بعد ما يقارب القرن من النضال ، والتضحيات، ما زال البعض يتجاوز حقيقة أن الهويه الفلسطينيه هي هويه حيه ، بكل تعبيراتها السياسيه والتاريخيه والنضاليه والثقافيه ، ويتوهم مقال هنا أو تصريح هناك لكاتب نكره يتحدث عن الهويه الجامعه أو ما يشبهها من عناوين ملتبسة .
الهويه الفلسطينيه هي حقيقه لا تقبل النقاش ، ومنذ عام 1936 ولغاية عام 1974 انتزع الشعب الفلسطيني حق تمثيل نفسه وتقرير مصيره ، ونسف كل الشعارات والتبريرات التي كان يسوقها بعض العرب الرسميين الذين حاولوا تمثيل الشعب الفلسطيني أو التدخل لتقرير مصيره ، واصبحت م ت ف هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وهذه الحقيقه انتزعها الشعب الفلسطيني انتزاعاً وبذل في سبيلها الغالي والنفيس ، وهي ليست منّه من أحد .
كيف يتناسى من يتناولون بالنقاش او الانفعال حول الهويه الفلسطينيه أو فكرة دمجها بهويات اخرى ، تحت مسميات شتى ، كيف ينسى هؤلاء حقيقة أن الهويه الفلسطينيه ، والهويه الاردنيه لا يمكن دمجهما الا بسياق نضالي وليس بسياق تآمري .
الانقسام الفلسطيني – الفلسطيني هو انعكاس لانقسام اقليمي ، وسيزول بزوال هذا الانقسام ، والضعف الفلسطيني الرسمي هو نتيجه للضعف العربي ، وسيزول ايضا ، ولا حلول أو تسويات لقضية الشعب الفلسطيني الا برعايه وغطاء دولي ، وقبل أن نرى ونلمس هذا الغطاء ليس هناك تغييراً أو مساساً بهوية الشعب الفلسطيني أو بوجوده أو بكينونته .
ليس هنالك مؤامرات تحاك بغرف مغلقه ، وليس هنالك تحايلاً على الهويه الفلسطينيه أو الهويه الاردنيه ، لان قرناً من النضال والتضحيات ، وعشرات التجارب والمحاولات التي فشلت رغم قوة الضغط التي استُخدمت ولم تفلح أو تنجح ، واصبحت هنالك قناعه لدى العالم أجمع أن لا حل ياتي من الشباك ، بل فقط من باب الشرعية الدولية وبرضى الشعب الفلسطيني .
لا تسويات كبرى مطروحه على المدى المنظور ، ولا تحريك لملف التسويه ، ولا نلحط خطوات سياسيه كبرى تتعلق بالمنطقه ، والاداره الامريكيه تكشف عن استراتيجيتها بالعام الاول من تسلمها ، وقد مضى عام واتضح أن برنامج بايدن هو الانسحابات العسكريه والاعتماد على قاعدتين كبريين بالاردن وقطر وليس هنالك اي شي آخر .