- الأهالي - https://www.hashd-ahali.org/main/weekly -

العالم العربي على مفترق النهوض الكبير

على وقع التدهور المتواصل في تطبيع العلاقات الرسمية العربية مع العدو الصهيوني، وتوقيع مزيد من الاتفاقات الاقتصادية الخطيرة شرقاً وغرباً، تتضح بالوقائع الملموسة ملامح المشروع الاستعماري الجديد في المنطقة العربية، الذي اوكلت مهمة قيادته والتحكم في مساراته لدولة الاحتلال.
المشروع لم يعد مقتصراً على نصوص في معاهدة أو اتفاق، بل تعدى كل الحواجز الوطنية والقومية والاخلاقية، من خلال ربطه مصير البلدان العربية بسياسات دولة الاحتلال العنصري. فما هو تعريف الاحتلال من قبل قوة غاشمة لأي بلد، اذا لم تكن الهيمنة على مقدراته والغاء سيادته وتفكيك بنيته المؤسسية؟؟!
ما يجري في البلدان العربية التي تواصل عقد اتفاقات: سياسية واقتصادية وثقافية وأمنية مع العدو القومي، دون حساب لانعكاس هذه الاتفاقات على السيادة الوطنية واستراتيجيات التنمية والاعتماد على الذات، هو القبول الصريح والواضح بالاحتلال، وبالمشروع الصهيوني الطامح للسيطرة على المنطقة العربية.
الحركة الجماهيرية العربية تدرك ذلك بوضوح، وتسعى الى توحيد جهودها لمقاومة هذا المشروع، في المغرب كما في دول الخليج كما في الاردن ايضاً، وهنا بيت القصيد الذي سينظم آليات عمل المرحلة القادمة:ـ
حتى الآن : فالتحركات الجماهيرية في الأردن وغيرها من البلدان العربية تقف وراءها الاحزاب والقوى السياسية التي ترفض هذه الاتفاقات من حيث المبدأ، وتستشرف المخاطر الجمة على مستقبل الشعوب العربية وتقدمها، بعد هذا الاجتياح الاقتصادي والامني والسياسي والثقافي للفضاءات العربية.
الا ان الامور لن تقف عند هذا الحد:ـ خصوصاً عندما تصل مخاطر هذه الاتفاقات الى المصالح الاجتماعية المباشرة للناس، ويصبح رغيف الخبز وشربة الماء هدفاً يسعى المواطن لانتزاعه من بين مخالب ارباب الشركات الكبرى «والشريك الاستراتيجي» والحلفاء الذين توافقت مصالحهم على استعباد الناس…
الحركة الجماهيرية الأردنية نهضت من جديد، وحملت شعارتها الرافضة للاحتلال والاستعباد والتفريط بالمصالح الوطنية العليا ـ وقد شاهد المسؤولون بأم اعينهم الحشود الطلابية والشعبية في الجامعات والمدن الاردنية والتي عبرت بوعي وطني كبير عن موقفها الواضح من سياسات التبعية والارتهان للعدو….
العالم العربي على مفترق النهوض … وإن كان الطريق صعباً وشاقاً.