| نشر في يونيو 2, 2021 1:39 م | القسم: الهم الوطني | نسخة للطباعة :
الفوضى والتغول على الدوله وعلى النظام العام ، البطولات الفرديه ، استعراض القوه دون أهداف وشعارات عامه ، والعوده للقبيله أو أي شكل من أشكال العصبيات الضيقه ، هذا هو البديل الوحيد المتاح بغياب الديمقراطيه والتشاركيه .
الجميع يعرف أصل المشكله ، وهو الفقر والبطاله والازمات الاقتصاديه المتلاحقه ، والخصخصه التي دمرت قطاعات اقتصاديه كانت تعيل الطبقات الفقيره بالريف والمخيمات .
ولكن ، وبالمعنى المباشر ، فان ممارسه الاحتجاج، أو للدقه شكل ممارسة الاحتجاج هو الذي بات يقلق، فالفوضى وقطع الشارع العام ، والعوده للاحتماء او الاستقواء بالعصبيات القبليه او المناطقيه هي نتيجه طبيعيه لغياب الاحزاب والقوى السياسيه والاجتماعيه التي لا تعيش بدون ديمقراطيه حقيقيه ، وتشاركيه بصنع القرار .
الدوله ، كأطار وقوانين ومؤسسات ، هي منجز للشعب الاردني عبر عقود طويله ، ورغم ما لحق بالدوله من خراب هنا أو هناك ، الا أنها هي البديل الوحيد والحصري الذي يضمن سير الحياه العامه وتطبيق القانون ، وهي الضامن للنظام العام ، وهذا يتعزز ويتطور بوجود احزاب سياسيه ونقابات ومؤسسات مجتمع مدني تمارس دورها بحريه دون قيود .
وكما أن لا أحد يختلف على أسباب الازمات ، او على جذورها الاقتصاديه والاجتماعيه والثقافيه ،فأنه يجب الاتفاق على رفض هذا الشكل من الاحتجاج الذي تكرر مرتين بشكل واسع خلال شهرين ، والبديل هو المطالبه الجديه بحياة ديمقراطيه حقيقيه ، ومساحات مشاركه للقوى السياسيه والاجتماعيه ، لتتمكن من طرح رؤى وبرامج ، وكي تمثل قواعدها الاجتماعيه والسياسيه ، وبغير ذلك فأن اشكال العنف الفردي أو العصبوي سيتوسع ويزداد .
وبمناسبة الحديث المناسباتي أو الموسمي عن الاصلاح ، اليس الاجدى أن يتم الحديث عن الاصلاح كسبيل للخروج من الازمات السياسيه والاقتصاديه والديمقراطيه التي تزداد تعمقا بالبلاد ؟ ، الا يشكل ما يجري حافزا أو مؤشراً يدفع من يديرون الدوله على الاقتناع بأن التشاركيه والديمقراطيه هي السبيل الامثل للبحث بسبل الخروج من الازمات ؟ .
يقال أن ما يجري بالاردن من فوضى منذ بضعة سنوات هو بسبب صراع مراكز قوى داخل الدوله ، وهذا قد يكون صحيحاً بجزء منه ، ولكنه ليس صحيحاً بالكامل لانه يلغي الاسباب والعوامل الاقتصاديه من فقر وبطاله وانحسار مظله الدوله عن الطبقات ألاكثر فقراً ، قد تكون مراكز القوى بالدوله تنجح احيانا بتوظيف واداره الفوضى والاحتجاج العنيف بسياق صراعاتها ، ولكن هذا لا يعني مطلقاً كما يعتقد بعض السطحيين بأن مراكز القوى تستطيع وقف الاحتجاجات أذا ارادت ، فوقف الاحتجاجات وتطبيق القانون يحتاج لحل جذور الازمه التي تبداء بديمقراطية حقيقه وعداله بتوزيع الثروه ومعالجة جذور الفقر والبطاله .
ولكن ، وبمطلق الاحوال ، فأن الشكل العنيف للاحتجاج والذي يهدد النظام العام أمر خطير ومرفوض ، فهو لا يحمل مضامين أو برامج وهو يهدد منجز الدوله كاطار جامع ، ويزعزع ثقة الناس بالقانون ، ويشيع حالة من القلق على كل شي .
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
مارس 20, 2024 0
فبراير 28, 2024 0
فبراير 13, 2024 0
Sorry. No data so far.