| نشر في أكتوبر 12, 2021 3:26 م | القسم: آراء ومقالات | نسخة للطباعة :
بذل اعضاء اللجنة الملكية للاصلاح جهودا كبيرة بالنقاش والحوار والبحث ، وهو جهد خلق مناخات ايجابية للحوار ، وساهم بطرح العديد من القضايا الهامة على طاولة البحث والحوار ، وهذا بحد ذاته شيء مهم ومفيد على المستوى الوطني .
مخرجات اللجنة عموماً ايجابية ، ولكن البند المتعلق بالاحزاب يطرح سؤالاً جوهرياً وهو : من الحامل الرئيسي لتنفيذ الاصلاح ، أو للدقة ، من هو الطرف المدني المعني بتنفيذ وترجمة مخرجات اللجنة من خارج مؤسسات الدولة الرسمية ؟.
عدنا الى أصل أزمة الديمقراطية ، وهي عدم وجود طرف مدني أو اهلي كشريك للاصلاح ، فالعملية السياسية تحتكرها المؤسسة الرسمية بالكامل ، وملف الاصلاح تطرحه المؤسسة الرسمية بالكامل ، لا بل أن المؤسسة ألامنية لا تتحرج من اعلان موقفها والحديث عن دورها بعملية الاصلاح ، وبتغييب الاحزاب ووضع العراقيل التعجيزية أمام تاسيسها وتطويرها ، فأن المنطق الرسمي يقول أن الدولة سوف تمرر مخرجات اللجنة وهي المعنية بتنفيذها ، فأي منطق هذا؟
هل يقبل المنطق أن عملية الاصلاح التي تهدف الى تطوير الدولة وخلق مساحات مدنية للمشاركة أن تقوم بها مؤسسات الدولة نفسها ؟ وهي التي سيكون الاصلاح والديمقراطية على حساب شيء من مصالحها؟
نحن نعرف أن مؤسسات الدولة الرسمية لا تلجأ حتى للحديث عن الاصلاح الا لاسماع المجتمع الدولي وامريكا تحديداً ، لأن الاصلاح والديمقراطية أصبحا أحد الشروط التي تساهم باعتراف المجتمع الدولي بأي نظام سياسي ، ووفق هذا المنطق أيضاً لا يمكن خداع المجتمع الدولي ولا يمكن خداع واشنطن التي تعرف عن الدول التابعة لها أكثر مما تعرف الدول نفسها ؟
ووفق منطق محاولة المؤسسة الرسمية إعادة ثقة الشارع بالدولة ، واقناعه بأن الاصلاح هو المدخل لحل أزمة انعدام الثقة بين الدولة والناس ، وأن الدولة تنوي التغيير ، فكيف يمكنها أن تنجح ما دامت هي المنتج والمخرج والممثل والمسرح والمطلوب فقط جمهور لا يشارك بل يشاهد فقط .
ذهب البعض بعيداً بالتحليل بأن مخرجات اللجنة سوف تحقق المساواة السياسية بين مكونات المجتمع الاردني الرئيسية من شتى الاصول والمنابت ، قد يكون هنالك شيء من هذا على الورق ، وهو مصاغ للخارج وليس للداخل ، لأن النظام السياسي وبكل بساطة لم يعد يمثل مكونات المجتمع الاردني الا ضمن حدود ضيقة ، وأن المكونات الاخرى يتم تمثيلها بشكل رمزي ، فكيف يمكن لنظام سياسي فقد جزءاً كبيراً من قاعدته السياسية والاجتماعية أن يعيد صياغة قاعدة سياسية واجتماعية جديدة ؟
سبتمبر 27, 2023 0
سبتمبر 27, 2023 0
سبتمبر 27, 2023 0
سبتمبر 12, 2023 0
سبتمبر 12, 2023 0