- الأهالي - https://www.hashd-ahali.org/main/weekly -

في الذكرى السنوية الثانية عشرة لرحيل المناضل والاديب الكبير سالم النحاس

الاهالي ـ مثل شعلة لا تنطفيء جذوتها أبداً، عاش الرفيق سالم النحاس حياته مناضلاً لا يكل ولا يهدأ، وذلك في رحاب الحركة الوطنية الاردنية، التي أحتضنت مناضلين أشداء ومبدعين كثر على امتداد عمر الدولة الاردنية.
يشرفنا أن الرفيق سالم النحاس كان واحداً من هؤلاء المناضلين الكبار متعدّدي الإمكانات والطاقات الخلاقة, الذين نهضوا بالحركة الوطنية الأردنية في مراحل زمنية قاسية وصعبة المراس.
سخّر سالم النحاس انتاجه الادبي الغزير في خدمة الحرية والقيم الرفيعة لحقوق الانسان, وتمكن بقدراته الفذه من الجمع بين السياسي الديمقراطي والادبي ذي البصيرة الإنسانية العميقة..
لم يتوقف يوماً عن السّير نحو الهدف المنشود من أجل تحقيق الحلم بحياة “خالية من القهر” ووطن سيدّ وحياة حافلة بالتنوع والمساواة.
ولم تهدأ روح سالم النحاس حتى بعد إصابته بالمرض, وظل يكافح من اجل أن يستمر دوره النضالي بعد أن أنهك الجسد, دون أن ينهك قلمه فهو الذي كان يصطف إلى جانب المناضلين المفكرين أيضاً, ولطالما اقتحمت مبادراته الخلاقة الجدران المغلقة في زمن الاحكام العرفية, علينا هنا أن نسجل له مقترحاته التي قدمها في وقت مبكر جداً حول ضرورة اعتماد مبدأ التمثيل النسبي والقائمة المغلقة في قانون انتخابات النقابات المهنية رغم علمه وعلمنا جميعا, بعدم إمكانية الاستجابة لهذا الاقتراح الا ان الأفكار الصائبة لا بدّ وأن تنير الطريق الطويل.
لم يشهد سالم النحاس ورفاقه المناضلون الراحلون: اردنيون وعرب ما فعلته القوى الظلامية المضادة للتغيير, وما خلفته من ثقافة سوداء في عالمنا العربي.. وما فعلته لتطمس الجميل والبهيّ والمتقدم في حياتنا وفوق ذلك يروّجون من أجل طمس معالم ثقافتنا المنيرة وإخفاء رموزنا الكفاحية المؤثرة وتبهيت قيمتهم في مجتمعاتنا ولم يشهد على مأساة الاتفاقات الابراهيمية التي يغرق في أوحالها عالمنا العربي نتيجة الهزيمة الماحقة التي منيت بها الانظمة العربية المطبعة مع الاحتلال والمتساوقة مع مشروعه التوسعي العنصري كما لم تمهل الحياة جسد الرفيق سالم وروحه الوثابة للاسهام السياسي والوطني المتميز في هذه المرحلة الفارقة في تاريخنا .
إلى روح سالم النحاس, ولأرواح الرفاق المناضلين الراحلين: سلاما ووفاء لا ينقطعان