- الأهالي - https://www.hashd-ahali.org/main/weekly -

زلزال دولي على وقع الحرب الوحشية في غزة

العملية الفذة في السابع من اوكتوبر الماضي التي جاء منفذوها من ارضهم المحاصرة الى ارضهم المحتلة ،والحرب الوحشية التي يقوم بها جيش الاحتلال على الشعب الفلسطيني في غزة منذ 116 يوما ، والمقاومة الباسلة وحاضنتها الشعبية اللتان صعقتا الوعي العام “الاسرائيلي”:-
هذه الاركان الثلاثة التي احدثت الزلزال السياسي الكبير والذي لا زالت ارتداداته تتفجر على مساحات الكرة الارضية، وتعيد ترتيب الاصطفافات العربية والاقليمية والدولية، ضمن حسابات جديدة فرضتها وقائع ومعطيات تخطت بشجاعة لا نظير لها موازين القوى والدول المتحكمة في ادارتها.
القرار الصادر عن محكمة العدل الدولية بتاريخ”26/1/ 2024”، افتتح عهداً جديداً في موازين العدالة والقوى المتحكمة في ادارة شؤون العالم وقدم نموذجاً مضيئاً على اهمية الكفاح ضد الظلم والاستبداد وكل اشكال القهر التي هي من طبائع الاستعمار.
انها نقطة ضوء ملهمة لكل شعوب العالم وبلدانها من اجل التصدي للوحش الاستعماري، والبحث دائما عن مساحات ممكنة للنضال ضده بكل الاشكال ومهما كانت قلة الامكانات.
كان لا بد لقرار محكمة العدل الدولية من ردة الفعل العنيفة من قبل الاحتلال والولايات المتحدة وشركائهم، والتي تجلت ليس فقط في الاستمرار بالحرب الوحشية على الشعب الفلسطيني في غزة، وانما اتخذت على الفور الاجراءات الانتقامية بتجويع الشعب الفلسطيني ووقف تمويل الاونروا باعتبار أن حرب التجويع تعتبر عنصرا اساسيا في حرب الابادة والتهجير القسري التي شكلت اساساً لقرار المحكمة الدولية.
التحدي هذه المرة وجه من قبل الدول الاستعمارية التي اوقفت دعمها لوكالة غوث اللاجئين، الى المحكمة الدولية وكل من ناصر قراراتها بشأن حرب الابادة ضد الشعب الفلسطيني، لذلك نقول أن الحرب الضروس التي يشنها الاحتلال، قد بدأت تمتد شراراتها الى العالم أجمع.
تستحق القضية الفلسطينية أن تشكل مركز اهتمام العالم الحر المتحرر من قيود الاستعمار والمتطلع الى استعادة الحقوق، والحريات والكرامة الانسانية.
الحسابات الخاطئة لدى الدول الاستعمارية وأعوانها، فيما يتعلق بقدرة الشعوب على الصمود ومقاومتها التي لا تعرف الحدود ستشكل عنصراً وحافزاً اساسيا لكل حركات التحرر في العالم أجمع من اجل مواصلة الطريق نحو عالم جديد خال من الاستعمار والاضطهاد والعنصرية بكل اشكالها.
عالم يخلو من الوحوش البشرية التي نشهد جرائمها في غزة الآن.