- الأهالي - https://www.hashd-ahali.org/main/weekly -

حلف أمني سياسي اقليمي جديد يلوح في الأفق

لم يعد هناك مجال للتطبيع المتسلل ، والمستتر بين دولة الاحتلال والبلدان العربية … لا بل أصبح الحلف الاقليمي الجديد بقيادة دولة الاحتلال ومشاركة دول عربية من بينها الاردن، وربما عدد من دول الاقليم الاخرى، قيد الإعلان والإحلال محل الأمن القومي العربي، هذا المصطلح الذي بدأ يغيب عن المفردات السياسية الرسمية العربية.
لقد تم إنهاك الأردن على امتداد سنوات طويلة، على الاصعدة الاقتصادية والاجتماعية، وتغلغل الخراب إلى العصب الرئيسي في المجتمع في مجالات الصحة والتعليم والثقافة الوطنية، وأصبح جاهزاً ليكون جزءاً عضويا مما يسمى الحلف الامني والاقليمي الجديد الأشدّ خطورة على المصالح الوطنية والقومية الاردنية والعربية.
الزيارة المرتقبة للرئيس الامريكي في منتصف الشهرالقادم، محفوفة بكل هذه المخاطر والتجليات التي يتم التجهيز لها جيداً:
ـ بدءاً من نقل السيطرة على جزر صنافير وتيران من مصر الى السعودية، وترسيم سيطرة دولة الاحتلال على الممرات المائية لهذه الجزر.
ـ مروراً بملف الطاقة ـ سيّد الملفات كلها الآن حسب اهتمامات الادارة الامريكية ـ حيث من المتوقع أن تجري تفاهمات على زيادة انتاج البترول وخفض سعره من قبل دول الخليج المنتجة له.
ـ وليس انتهاء بعقد ما يسمى باتفاقات أمنية تشمل عدداً من الدول العربية مع الاحتلال، وفي نطاق ما بات يسمى تضليلا “الاتفاقات الابراهيمية”.
هناك اصرار أمريكي اسرائيلي على تركيب وهم لدى الدول العربية اسمه “ايران العدو الاستراتيجي”، وان دولة الاحتلال الصهيوني تشكل جزءاً من الحلف الامني الاقليمي في مواجهة هذا العدو؟!!
يواجه العالم العربي الآن مرحلة جديدة في الصراع القومي يستهدف إلغاءه وإغراقه في الفوضى والقهر والخوف والتهميش والفقر والاستعباد تحت مظلة ما يسمى بحلف أمني سياسي إقليمي يكون لدولة الاحتلال الدور الرئيسي في قيادته وتوجيهه.
ليس لهذه السياسات سوى تفسير واحد، وهو ان الانظمة العربية اصبحت تتبنى علنا وصراحة المشروع الصهيوني الإحلالي وتستسلم له بكل ابعاده المدمرة والخطيرة على وطننا العربي الكبير…
انها ليست خطوة سياسية عادية أو عابرة أو تكتيكية، بل تقع في صلب المشروع الاستعماري المسمى صفقة القرن، وهي المرآة العاكسة للمشروع الصهيوني.
لا بد وأن يتم اجتراح آفاق جديدة لمقاومة هذا الطور من الاستعمار الجديد الذي تقوده دول رأسمالية وامبريالية مهدّدة بزوال هيمنتها المنفردة وتستعين بثروات بلادنا ومكانتها الاسترانيجية من اجل اطالة عمرها … وتمديد مرحلة عذاب اهلها ومعاناة البشرية جمعاء.