| نشر في يوليو 20, 2022 10:29 م | القسم: رأي الأهالي | نسخة للطباعة :
كان من الطبيعي ان تستحوذ زيارة الرئيس الامريكي وفريقه على كل هذا الاهتمام العربي والدولي، وإن لم يكن متوقعاً أن تأتي بجديد خارج نطاق “ صفقة القرن” التي نجح اصحابها ـ التحالف الامريكي الصهيوني ـ بفرض وتطبيق الشرط الرئيسي فيها:ـ
“ التطبيع العربي الرسمي مع دولة الاحتلال قبل التوقيع على طاولة الاستسلام النهائي”
كما كان من الطبيعي أيضاً أن تؤدي السياسات العربية الرسمية المتسارعة نحو التطبيع مع العدو وعلى جميع الصعد، الى فرض شرط جديد من اجل استكمال حلقات المشروع الصهيوني، وهو : “ دمج اسرائيل في المنطقة”، أي إرغام الدول العربية على القبول بالمشروع الصهيوني الاحلالي دون قيد ولا شرط، بل على العكس، سيتوجب على الانظمة العربية ـ اذا ما استمرت حالة التدهور الراهنة ـ ، القيام بمهام اضافية في سبيل حماية دولة الاحتلال وصاحبة المشروع الصهيوني.
الفقرة الواردة حول مكافحة الارهاب لا تعني شيئاً سوى توجيه التهديدات للمقاومة ضد الاحتلال : والمقاومة الفلسطينية أساساً هي المستهدفة، في ظل التنازلات الرسمية الفلسطينية والعربية غير المسبوقة للشروط الاسرائيلية والامريكية. وكما علمتنا الوقائع التاريخية فهذا الاستهداف لن يتحقق، وسيستمر الشعب الفلسطيني في مقاومته للاحتلال مهما اشتدت الخطوب.
“دمج اسرائيل في المنطقة”، من خلال المشاريع الاقتصادية العملاقة والربط بين دولة الاحتلال والدول العربية في قضايا استراتيجية وحيوية مثل المياه والطاقة والنقل هو الاخطر، وهو التطور النوعي الأسوأ في ما وصلت اليه نتائج قمة جدة، لأن من شأن مثل هذا الربط أن يحكم الخناق على القضية الوطنية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، حتى لو امتلأت صفحات الجرائد بالحديث عن الحقوق الفلسطينية وما يسمى بحل الدولتين.
ان المخاطر الجمة التي اسفرت عنها زيارة الوفد الامريكي تستدعي فوراً من القوى الوطنية الفلسطينية، العودة الى مربع “الوحدة والمقاومة”، وإعادة الهيبة والاعتبار للقضية الوطنية الفلسطينية وقيم التحرر والاستقلال والمقاومة بكل اشكالها ضد الاحتلال.
كما تستدعي نهوضاً عربياً شعبياً واسعاً من اجل حماية المشروع العربي التحرري الذي لم تكتب عناوينه بعد، ولكن القوى الوطنية والتقدمية في جميع البلدان العربية وبدون استثناء، تشهد حالة لملمة اوراقها للنهوض من جديد وإحداث فرق في التوازنات ، ورسم معالم حياة جديدة مشرقة.
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
مارس 20, 2024 0
فبراير 28, 2024 0
فبراير 13, 2024 0
Sorry. No data so far.