، وتحرر شعب جنوب إفريقيا بكل ألوانه وأعراقه واثنياته وأديانه وطوائفه على قاعدة الصوت الواحد للشخص الواحد، وبالتالي انتهى الحكم العنصري، وكما وقع مع الصين الشعبية بعد تجريب الممر الإجباري بمجلس الأمن والفشل أكثر من 20 عاماً بفعل الفيتوات الكولونيالية والامبريالية وفي المقدمة أميركا وبريطانيا في ذلك الوقت، عند ذاك تقدمت الجزائر وألبانيا بطلب بموجب ميثاق الأمم المتحدة «متحدون من اجل السلام» أي بقبول الصين الشعبية عضواً كامل العضوية بالأمم المتحدة، بدورة استثنائية للأمم المتحدة، وبأغلبية ثلثي الأصوات، وبيدنا الآن ثلثي الأصوات، وعليه دخلت الصين الشعبية العضوية الكاملة، وطردت الصين الوطنية التي أصبحت فيما بعد تايوان وحتى يومنا من كل المؤسسات الدولية.
أقول نحن أمام طريقان وليس أمام طريق واحدة هي ممر إجباري، وحتى هذا الممر الإجباري كنا متفقين مع أبو مازن بأن الممر الإجباري سيصطدم بان يكون بيدنا 9 أعضاء حتى يصبح ممكناً التصويت على تقديم مشروع للأمم المتحدة وإذا نجحنا سنكون أمام الفيتو الأميركي الذي يحبط ذلك، وكنا متفقين أن نذهب فوراً للجمعية العامة للأمم المتحدة بموجب قانون «متحدون من أجل السلام» ونأخذ العضوية الكاملة، وندخل كل مؤسسات الأمم المتحدة ولكن تحت الضغط الأميركي وبكل وضوح، وتحت ضغط وشروط نتنياهو، وضغط عدد من الدول العربية التي تعمل تحت الأجندة الأميركية كانت النتيجة اصطدمنا بالممر الإجباري مالم نحصل 9 أصوات، والفيتو الأميركي كان جاهزاً، حتى لو حصلنا 9 أصوات.
إذاً نحن أمام طريقين وليس طريق واحد، ولذلك نحن اتفقنا بالقيادة الفلسطينية، وشخصياً اتفقت مع الأخ أبو مازن لا نذهب إلى استئناف المفاوضات ذو الصيغة القديمة، بل نصر «لا مفاوضات قبل الوقف الكامل للاستيطان، لا مفاوضات بدون مرجعية سياسية وقانونية، أي قرارات والمرجعية الشرعية الدولية وفي مقدمتها قرار الأمم المتحدة الجديد التاريخي والاستراتيجي، السياسي والقانوني بـ 29 نوفمبر 2012، ولا مفاوضات قبل جدولة فعلية لإطلاق سراح الأسرى كل الأسرى، وبالتالي لا نذهب ونستأنف المفاوضات القديمة»، كنا هذا الاتفاق قد أنجزناه  معاً وبإجماع القيادة الفلسطينية في رام الله بـ 18 تموز، بينما بـ 30 تموز كسر فريق أبو مازن الإجماع الوطني، وذهب لفريق واحد ممثلاً بالأخ أبو مازن ومن حول أبو مازن إلى استئناف المفاوضات بموجب «تفاهمات كيري» التي يمكن أن نتكلم عنها لاحقاً.
س2: أستاذ حواتمه أنت طرحت البديل الذي كان يجب أن يعتمد كبديل عن خوض مثل هكذا مفاوضات عبثية كما يوحي كلامك، ولكن أريد أن أسألك ماذا دار بخلد القيادة الفلسطينية في رأس الرئيس أبو مازن ويدرك ما تقول أن الاستيطان، إن العثرات كبيرة والمعضلات لا يمكن حلها، لماذا أقدم إذاً على المفاوضات هذا أولاً، ثانياً طرحت أنت البديل، وأساس وجوهر البديل هو الذهاب إلى مؤسسات الأمم المتحدة المختلفة، محكمة الجنايات الدولية، حقوق الإنسان وكغيره من هذه المؤسسات، لكن أليس في ذهنك أيضاً بديل آخر، خطوة أخرى كالمقاومة الشعبية بمفاعيل مختلفة، إذاً ماذا دار في رأس أبو مازن ولماذا دخل في المفاوضات في ظل هذه الظروف المعقدة، وثانياً هل البديل فقط ما تحدثت أنت أم هناك بدائل أخرى؟
ج2: لماذا دخل المفاوضات وبصراحة كاملة أقول لشعبنا وللجميع وكل من يستمع  ويشاهد ليشهد الآن وغداً لهذا المنبر الوطني، أقول بوضوح أن التطورات التي وقعت بدءاً من أوائل التسعينات وخاصة حرب الخليج الثانية، حرب احتلال صدام حسين للكويت، انهارت وتفككت جبهة الصمود العربية، انهار التضامن العربي، لاحقاً وقعت تطورات فادحة على المستوى العالمي، فقد تفكك وانهار الاتحاد السوفيتي وبلدان التجارب الاشتراكية، وهذا ترك تأثيرات سلبية، وخطيرة، هائلة على حركات التحرر الوطني في آسيا، إفريقيا، أميركا اللاتينية، ترك تأثيراته على أوضاعنا العربية والفلسطينية، لذلك أقول مرة أخرى كان القرار الفلسطيني قراراً مستقلاً فعلاً أي أننا نتخذ قراراتنا في المؤسسات الفلسطينية، المجلس الوطني الفلسطيني، القيادة الفلسطينية المشكلة من الأمناء العامين لفصائل المقاومة الفلسطينية+ أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير+ عدد من الشخصيات المستقلة، ونتخذ قراراتنا أيضاً باللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وبعدها ندعو الأقطار العربية وبتأثير مباشر بمخاطبة الشعوب العربية من أجل أن تساند قراراتنا التي نتخذها، كذلك الحال نذهب إلى المجتمع الدولي اتحاد سوفيتي، الصين، فيتنام، كوبا، حركات التحرر الوطني في آسيا، إفريقيا، أميركا اللاتينية، شعوب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وكل العالم من أجل مساندة قراراتنا.
بعد الانهيارات التي وقعت في الأوضاع العربية نتيجة لارتداد السادات بعد حرب أكتوبر 73، وحروب الخليج العبثية الثلاثة التي أدارها صدام حسين وخاصة بعد حرب احتلال الكويت، القرار الفلسطيني لم يصبح أولاً، ثم نذهب إلى الأقطار العربية ونذهب إلى العالم ونذهب إلى مؤسسات الأمم المتحدة، فمنظمة التحرير عضواً في الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ عام 74، أصبح القرار الفلسطيني الآن أسيراً، أولاً يأتي الذهاب إلى الحالة الدولية وتحديداً الإدارة الأمريكية، ثانياً إلى الدول العربية التي شكلت لجنة المتابعة العربية من 13 وزير خارجية وأحياناً يصبحون 15 وزير خارجية، وثالثاً محصلة النتائج مع الإدارة الأميركية ومع لجنة المتابعة العربية تطرح على المؤسسات الفلسطينية تحت هذه الضغوط، إذاً يجب أن يقع تطوير وتغيير وهذا هو البديل الذي يجب أن يقع من أجل الوصول إلى الطريق الآخر الذي بدأنا خطوة واحدة فيه ثم توقفنا على امتداد عام 2013، والآن بمفاوضات «تفاهمات كيري» الثنائية حتى 29 نيسان/ ابريل 2014.
بشأن النقطة الثانية، عندما نذهب إلى الأمم المتحدة ونستكمل العملية التي ذكرت وما يترتب عليها في الرأي العام العالمي، الرأي العام القاري في كل قارة من القارات، في منطقة الشرق الأوسط، داخل المجتمع الإسرائيلي، أيضاً داخل المجتمع الفلسطيني، الشعب يصبح لديه اليقين أن القيادة ستقوده إلى طريق جديد يوصل فعلاً إلى الحرية والاستقلال، يوصل فعلاً إلى مفاوضات من نوع جديد، تقوم على:
أولاً: قرارات الشرعية الدولية التي ذكرنا.
ثانياً: مرجعية دولية من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والأمين العام والأمانة العامة للأمم المتحدة.
ثالثاً: الوقف الكامل للاستيطان طيلة فترة المفاوضات.
رابعاً: إطلاق سراح الأسرى بجدول زمني محدد، وقف كل الأعمال العدوانية.
خامساً: عندئذ الرأي العام الفلسطيني يصبح لديه اليقين أن القيادة السياسية الفلسطينية قامت بعملية المراجعة الضرورية لسياسة 21 سنة من الطريق المسدود، بينما هذا الطريق لم يغلق على إسرائيل طيلة 21 سنة، إسرائيل تواصل نفس السياسة التوسعية العدوانية بسمع وبصر الإدارة الأميركية، العالم كله، لجنة المتابعة العربية، كل الدول العربية ودول الشرق الأوسط، وأيضاً الجانب الفلسطيني.
ولذلك الشعب يحتاج إلى يقين بهذه القيادة السياسية، بقيادة الفصائل، اليقين هو الطريق الآخر للمفاوضات، هذا الذي يمكننا أن ندعو شعبنا وبكل صراحة إلى انتفاضة شاملة شعبية ثالثة تتخذ أشكال المقاومة الشعبية، الجماهيرية والسياسية والدبلوماسية، أشكال في المقدمة شعبية وجماهيرية، الشعب يريد مفاوضات من نوع جديد، الشعب يريد مفاوضات الشرعية الدولية، الشعب يريد مرجعية دولية من الدول الخمس الدائمة العضوية التي تؤسس لمؤتمر دولي شامل لحل قضايا الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، 65 سنة القضية الفلسطينية معلقة أمام العالم، ولولا ثورتنا الفلسطينية المعاصرة لبقيت حتى يومنا معلقة أمام العالم.
بينما إسرائيل لا شيء معلق أمامها، تواصل الاستيطان، تواصل الحروب، تواصل عمليات التطويق والإبادة، تواصل القتل والاغتيالات، تواصل العدوان على قطاع غزة والضفة الفلسطينية والقدس الشرقية، تحرم شعبنا من أي حق من حقوقه وتخلق أمر واقع على الأرض، أقول لكم أقول لشعبنا بصراحة إسرائيل قامت على قرارين، الأول قرار دولي عام 47 من الجمعية العامة للأمم المتحدة بتقسيم فلسطين إلى دولتين دولة فلسطينية عربية ودولة إسرائيلية، والقرار الثاني خلق الوقائع على الأرض.
نحن بحاجة إلى القرارين، القرار الأممي لمفاوضات تستند له، تعتمد عليه يشكل الإطار السياسي والقانوني للمفاوضات ومرجعية دولية، وهذا بيدنا الآن القرار الدولي 29 نوفمبر 2012، وأيضاً خلق الوقائع على الأرض، يكون ذلك كما فعلنا بالثورة الفلسطينية، كما فعلنا بالمقاومة، كما فعلنا بالوحدة الوطنية الفلسطينية، كما فعلنا بالانتفاضة العظمى الكبرى من عام 87 إلى 93 رفعت شعار الحرية والاستقلال ولم ترفع شعار اتفاق جزئي تحت هذا العنوان أو ذاك، فولد اتفاق أوسلو الجزئي والمجزوء الذي لا ولم يوصل إلى تسوية سياسية شاملة، الآن 21 سنة. كذلك الانتفاضة الثانية.
شعبنا الآن بظروفه الموضوعية بأزمة سياسية، بأزمة اقتصادية فقر، بطالة، تهميش، بأزمة اجتماعية لا يوجد عدالة اجتماعية لعوامل الصمود بين التيارات والطبقات الاجتماعية بصفوف شعبنا، ولذلك جاهز للانتفاضة الثالثة، ولكن موضوعياً ليس لديه يقين بالقيادة الفلسطينية، اليقين يكون بالطريق الجديد، البديل الجديد، عندئذ ندعو إلى انتفاضة ثالثة عواملها الموضوعية جاهزة في مقدمتها المقاومة الشعبية بالصدور العارية، بكل أشكال المقاومة الشعبية والجماهيرية، هذا يتطلب ويستدعي علينا واجبات في الإطار السياسي والقانوني الدولي والشرق أوسطي والفلسطيني، وما تفرضه الطريق الجديد على المجتمع الإسرائيلي، كما تحاول حكومات إسرائيل أن تفرض علينا.
أيضاً أن نقوم بما علينا من التزامات وفي المقدمة إسقاط الانقسام وإعادة بناء الوحدة الوطنية، ووقف هذا النمط من المفاوضات السياسية بين «الذئب والحمل»، بين العدوانية التوسعية الإسرائيلية وبين الحمل الفلسطيني في ظل انقسامات سياسية وانقسام بالجغرافيا والديمغرافيا رهيب بين الضفة وقطاع غزة، وفي ظل مفاوضات ثنائية لا مرجعية دولية لها، لا وقف للاستيطان فيها، لا إطلاق سراح 5000 أسير فلسطيني فيها، وعليه: إسرائيل تفعل ما تريد ونحن نتكلم على الطاولة دون أن نفعل شيء، علينا أن نفعل، أيضاً على الأرض الفلسطينية ما علينا «بإسقاط الانقسام، وإعادة بناء الوحدة الوطنية، وإعادة النظر كاملاً بكل صيغة المفاوضات نحو الطريق الجديد».
س3: تحدثت عن البديل، منطقي جداً، الذهاب إلى مؤسسات الأمم المتحدة المختلفة النشاط على المستوى الدولي، أيضاً تحدثت عن تفعيل المقاومة الشعبية وتتويجها بالانتفاضة لكن البعض يقول أنه هناك بدائل أخرى، يقول يجب أن يكون اشتقاقات جديدة وتحالفات جديدة، بمعنى مزج علاقات جديدة مع دول بارزة على الساحة الدولية بالذات الدور التي تضطلع به روسيا الاتحادية بقيادة بوتين، بمعنى أن لا نبقي (بيضاتنا) في سلة واحدة كما يقال، تحالفات تقليدية مع قوى معينة في الساحة العربية والدولية، إضافة من ضمن البدائل التلويح بإمكانية الكفاح المسلح لأن الأمور تفلت من بين أيديكم كقيادات، لأن الشعب قد يمتشق سلاحه بأي لحظة، هذه تضاف إلى البدائل؟
ج3: نقاط السؤال ليست بديل، هذه استكمال لعملية البديل، عملية البديل يجب أن تبدأ فلسطينياً، أي كما قلنا من الطريق الآخر الذي خطونا به خطوة أولى ونستكمل به كل حلقاته، وتبدأ بإسقاط الانقسام وإعادة بناء الوحدة الوطنية على قاعدة البرامج التي تحققت حتى الآن.
نحن بالجبهة الديمقراطية ومعنا كل القوى الديمقراطية الوطنية الفلسطينية، أنجزنا بالحوار الوطني الشامل 4 برامج لإنجاز الوحدة الوطنية وإسقاط الانقسام، ولذا علينا أن نقوم بما علينا أن نقوم به. عندئذ نفتح الميدان أمام الاتحاد الأوروبي وأمام روسيا الاتحادية وأمام الصين الشعبية وأمام دول كبرى لها دور كبير في المجتمع الدولي، الهند مثالاً، البرازيل، جنوب إفريقيا دول كثيرة في هذا العالم مستعدة أن تلتقط ما نطرح من جديد وتطور دورها، أما من دون ذلك، إمكانية تطوير الدور الأوروبي إمكانية تتوقف حتى الآن على أوروبا، ولذلك علينا أن نلاحظ أن الأوروبيين لم تمكنهم الإدارة الأمريكية من أي دور في الشرق الأوسط وعلى صعيد الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، رغم إن الاتحاد الأوروبي بادر تلقائياً بخطوات بدء العقوبات على كل المستوطنات، بدءاً من تموز/ يوليو/2014 الاتحاد الأوروبي سيقاطع كل منتجات المستوطنات في القدس الشرقية وفي كل الضفة الفلسطينية، الزراعية، الصناعية والتعليمية والأكاديمية كاملة، وأيضاً الجمعية الأكاديمية الجامعية بالجامعات الأميركية التي تضم أكثر من 5000 أستاذ جامعي كبير أعلنت انه مع بداية العام أيضاً ستتم مقاطعة كل الجامعات الإسرائيلية وليس فقط جامعة أرئيل الموجودة على كتف نابلس والمعاهد الموجودة في القدس الشرقية والضفة الفلسطينية، ومن أجل توسيع الدور الأوروبي لخلق وقائع جديدة على الأرض وأوروبا صوتت معنا 27 دولة بأوروبا، فقط تشيكيا التي صوتت بجانب إسرائيل والإدارة الأميركية، 27 دولة معنا، فرنسا من الدول الدائمة العضوية بجانب روسيا والصين، بريطانيا امتنعت عن التصويت وكان هذا بصالحنا، و27 دولة من الاتحاد الأوروبي صوتت معنا، أغلبية العالم 179 صوت معنا، فقط 4 دول صوتت ضدنا، إسرائيل، الإدارة الأميركية، تشيكيا، كندا التي تصوت عادة مع الإدارة الأميركية، الآن «اتحاد اللغات الحديثة 28 ألف جامعي أكاديمي» أعلن مقاطعة الجامعات الإسرائيلية لأنها تصمت على الاحتلال والاستيطان، هولندا بدأت فرض العقوبات، ألمانيا بدأت العقوبات على مؤسسات التكنولوجيا العليا في إسرائيل وعلى المستوطنات…، إذاً علينا أن نفتح الطريق، جرب بوتين، وكان رئيساً لروسيا الاتحادية، جرب عندما تشكلت الرباعية الدولية من روسيا، الاتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة الأميركية، الأمانة العامة للأمم المتحدة، جرب أن يلعب دوراً هو والاتحاد الأوروبي، فقدمت خريطة الطريق بنيسان 2003، وعليها وعلى أساس خلال سنتين فقط بسقف نيسان 2005، وبالأقصى حزيران 2005 تكون التسوية السياسية الشاملة قد تمت بما تقدمت به الرباعية الدولية خريطة الطريق، الآن نحن بـ 2014، روسيا مدعوة لتطوير دورها كما يجري الآن تطوير سياسة الاتحاد الأوروبي. حتى تستطيع أن تلعب دورها بحاجة إلى سياسة جديدة لكل قضايا الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي.
ما ذكرته الطريق الآخر البديل عن مفاوضات عبثية 21 سنة، إنهاء وإسقاط الانقسام، وسأتحدث حول الآليات الجديدة والمبادرات الجديدة لإسقاط الانقسام وإعادة الوحدة الوطنية، وكذلك الحال لإعادة المفاوضات إلى مسارها الأممي الدولي، عندئذ، روسيا، الاتحاد الأوروبي، دول العالم تتمسك بالقرارات الدولية، تتمسك بقرارات الأمم المتحدة بمرجعية الأمم المتحدة الدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن ومن أجل العمل المشترك من أجل عقد مؤتمر دولي للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي كما انعقد مؤتمر دولي من اجل حل الأزمة الإيرانية بشأن السلاح النووي وكما ينعقد بـ 22 يناير الحالي مؤتمر دولي لحل الأزمة الدامية، الطاحنة السورية.
نحن عمر أزمتنا 65 سنة من عام 48 حتى الآن دون حل، بينما إسرائيل تواصل أعمالها التوسعية بكل الأشكال التي ذكرناها، ومع ذلك لم ينعقد مؤتمر دولي حتى الآن بشأن أزمتنا، بينما سوريا أزمتها 3 سنوات، الآن بـ 22 يناير انعقد مؤتمر دولي، وكذلك جنيف انعقد لإيران بجولته الأولى والثانية، وينعقد هذا الشهر بجولته الثالثة لحل الأزمة بين إيران والعالم بشأن السلاح النووي.
أقول علينا أن نفتح الطريق للاتحاد الأوروبي، لروسيا الاتحادية، للأمانة العامة والأمين العام للأمم المتحدة وللضغط على الإدارة الأميركية أن لا تبقى هي الاحتكار لرعاية مفاوضات 21 سنة دارت بطريق مسدود بالنسبة للجانب الفلسطيني، بينما الطريق مفتوح للجانب الإسرائيلي بكل تلاوينه، بكل أشكاله على امتداد هذه الأعوام الـ 21.
إذا حتى يتطور موقف العالم علينا أن ننادي شعبنا عندما نقدم له اليقين، لأن شعبنا جرب 6 سنوات بالانتفاضة الأولى، شعاره الحرية والاستقلال، فوجد أمامه اتفاق جزئي لا يأتي بحل للقضية الفلسطينية ولم يأتي بالحرية ولا الاستقلال، وجربنا بالانتفاضة الثانية والتداعيات الدامية، 3 سنوات بالحرية والاستقلال أيضاً ولم يأتيا، بل استمر القديم كل قدمه، واستؤنف على قدمه بأوضاع أسوأ من أوضاع التسعينات وأوضاع العشرية الأولى من القرن الواحد والعشرين.
علينا أن نخلق هذا الوضع الجديد الذي يؤدي إلى تداعيات دولية، تدويل الحقوق الوطنية الفلسطينية، ودعوة العالم أن يمسك بقرارات الشرعية الدولية، أي أن يمسك بمرجعية دولية للدول الخمس الدائمة العضوية وأن يمسك بمؤتمر دولي شامل من اجل حل كل قضايا الصراع العربي الإسرائيلي، هذا كله يتكامل مع بعضه البعض عندما ننجز ما علينا من ضمنه توليد اليقين عند الشعب حتى يستجيب للانتفاضة الشعبية الثالثة ولكل أشكال النضال الشعبي والجماهيري بالمقاومة الشعبية والجماهيرية والمقاومة السياسية والدبلوماسية، المبنية على السياسات الجديدة على البديل الجديد. نحن نطرح بديل، لأنه دائماً يسألون إذاً ما هو البديل عن المفاوضات الثنائية الجارية، الظروف العربية الصعبة والانقسام بين الضفة وغزة، الآن نقول نعم يوجد بديل هذا هو البديل وهناك تحديات جديدة نطرحها من أجل هذا البديل.