- الأهالي - https://www.hashd-ahali.org/main/weekly -

معتصم حمادة: نحن أمام مرحلة من مراحل إدارة الصراع وليس حل الصراع

الاهالي – عقب عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، معتصم حمادة، على القمة الثلاثية، في القاهرة إن “الحاضر الغائب في القمة الثلاثية هو رئيس وزراء حكومة الاحتلال، نفتالي بينيت”، مؤكدًا أن بينيت دعّي إلى القمة، لكنه اعتذر عن الحضور، حتى لا يلتقي الرئيس عباس.
وأوضح حمادة، أن القمة تعقد بعد محطتين، وهما الأولي زيارة الملك الأردني، عبد الله الثاني، إلى الولايات المتحدة، واستكشافه لأبعاد التحرك الأمريكي في الشرق الأوسط ومدى الاستعداد لوضع خطة لما يسمي “حل الدولتين”، والثانية، بعد اللقاء بين الرئيس عباس وغانتس.
وأكد، أن الولايات المتحدة ليست جاهزة الآن، ولا في الوقت القريب، لحل الصراع في منطقة الشرق الأوسط، لعدم امتلاكها رؤية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وبين، أن السياسة الأمريكية تقوم الآن على احتواء الموقف، وإدارة الصراع، وتخفيف التوتر والعمل على بناء خطوات الثقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، واستبدال مفاوضات الحل الدائم بمفاوضات مراجعة تطبيقات اتفاقات أوسلو.
وقال حمادة، إننا “أمام مرحلة من مراحل إدارة الصراع، وليس حل الصراع”، مؤكدًا أن ما يتم تنفيذه هو تقييد الموقف الفلسطيني بالشروط الأمريكية، ليرضخ لسياسة الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما ورد في وثيقة المبعوث الأميركي هادي عمرو في 14/7/2021.
وأضاف، أن ما سيتم مناقشته في القاهرة، هو تهدئة الأوضاع في الضفة، وكيفية استمرار التهدئة في غزة مع تقديم تسهيلات معيشية واقتصادية فقط.
وأكد حمادة، أن إعادة إعمار ما دمره الاحتلال خلال العدوان الأخير على غزة، معطل ومرهون بالشرط الإسرائيلي بإتمام صفقة تبادل الأسرى.
وأكد، أن ما يجري تطبيقه من تسهيلات اقتصادية ومعيشية، يحمل في طياته خطرًا كبيرًا على القضية والحقوق الوطنية الفلسطينية. فإن كافة القضايا التي ناقشها الرئيس عباس في لقائه بوزير الحرب الإسرائيلي، غانتس، تتعلق بتقديم تسهيلات معيشية ما يشكل اعترافاً فلسطينياً بتأجيل الحل السياسي.
وتابع، أن “خطورة هذا التحرك قد يقودنا في ظل الاحتلال إلى حالة انفراجية ربما اقتصادية، لنجد أنفسنا أمام مفاوضات تدمج بين تطبيقات أوسلو والحل الدائم، ليقال إن ما جرى لإتفاق عليه هو التطبيق العملي لحل الدولتين”، مؤكدًا عدم وجود أي تفسير لدى الإدارة الأميركية لحل الدولتين وهو ما يساعد على التلاعب بالصيغة لصالح الحل الاقتصادي بديلاً للمشروع الوطني.
وأكد حمادة، أن ما جرى في اجتماع اللجنة التنفيذية يختلف عن البيان النهائي، موضحًا أن الاجتماع كان عبارة عن استماع لزيارات عباس الأخيرة وللقائه مع الوزير غانتس.
وحمّل، الرئيس عباس وقيادة السلطة مسؤولية، ما وصلت له القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني والقوى السياسية قدمت نموذجًا كفاحيًا ونضاليًا قويًا في معركة القدس بديلاً لحلول أوسلو. 
وأضاف حمادة، “كان الأجدر من القيادة الفلسطينية أن تجعل من الانتصارات التي حققتها القوى السياسية خلال الحروب المتكررة على غزة، مرحلة جديدة في القضية الفلسطينية”، تقريباً من ساعة الخلاص، لكن القيادة السياسية غلبت مصالحها الفئوية على المصالح الوطنية لشعبنا، وصار النظام السياسي الفلسطيني الحالي عاجزاً عن تحمل مسؤوليات المسيرة الوطنية، كما إن حماس بدورها حاولت أن تقدم الإنتصار وكأنه انتصار خاص بها وحدها، وكأنه انتصار ليس على العدو الإسرائيلي، بل وكذلك على السلطة الفلسطينية وحركة فتح، وهذا ما عطل إمكانية الحوار بعد النصر الكبير في معركة القدس للتوافق على إستراتيجية كفاحية وطنية.