الأهالي – كانت سنة عاصفه / كمال مضاعين

كانت سنة عاصفه / كمال مضاعين

| نشر في يناير 3, 2023 10:01 م | القسم: الهم الوطني | نسخة للطباعة :

عام 22 ، يعُد من أكثر الاعوام التي شهدت تحولات نوعيه على المستويات كافه ، وأهمها الحرب الروسية – الأوكرانية التي القت بظلالها على العالم كله ، وكشفت عن صراعات كانت مؤجله ، وعن استحقاقات تأخر حسمها .
على المستوى الإقليمي كان صعود اليمين الصهيوني المتطرف لسدة الحكم حدثاً بارزا ، في وقت تحولت فيه الاوضاع بسوريا والعراق الى تفاصيل يوميه تكرر ذاتها بلا أمل بالتغيير ، أما مصر ودول الخليج فلم يكن هنالك ما يستحق التوقف سوى استمرار حالة العجز والمراوحه .
ويبقى ما يهمنا أكثر وهو الاردن ، الذي انقسمت أزماته الى قسمين
الاول وهو الاستمرار بتعمق الازمات المتراكمه ، والثاني هو الازمات الحاده التي اصبحت تعبر عن نفسها على شكل مظاهرات واحتجاحات وتعبير عن رفض سياسات الدوله على كل الاصعده .
تعمقت ألازمه الاقتصاديه التي يشهدها الاردن بفعل سياسات الدوله التي لا تجد حلا للازمه ، أو للدقه لترحيل الازمه عبر زيادة العبء على كاهل المواطنين ورفع الضرائب والاستمرار بسياسة الجبايه ، والذي بلغ حدا لم تعد جيوب المواطنين تتحمله ، وهذا أدى الى موجة من المظاهرات والاضرابات بعد الرفع الاخير لاسعار المحروقات بلغت مستويات خياليه ، مما الحق ضررا بالغا بقطاع النقل وكل القطاعات التي تعتمد عليه .
وكالعاده لجات الدوله الى الحل ألامني للازمه ، ودفعت الامور الى حد بالغ الخطوره ، فحادثه مقتل ضابط الامن العام رفع درجه ألخطوره الى مستوى لم يشهده الاردن بمرحلة الربيع العربي ، ورغم أن الشعب الاردني بكل مكوناته أجمع على إدانة هذا العمل الجبان ، إلا أن الدولة اتخذت من هذه الجريمة ذريعة لايقاف الاحتجاجات والاضرابات بالقوه ، وجاء حادث استشهاد 3 من افراد الامن العام ليؤدي الى شيوع احساس عام بخطوره ان ينزلق الوضع الى ما هو اسوأ ، وهذا ساهم الى حد بعيد بتراجع حركه الإضرابات والاحتجاجات بالإضافة الى تشديد القبضة الأمنية على البلاد .
لا اصلاح سياسي ، لا حل للازمه الاقتصاديه سوى جيوب المواطنين ، سرقه العمليه الديمقراطيه عبر التزوير والتدخل ، انتاج احزاب سياسيه حسب مقاسات الدوله وعلى عين الامريكان فقط ، لا محاربه للفساد ، لا شفافيه ، احتكار العمليه السياسيه احتكارا مطلقا ، لا دور لاي كان خارج الغرف التي تدير الدوله من خارج المؤسسات الدستوريه , هذا هو عام 22 وهكذا سيكون عام 23 مضافا اليه مواجهه شرسه مع اليمين الصهيوني المتطرف …