ماذا بعد؟ الأسعار الى ارتفاع ومعيشة المواطن الى هبوط

| نشر في يونيو 8, 2022 1:00 ص | القسم: رأي الأهالي | نسخة للطباعة :

---

بعد الاعلان الحكومي الاخير عن رفع سعر مادة البنزين والديزل والكاز، وإثر الفوضى العارمة، التي تسود الأسواق بسبب تعويم اسعار عدد من المواد الغذائية الرئيسية، بدأت تتضح الملامح المرعبة للمرحلة القريبة القادمة، والتي يتولى ادارتها فريق من المحتكرين، امتهنوا السطو على مقدرات البلاد، واستفادوا من كل الحروب والازمات التي مرت بها منطقتنا العربية، دون وجل ودون اية حسابات وطنية او انسانية…
لم تكلف نفسها الحكومة بتقديم تفسير لرفع اسعار المشتقات النفطية حيث تسحب اجراءات الرفع نفسها على كافة المواد الاستهلاكية الاخرى.
وسط هذه الاجواء الشعبية المشحونة، صدرت رؤية التحديث الاقتصادي تحت عنوان اطلاق الامكانات لبناء المستقبل، وحسب ما قدمه الملخص التنفيذي لهذا التقرير، فقد قام على ركيزتين استراتيجيتين:ـ
الاولى : النمو المتسارع من خلال اطلاق كامل الامكانات الاقتصادية
والثاني : الارتقاء بنوعية الحياة لجميع المواطنين.
ليس بالضرورة ان تحمل العناوين الجميلة مضامين تؤدي الى الانتقال الى واقع افضل.
هناك الكثير من الملاحظات العميقة التي يمكن تناولها بعد دراسة التقرير الذي شارك في إعداده كما أعلن حوالي خمسمائة شخصية ليس من بينها احزاب ولا نقابات وبالطبع فهي بعيدة عن مؤسسة البرلمان بشقيه النواب والاعيان!!!
ولكن وفي ظل القيود السياسية والاقتصادية الصارمة على القرار الوطني الاردني من قبل الدول والمؤسسات الرأسمالية، نتساءل : كيف يمكن الانطلاق نحو مرحلة جديدة من التصنيع واستثمار الزراعة، والاستثمار في قطاعات التعليم والصحة وغيرها… بل
كيف يمكن تبني خطط تنموية في ظل ارتهان الماء والغاز والكهرباء لاتفاقات مع العدو؟!!
وما هو دور منظمة التجارة الحرة، وصندوق النقد الدولي والمؤسسات المالية الدولية في ادارة اقتصادنا الوطني؟؟
وهل يمكن بناء استراتيجيات تنموية مستقلة بعيداً عن هذه المؤسسات؟؟ التي نخرت عظامنا وبددت ثرواتنا واثخنت الجسم الوطني جراحاً؟
وزراء الحكومة لا يتورعون عن اطلاق التصريحات اليومية التي تبشرنا بارتفاعات متتالية لأسعار المشتقات النفطية في المرحلة القادمة..
الامعان في هذه السياسات سيؤدي الى مزيد من الانقسامات الاجتماعية والفوارق الطبقية الهائلة، والى احتقانات شعبية لا تنضبط هي الاخرى لأية اعتبارات سوى التعبير عن السخط والغضب، مهما كلف الأمر فلم يعد لدى الناس ما يخسرونه!

---