- الأهالي - https://www.hashd-ahali.org/main/weekly -

زلازل سياسية كبرى ليست كفيلة بتحريك الضمائر

معركة طوفان الاقصى المجيدة وحرب الابادة والتهجير في غزة والضفة الغربية أحدثا زلزالاً سياسياً تمتد آثاره وتبعاته فصولاً على مساحة العالم أجمع،بعد أن فجرت الحرب القائمة منذ أكثر من أربعة أشهر حمماً بركانية سكنت طويلاً في باطن الأرض المحتلة ولكنها لم تغب يوماً عن المشروع الصهيوني، ولا عن البرنامج الفلسطيني التحرري.
1-تهجير من تبقى من الشعب الفلسطيني على أرض وطنه:سواء في غزة أو الضفة الغربية المحتلة عام 1967 أو مناطق فلسطين المحتلة عام 1948 ويشكل هؤلاء حوالي نصف عدد الشعب الفلسطيني أي ستة ملايين نسمة موزعين على المناطق الثلاثة، مقابل استراتيجية التهجير التي تعتمدها القيادة الصهيونية تاريخياً دون أن تتخلى عنها في أي مرحلة من المراحل، فقد اعتمد البرنامج التحرري الفلسطيني قضية الدفاع عن حق عودة اللاجئين الى وطنهم وديارهم، كما الدفاع عن صمود الشعب الفلسطيني على أرض وطنه وتوفير كل الشروط اللازمة لهذا الصمود.
العدو الآن يدفع بهدف التهجير تحت القصف والتهديد باستكمال حرب الابادة والتدمير بكل ما أوتي من قوة عسكرية وقوة سياسية مستمدة من صمت معظم الانظمة العربية وتأييد الدول الاستعمارية.
2-استكمال الاستيلاء على الأرض من خلال توسيع مساحات الاستيطان في الضفة الغربية وضمها وفق قوانين صادرة عن الكنيست الاسرائيلي، في مخالفة صريحة للقوانين الدولية التي تعتبر أن الضفة الغربية والقدس هي مناطق محتلة منذ عام 1967 . وكذلك اقتطاع مساحة 150كم2 من غزة تحت عنوان الحماية الأمنية.
3-محاولات تصفية وجود وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، كأداة رئيسية من أدوات حرب التهجير والتجويع.
4- أمن التجارة الدولية في البحر الأحمر، والذي كان الفضل الأكبر في الاخلال به للمقاومة اليمنية الشجاعة التي عطلت المنظومة الأمنية لتجارة الدول الرأسمالية والاستعمارية المشاركة في الحرب على غزة ولا يخفى البعد السياسي لهذا التطور الجديد فيما يتصل بتراجع هيبة القطب الواحد والنظام الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.
5- أما الحمم البركانية التي لم تخرج الى السطح بعد، ولا زال أصحابها ينتظرون «انجاز مهمة القضاء على المقاومة»!!!، فهي اتفاقيات التطبيع العربي الصهيوني، السياسية والأمنية والاقتصادية.
وهذا هو السبب وراء عجز وتواطؤ أنظمة الغاز والبترول وكذلك الانظمة العربية الأكثر نفوذاً سياسيا في الوطن العربي، التي لم تحرك ساكناً ولم بسمع صوت تهديداتها في مواجهة حرب الابادة، لا بل تستخدم ضغوطها المباشرة على المقاومة من أجل تقديم تنازلات جوهرية للعدو الصهيوني كي تمكنه من اعلان الانتصار على الشعب الفلسطيني.
كلما امتد زمن الحرب والعدوان: كلما انكشفت بشاعة الموقف الرسمي العربي، وجهل الانظمة السياسية بمخاطر المشروع الصهيوني الاحلالي.فلا شيء من العناوين أعلاه كفيل بهز ضمائرهم الوطنية وحساباتهم القومية.
يا لهول ما نرى ونسمع/ويا لقدرة الشعوب العربية على تجديد ثوراتها والانتقام لضحايا حروب الابادة التي ارتكبت بحقها من المحيط الى الخليج.