| نشر في أبريل 26, 2022 1:07 م | القسم: الهم الوطني | نسخة للطباعة :
المعارضة ليس فقط أن تعارض سياسات الدولة ، أو تبدي عدم رضاك عنها ، المعارضة بالمفهوم السياسي والحضاري هي معارضة تملك برنامج واطار وخطة عمل ، والحزب المعارض يعقد مؤتمراته ويناقش برنامجه ، وقراراته تخضع لصيغه ادارية وسياسية وليست قرارات فردية او عشوائية .
شاهدنا قبل فترة أحد المعارضين الاشاوس والذي ضاق صدره بسياسات الدولة ، ولم يعد يطيق الصمت ففاض بما عنده ، وصب جام غضبه على الدولة وعلى الاحزاب ونعتهم بكل اشكال الذم والتحقير ، وطلب من الشعب الاردني ان يفوضه شخصيا لاسترداد حقوقه المسلوبة ، وبعد اسبوع فقط خرج علينا بتسجيل آخر اقل حماسا ، ثم اختفى .
معارض آخر ، بل معارضون آخرون ، خدموا بالدولة باعلى المتاصب ، لم يعودوا يتحملوا الصمت ، ورفعوا صوتهم محذرين الشعب قبل أن تقع الفأس بالرأس ، ويثيرون قليلا من الصخب بين الفينة والاخرى ، وهناك ما يسمى معارضة الخارج التي يتسابق رموزها على خرق السقوف والخوض بالمباح .
المفارقة العجيبة ، بل المفارقة المضحكة ، أن الدولة تسرع لاحتواء هذه النماذج والانماط ، وتخشى من ردود الشارع بسبب هؤلاء المعارضين ، ولا تقبل الاعتراف بالمعارضة الحزبية البرنامجية ، والتي تملك تقاليد بالعمل السياسي ، وتتسم برامجها وسياستها بالتوازن والحكمة .
معارضة الافراد ، التي تسارع الدولة لمراضاتها ، هي معارضة فرديه لا تملك برامج ، فتلجأ للاثارة بالطرح ، او لرفع سقف الغضب والمسبات ، وبغياب التعاطي الرسمي الجدي مع المعارضة الحزبية البرنامجية ، فأن نهج الدولة بالارضاء والاحتواء ، واحيانا رشوة المعارض الفرد ، هو نهج غير صحيح ، ويشجع على المزيد من هذا النمط الفردي ، على حساب دور الاحزاب والقوى السياسية .
لقد الحقت ظاهرة المعارضة الفردية أو الحرد السياسي الفردي اذى بالغ بوعي الشارع ، فبدلا من حزب يطرح برنامجا متكاملا لتعبئة الشارع ، فأن الاثارة تصبح هي البضاعة الرائجة ، وتعاطي الدولة مع الظواهر الفردية ومحاولة اقصاء الاحزاب ساهم بتشويه وعي الشارع السياسي وساهم ايضا بحرفه عن مساراته ، يجب ان تعي الدولة خطورة الاستمرار بهذا النهج لانه يلحق الاذى بالجميع دون استثناء.
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
مارس 20, 2024 0
فبراير 28, 2024 0
فبراير 13, 2024 0
Sorry. No data so far.