- الأهالي - https://www.hashd-ahali.org/main/weekly -

ترميم الوضع العربي / كمال مضاعين

يلحظ المراقب للحراك السياسي بالمنطقة انبثاق مسارات سياسيه جديده وغير متوقعه ، تقودها العربية السعودية ، وتلقى التأييد من الدول العربية مع استثناءات قليله .
ومن المهم أن نتذكر الاحتقان الذي شهدته المنطقة بعهد الرئيس ترامب ، والذي دفع بكل قوه لتشكيل جبهة ضد إيران ، ومحاوله دمج الكيان الصهيوني بالمنطقة عبر خطوات تطبيع من بعض الدول العربية ، والابقاء على سياسة عزل سوريا وحصارها بشكل مطلق وتجاهل تام للقضية الفلسطينية.
وللحقيقة، فإن المبادرة السعودية للتقارب مع ايران كانت مفاجأة للجميع ، فهذه الخطوة لم تنزع فتيل الأزمة فقط ، بل ذهبت بعيدا باتجاه فتح القنوات السياسية والدبلوماسية مع طهران .
وبدأ يظهر بوضوح أن العرب، ولأول مره منذ انتهاء الحرب الباردة بدأوا بتوظيف انعكاس ميزان القوى الدولي الجديد، والذي تمثل بالحضور الصيني والروسي والذي تمت المصالحة الإيرانية السعودية برعايته.
توقف الهرولة باتجاه التطبيع مع الكيان الصهيوني، وعودة سوريا للجامعة العربية، والمساعي لعقد تسويه يمنية – يمنية، كل هذا الحراك تم بعيدا عن واشنطن، وبدأ وكأن العرب يتحركون بهوامش ولو محدودة بعيداً عن واشنطن.
ستتوفر هذه الهوامش، الى نهاية فتره بايدن ، فالأمريكان منشغلون بالساحة الدولية ، ومشدودون للحرب الروسية – الأوكرانية ، ويسيرون بحذر شديد على حبل الازمه الصينية – التايوانية ، وهذا يمنح العرب فرص ليست بالقليلة لترميم الوضع العربي الرسمي ، وامكانيه طرح مقاربات لبعض الازمات العربيةالمتفجرة في ليبيا واليمن وربما السودان.
لعب الاردن دورا رئيسيا بإعادة سوريا للجامعة العربية، وتلاشى التوتر بينه وبين بعض دول الخليج العربي، وهذا أمر مهم بالوقت الراهن.
ويبقى أيضا الخلل الرئيسي وهو ضعف الأداء المصري على الساحة العربية، والشلل الذي اصاب سوريا والعراق بسبب الأزمات المتتالية والحصار الغربي المضروب على دمشق.
وإذا استمرت جهود العربية السعودية بهذه الوتيرة، فليس مستبعاً أن يلتفت العرب للقضية الفلسطينية، ومساعده سوريا على فك الحصار عنها، وتقديم مقاربه لإنهاء الأزمة اليمنية وإنهاء معاناة الشعب الليبي، ومحاولة وقف الإقتتال في السودان الشقيق.