| نشر في سبتمبر 21, 2022 1:41 ص | القسم: آخر الأخبار, شؤون محلية | نسخة للطباعة :
الاهالي ـ اقيم حفل تابين حاشد للراحل الكبير والمناضل الوطني والتقدمي عيسى مدانات وذلك بتاريخ 17\ 9 \ 2022 في احدى قاعات امانة عمان الكبرى حيث شارك عدد واسع من الرموز السياسية الاردنية ورفاق الراحل الكبير في رحلة النضال الطويلة التي خاضتها احزاب الحركة الوطنية الاردنية والحزب الشيوعي الاردني منذ الخمسينات من القرن الماضي
كما شارك ضيوف من مصر وفلسطين عايشوا الراحل عيسى مدانات وقدموا كلمات هامة في اطار البرنامج الذي استغرق قرابة الساعتين عرضت فيه فيديوهات تتضمن شهادات حية وخطابات كان قد القاها الرفيق الراحل في مجلس النواب. ادار الحفل بكفاءة واحاطة الاستاذ محمد البشير عضو اللجنة التحضيرية لحفل التأبين كما بدأ دولة السيد طاهر المصري بإلقاء كلمته تلاه السيد احمد بهاء الدين شعبان الامين العام للحزب الاشتراكي المصري ثم د مصطفى البرغوثي رئيس المبادرة الوطنية الفلسطينية
بعد ذلك قدمت الرفيقة عبلة ابو علبة كلمة احزاب الائتلاف القومية واليساريةحيث سنقوم بنشرها في هذا العدد من الصحيفة.
كما قدم السيد محمد المعايطة رئيس بلدية الكرك كلمته وانهى الرفيق فهمي الكتوت بكلمة الشيوعيين الاردنيين بعد ان شكر الحضور والمتحدثين باسم اللجنة التحضيرية
ثم ختم نجل الفقيد الاستاذ عامر بكلمة نيابة عن العائلة والاهل شكر فيها الجميع وعبر عن بالغ اعتزاز العائلة بالتراث النضالي للفقيد الكبير وفيمايلي كلمة ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية
في تأبين المناضل الراحل / عيسى مدانات 17 / أيلول / 2022م
“بكل معاني العزة والفخر، نحتفي اليوم بالمناضل الوطني والتقدمي الكبير عيسى مدانات، كما نحتفي بالمناضلين الجديرين بثقة شعبهم.
وفي الذاكرة السياسية التي تضيء أبداً ولا تنطفئ، تلك الإشراقات التاريخية التي شهد فيها الأردن استقلاله الوطني بعد أن قال الشعب كلمته في الميدان منذ بداية تأسيس الدولة الاردنية: نعم للاستقلال، لا للتبعية والوصاية بكل اشكالها.
لقد ارتبط اسم وفعل المناضل الكبير بالدور الرئيسي الذي قام به الحزب الشيوعي الأردني إلى جانب أحزاب الحركة الوطنية الأردنية: وقواها المنظمة: “حزب البعث، وحركة القوميين العرب والحزب الوطني الاشتراكي”، حيث حملت جميعها راية الدفاع عن الاستقلال واتجهت نحو بناء حركة جماهيرية واسعة ومنظمة، وقامت بإحلال ثقافة التحرر والتنوير والعلم والمعرفة بالتجارب النضالية لشعوب العالم، محل المخلفات الثقافية والفكرية للاستعمار.
فكانت الثورة الشعبية الناضجة ضد الاحلاف العسكرية المشبوهة ومن اجل الدفاع عن التحرر الوطني والاجتماعي.
لقد حملت ثورة أعوام 1955 – 1956 شعاراتها الواضحة المباشرة: فلا شيء يعلو على تحقيق هدف الاستقلال الوطني وطرد الأجنبي من البلاد، ثمّ انجاز بناء جبهة وطنية عريضة، (عام 1955م)، تمكن قادتها المناضلون واستناداً إلى القاعدة الشعبية الواسعة والمنظمة من اعتلاء المنصة الوطنية باقتدار، وقيادة المراحل التالية للكفاح الوطني والديمقراطي بجدارة لا ريب فيها.
كان للراحل عيسى مدانات ورفاقه المناضلين شرف الصمود والريادة في المساهمة بإنجاز تلك المرحلة المشار اليها في التاريخ الوطني الأردني.
إن الانقلاب الرسمي السريع على ما أنجزته الحركة الوطنية الأردنية في ذلك الوقت أوائل عام 1957 قد أدى فيما أدى إليه إلى إدخال البلاد مرّة أخرى في أنفاق التبعية وإجهاض المشروع الوطني التحرري، وتعريض المصالح الوطنية العليا لمخاطر جمّة انتهت الى ابرام معاهدة وداي عربة مع العدوّ الصهيوني والتحول نحو اقتصاد السوق وبيع القطاع العام / وتفكك المؤسسات الرسمية للدولة.
ومنذ ذلك التاريخ والمؤسسة الرسمية لم تتوقف عن استهداف القوى الوطنية الديمقراطية المنظمة: أحزابا ونقابات ومؤسسات جماهيرية: بالحصار ومحاولات العزل، بدقة سياسية محسوبة، حتى بعد إلغاء الاحكام العرفية عام 1992م.
الآن ونحن على مشارف ولادة عالم جديد متعدد الأقطاب والقدرات، وبعد ما حلّ في بلدان وطننا العربي الكبير من تدمير وتعويم لصيغة الدولة الوطنية وإلحاقها بسياسات ومصالح القوى الاستعمارية والصهيونية، لا بدّ لنا من اجراء مراجعات عميقة وشاملة، بهدف إعادة بناء مشروعنا الوطني والقومي الديمقراطي التحرري والتنموي بعيداً عن الاستقطابات الدولية الالحاقية، وتمكين بلداننا من بناء علاقات جديدة مع دول العالم، وشعوبها على أسس من الكفاءة والاقتدار.
لم يكن ممكنا ان تنجح قوى الاستعمار وأدواتها المتوحشة في إحداث كل هذا الخراب وهذه الزلازل السياسية في بلداننا العربية وبالصور المفجعة التي شهدناها منذ بداية التسعينات من القرن الماضي، لو لا تحالف الاستبداد ورأس المال، والتغييب القسري للمشروع الوطني الديمقراطي التنموي وانكار الأنظمة السياسية لحق شعوبنا في العدالة والمساواة والعيش بكرامة. وبدلاً من استخلاص الدروس والعبر والعودة الى رحاب طريق التنمية المستقلة، فقد اختارت الأنظمة السياسية العربية المنفصلة عن شعوبها، طريق الالتحاق بالمشروع الصهيوني، انه ليس تطبيعاً بل إقرار بمشروعية الاحتلال الصهيوني لفلسطين واستباحة وطننا العربي الكبير والهيمنة على مقدراته والتحكم في تاريخه ومستقبله.
نتوجه في هذه المناسبة بكل التقدير والاحترام للجهود الشعبية العربية التي تقاوم بكل ما اوتيت من إمكانيات سياسات التبعية والتفريط بالمصالح الوطنية والقومية.
إذ لا بدّ للحركة الجماهرية العربية، داخل بلدانها وعلى مستوى الوطن العربي من ان تواجه السياسات التدميرية التي تنتهجها أنظمة التفريط والاستسلام والتي عبرت من خلال ما سميّ بالاتفاقات السياسية والاقتصادية مع العدوّ القومي عن إقرارها بحق المشروع الصهيوني على الأرض الفلسطينية والعربية.
ولا بدّ للقوى الوطنية والديمقراطية من إعادة تنظيم صفوفها المبعثرة واسترداد قواعدها الشعبية الواسعة لتعود وتفرض من جديد كلمتها الحرّة في الميدان.. ولتعيد بناء حركة جماهيرية تحررية متنورة استناداً إلى برنامج وطني ديمقراطي مقاوم لكل أشكال الاستبداد والقهر.
لقد اثبتت القوى الديمقراطية في العالم اجمع جدارتها في قيادة شعوبها نحو الاستقلال الوطني، ونحو العدالة الاجتماعية.. حدث هذا في دول أمريكا اللاتينية وافريقيا وعدد آخر من دول العالم.. بعد أن واجهت ببسالة ووعي متقدم ووحدة ناضجة القوى الاستعمارية وحلفائها المحلييّن، دون ان تنتظر طويلاً على مقاعد المراحل الانتقالية.
في هذه المناسبة وكل مناسبة وطنية، نتوجه بكل الدعم والاسناد والتقدير للشعب الفلسطيني المناضل والمقاوم بلا هوادة ولا تردد عدواً استيطانيا احلاليا.. ونؤكد ان الدروس المستلهمة من ابتكاراته في مقاومة الاحتلال من شأنها ان تفتح كل الأبواب المغلقة نحو تغيير ثوري واسع في العالم العربي.
لقد تجاوز الكفاح الوطني الفلسطيني الاتفاقات المدمرة مع العدوّ الصهيوني وسياسات التواطؤ على الحقوق الوطنية المشروعة وفرض طريقا واحداً فقط للتعامل مع الاحتلال، هو طريق المقاومة العنيدة والوحدة الوطنية واليقين بالنصر.
الرفاق الأعزاء: ربما كان طريق الحق موحشاً، ولكنّا نواصل السير فيه دون ترددّ فشعوبنا الحية المنظمة هي التي ستحمل قواها الوطنية والديمقراطية المخلصة لتعتلي المنصّة من جديد دفاعاً عن الاستقلال الوطني والكرامة القومية والحرية والعدالة والمساواة.
سبتمبر 27, 2023 0
سبتمبر 27, 2023 0
سبتمبر 27, 2023 0