- الأهالي - https://www.hashd-ahali.org/main/weekly -

وعد بلفور: بعد ١٠٤ سنوات: المشروع الصهيوني الإحلالي لا زال قائماً، والصراع القومي لا زال قائماً ايضاً

وعد بريطانيا للحركة الصهيونية بإقامة وطن قومي لليهود على ارض فلسطين وعلى حساب شعبها هو جريمة العصر، الذي شكل الاساس لجرائم متتابعة بحق الشعب الفلسطيني على مدى قرن واربع سنوات ولا زال التاريخ يسجّل وقائع الصراع الذي لم يتوقف والتضحيات الهائلة التي قدمها الشعب الفلسطيني حتى يومنا من اجل استرداد ارضه المحتلة وعودة لاجئيه ومن اجل تحرره واستقلاله.
وعد بلفور الاستعماري الذي صدر عام ١٩١٧ قدم للحركة الصهيونية تعهداً باطلاً بإقامة ما سمّي بوطن قومي لليهود، وكان هذا التعهّد ثمرة طبيعية للحرب العالمية الأولى وما ترتب عليها من إعادة تقسيم واقتسام المستعمرات بين الدول الاستعمارية القديمة، التي وجدت في الحركة الصهيونية اداة من ادواتها للسيطرة على المنطقة العربية وعزل أقاليمها الآسيوية عن الافريقية بزرع كيان استعماري عدواني فيها يحول دون تحقيق طموحات شعوب الأمة العربية في الوحدة وتقرير المصير والعيش في دولة قومية واحدة بعد التحرر من نير السيطرة العثمانية التي ظلت في المنطقة العربية على مدى اربعة قرون اقترنت بالفقر والجهل والتخلف والاستبداد.
وعلى ابواب المئوية الثانية لوعد بلفور الاستعماري، فقد دعت القوى الوطنية والديمقراطية الفلسطينية الى اطلاق مشروع متحف “الهولوكست الفلسطيني”، وذلك على غرار ما فعلت القوى الصديقة في مدينة “كيب تاون “في جنوب افريقيا قبل خمس سنوات، من اجل كسر صمت المجتمع الدولي على الجرائم التي ارتكبها الانتداب البريطاني ضد الشعب الفلسطيني، والتي ارتكبتها الحركة الصهيونية:أداته الاستعمارية.
إنّ من شأن تنفيذ هذا المشروع الوطني الهام تكريس وتعزيز الرواية التاريخية الكاملة للقضية الفلسطينية في مواجهة تشويه التاريخ ونفي الارتباط الأزلي للشعب الفلسطيني بأرض الآباء والاجداد، كما يستهدف المشروع تعميم التجربة الفريدة في عواصم الدول العربية والاسلامية والصديقة.
الا أن أفضل ما يمكن أن يقدمه الشعب الفلسطيني الآن في مثل هذه الظروف وفي هذا الزمن الصعب هو العمل على استعادة وحدته وفعله النضالي المقاوم على الارض ضد الاحتلال: خصوصاً بعد أن تطاولت ايادي الاحتلال على مؤسسات المقاومة المدنية وحقوق الشهداء والأسرى، وعلى جثامين وقبور الموتى.
الحركة الوطنية الفلسطينية بكل مكوناتها، تقع على كاهلها مسؤولية النهوض بمقاومة شعبها ووضع خارطة طريق لمواجهة سياسات التهويد ومصادرة الارض وبناء المستوطنات وكل اشكال العسف.
على ابواب المئوية الثانية لوعد بلفور: نقول أن الشعوب العربية جميعها معنية بمقاومة المشروع الصهيوني الذي يتسلل الى كامل المنطقة العربية من بوابة التطبيع الاقتصادي والثقافي والسياسي والامني.
لن تصمت الشعوب العربية على قرن ثان مجلل بسواد الاستعمار الذي وضع بداياته التعهّد الاستعماري البريطاني المسمى بوعد بلفور.