| نشر في أكتوبر 11, 2022 9:58 م | القسم: آراء ومقالات, الهم الوطني | نسخة للطباعة :
بغياب الحياة السياسة تحتل الاشاعة كامل الحيز ، وتتحول المناخات السياسية الى نميمة وانحطاط ، وبدل أن تصنع الاحزاب والقوى السياسية الحياة تتحول الصالونات الى مصانع للتفاهة ، ويصبح الحديث عن الشقق المستأجرة والمزارع البعيدة سيد الموقف .
بغياب الحياة الديمقراطية ، تكون مؤسسات الدولة أول من يدفع الثمن ، ثم الدولة ورجالاتها ، وعندما تبدأ ماكينة الاشاعات تدور ، لا يسلم منها أحد ، الكبار والصغار ، ويصبح النظام السياسي عرضة للهجوم والردح ، بدون محتوى سياسي ، وبدون نقد عقلاني ، وبدون تحليل موضوعي ، لأن هذا الدور هو دور الاحزاب السياسية والمؤسسات المدنية .
ما يجري بالاردن منذ سنوات ، والآخذ بالتزايد ، هو سلسلة من الفضائح تطال كل قطاعات الدولة ، منها ما هو منظم من مجموعات معروفة ، ومنها ، وهو الاخطر ، ناتج عن صراع مراكز القوى بالدولة نفسها ، صراع على النفوذ والمصالح ، وصراع منظم للنيل من الدولة كمنجز تاريخي للشعب الاردني .
فبعض المؤسسات الحيوية بالدولة ، وما أن يغادر مديرها أو رئيسها موقعه حتى تبدأ سلسلة من الفضائح الاخلاقية او فضائح لها علاق بالفساد تلاحقه ، سواء اكانت الفضائح صحيحة أو مغرضة فأنها تغتال الشخص المستهدف ، وتنال من المؤسسة التي كان يرأسها ، وبمرور الوقت وجراء تكرار هذا السيناريو فقد الشارع ثقته بمؤسسات الدولة وأصبح يشكك بكل شي .
بغياب الاحزاب السياسية ، وهي الطرف المؤهل لتقديم برامج ، وهي الطرف الذي يعتمد الرؤية اليرنامجية وينتقد الأداء على اساس موضوعي ، بدونها تكون الدولة قد تركت البلاد عرضة للاشاعة والتفاهة تفتك بها وتغتال الحياة السياسية ، وما زاد الطين بله هو اضعاف مؤسسة البرلمان لدرجة أنه اصبح محسوبا على الدولة وليس ممثلا للشارع .
لا يمكن أن تنجح محاربة الفساد عبر الاشاعات والفيديوهات المسربة بتوقيت محسوب ، ولا يمكن ان يمثل أصحاب القرار دور المتفاجئين من شخصيات تقود مؤسسات مهمة بأن يتضح أنها شخصيات فاسدة ، فهذا يبين أن هنالك عيبا كبيرا بطريقة التعيين والانتقاء والرقابه والمحاسبة ، وكل هذا يتم بعيدا عن مؤسسة البرلمان والمؤسسات الرقابية الاخرى .
عودة الحياة السياسية والديمقراطية، هو السبيل الوحيد لانهاء هذه المسرحيات الممجوجة ، الجميع سيدفع الثمن ، ومؤسسات الدولة هي الخاسر الاكبر …. اعيدوا الحياه السياسية والديمقراطيه التي صادرتموها ، كفاكم عبثا بالدولة وهي منجز الجميع .
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
Sorry. No data so far.