- الأهالي - https://www.hashd-ahali.org/main/weekly -

مصالح الأردن مع من؟ /كمال مضاعين

وراء ساتر كثيف من دخان الحرب الروسية الاوكرانية ، وتحت غطاء ملف الطاقه ، تجري الآن عملية دمج الكيان الصهيوني بالمنطقه العربيه ، فالدول العربيه التي سارعت لمساعده الولايات المتحده على دعم اوروبا بغاز بديل عن الغاز الروسي ، تحت جنح هذا المخطط تتزعم مصر عملية دمج الكيان الصهيوني واشراكه بالاتفاقيات المتعلقة بالغاز ، متجاوزة حتى حقوق الفلسطينيين المتعلقه بهذا المجال وليس فقط بالمجال السياسي .
تكثيف للغارات الصهيونيه على سوريا ، تسخين الحديث عن الخطر الايراني ، توقيع اتفاقية مصريه صهيونيه لتوريد الغاز الى اوروبا ، ونشاط دبلوماسي كثيف قبل زيارة الرئيس الامريكي للمنطقه الشهر المقبل .
يبدو الاردن خارج حسابات الاطراف العربيه والاقليميه ، وكل ما هنالك أن العاهل السعودي سيزور الاردن زيارة قصيره لم يرشح عن اجندتها أية معلومات .
اين تكمن مصالح الاردن الوطنيه ، أولا وقبل كل شي ، أي دمج للكيان الصهيوني بالمنطقه وتحت أي مسمى انما هو ضد المصالح الوطنيه الاردنيه ، وضد حقوق الشعب الفلسطيني .
كما أن أي اقحام أو زج للاردن بدور في جنوب سوريا يضر بالمصالح الوطنيه الاردنيه ويعرض امن الاردن للخطر ، خطراً ليس للاردن مصلحة به ، وقد يكون نتيجة حسابات أمريكيه معقده ومتشابكة لكن وبالتاكيد مصالح الاردن ليست من ضمنها .
تتحرك المملكه السعوديه ومصر على محور الصراع الروسي – الامريكي في مجال الطاقه ، وبملف محاصرة ايران او ضربها ، وليس للاردن قدره على تحمل تداعيات هذا الصراع ، في حال حصل وحتى قبل حصوله ، فالبازار الذي تساوم به هذه الدول مع امريكا مستفيدة من مناخات الحرب الروسيه الاوكرانيه ليس للاردن وجود فعلي فيها، وليس لها مصالح ، وهي اضعف من استثمار او توظيف هذا المناخ حتى لو ارادت ذلك .
الاردن مصالحه الوطنيه العليا واضحة وضوح الشمس: الوقوف ضد دمج الكيان الصهيوني بالمنطقه ، لان هذا سيجعل من ملفات الوضع النهائي مجرد اوراق مساومه بيد الدول العربيه التي تحتضن الكيان الصهيوني .
لم تشكل ايران يوما خطراً على الاردن ، وليس هنالك اي سبب او عذر او مبرر لدعم الجبهه الامريكيه الصهيونيه ضدها .
الوضع في العالم وفي المنطقه جدا خطير ، وأي خطأ يمكن ان يؤدي الى مسح دول او خسفها ، وليس هنالك من هامش للمناورة.