| نشر في يونيو 8, 2022 12:59 ص | القسم: الهم الوطني | نسخة للطباعة :
لم يسبق للدولة الاردنية أن تدخلت بكل مسامات الحياه كما يحدث الآن ، ولم يحدث أن صادرت الدولة كامل الحياة السياسية والديمقراطية والمدنية كما يحدث الآن ، ولم يحدث أن كانت الدولة الاردنية متخوفة من أدنى هامش قد تحتله الاحزاب او النقابات او منظمات المجتمع المدني كما يحدث الآن ، ولم يحدث منذ تاسيس الدولة أن يتم الغاء او تقليص القاعدة الاجتماعية – السياسية للنظام السياسي كما الآن ، لحد أن العشائر التي كانت عمود الوسط ببيت النظام السياسي أصبحت مهمشة الآن ، لا بل أن بعضها انتقل الى صفوف المعارضة أو المناكفة .
كانت الدولة تتدخل بشكل واضح بالانتخابات البرلمانية ، الى حد أنه بات معلنا وصريحا ، ثم تدخلت بالانتخابات البلدية ، ولم يعد مهما حتى لو اكتشف الناس التدخل ، ثم بدأت بالتدخل بالانتخابات النقابية ، وبدأنا نسمع الاسطوانة المقيتة التي دمرت الحياة الديمقراطية وهي ( فلان الدولة داعميته وطالع طالع ) .
بالماضي كان التدخل يقتصر على العملية الانتخابية نفسها ، ولكن المسألة تعدت هذا الى حد أن الدولة ( أسست ودعمت وأنشات ) تيارات او كتل أو قوائم ورثت القوائم الخضراء ، وهي التي ترشح وتسحب وتدعم قوائم المترشحين وبشكل علني وواضح .
الخطير بالأمر أن الناس ، وبدافع الاحساس بالعجز أمام ماكينة الدولة ، سلموا بهذه الحقيقة ، وبدأ البعض التعامل معها كقضاء لا سبيل الى رده ، واصبح كل من ينوي الترشح لموقع عضو مجلس بلدي أو عضو نقابة أو عريف صف ( يسعى لطلب المباركة ) من الدولة ، وهذا هو الجزء الاخطر بالحكاية .
والطامة الكبرى هي : هل بإمكان الدولة النجاح بمهمة ادارة واحتكار الحياة ؟؟؟ على فرض سلمنا بأن الدولة لها الحق باحتكار كل الحياة ، هل بامكانها ذلك ؟؟؟ هل المنتج يشير الى نجاح أم الى تدمير للمؤسسات الديمقراطية ، وهناك مسأله غائبة عن بال الدولة وهي أن الطرف الذي يدير الحياة ويحتكرها هو الطرف الذي سيوقع على الفاتورة وحده ، وهو المسؤول عن كل النتائج والكوارث .
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
مارس 20, 2024 0
فبراير 28, 2024 0
فبراير 13, 2024 0
Sorry. No data so far.