- الأهالي - https://www.hashd-ahali.org/main/weekly -

المعارضون بالخارج / كمال مضاعين

أتسعت ظاهره المعارضين بالخارج لحد التخمه ، واصبح من السهل جدا على شخص أن يسجل فيديو أو يخرج علينا ببث مباشر على الهواء ويتحدث شمال وجنوب وشرق وغرب ، بانفعال شديد وسيل من المسبات على الجميع ، وبعضهم بلغت مشاهداتهم عشرات الآف، من هي ( المعارضه بالخارج ) ومن يقف وراءها ؟.
يقال أن بعضهم يعمل لحساب دول بالمنطقه ، وبعضهم محسوب على مراكز قوى بالاردن ، وبعضهم الآخر هدفه ( يترزق ) من أي طرف ممكن يدفع ، ولكني لم أسمع عن أحد المعارضين بالخارج محسوب على حزب أو تيار معارض بالاردن ، أو يمثل جماعه أو فئه مظلومه أو متضرره من القمع أو بسبب التضييق على الحريات .
يكمن السبب الرئيسي والاساسي وراء متابعة الشارع لهؤلاء الاشخاص أنهم يتكلمون بحريه ، وبدون قيود ، ويدعون أنهم يكشفون اسراراً عميقه لا أحد يعرفها أو بأمكانه الاطلاع عليها ( وهذا ببعض الاحيان يكون صحيح أي أن لدى بعضهم اسرارا وحقائق صحيحه ) وهم يزعجون الدوله والاجهزه ألامنيه لا تستطيع أن تطالهم .
أذن اصل الظاهره أو البلاء هو بانعدام الشفافيه وبالتضييق على الحريات ، لكن الخطوره تكمن أيضاً بان هؤلاء الاشخاص بالنهايه ليسوا الا افراداً ، اي ليسوا احزابا سياسيه لديها برامج سياسيه ولها اطار وموجوده داخل الاردن ، والمشاهد لهؤلاء الممثلين البارعين بالخارج هو بالحقيقه عرضه لكل أنواع التزييف والخداع ، وهو ، أي المشاهد ، لا يعلم تحت تاثير أي جهه يقع ، وما هو التزييف الذي يمارس عليه .
نعود لجذر المشكله ، وهو أنعدام الشفافيه ، والتضييق المتواصل على الحريات ، وعدم اعتراف الدوله أو ايمانها بدور الاحزاب السياسيه ، ولا بدور القوى السياسيه والاجتماعيه ، وبالتالي فأن الدوله هي المسوؤله فعليا عن رواج ظاهره ( المعارضين المزعومين بالخارج ) وهي المسوؤله عن الخداع الذي نتعرض له من هؤلاء المرتزقه بغالبيتهم .
لا بديل عن الاحزاب السياسيه ، ولا بديل عن أعطاء مساحه كافيه للاحزاب كي تشارك فعليا بصنع القرار السياسي ، ويجب أن تتسع دائره الحريات وان تتوقف الدوله عن الاحتكار المطلق لكل اشكال الممارسه السياسيه والديمقراطيه .
لا يمكن أن يستمع الشارع لخطاب الدوله ، ولا أن يصدقه ، ولا يمكن لاجهزه الامن أن تحل محل الاحزاب والقوى السياسيه عبر أفراد أو مؤسسات ، ولا يمكن أن نحمي المواطن البسيط من تاثير المرتزقه بالخارج ، ومن خطورة من يروجون له الا من خلال الشقاقيه والتوسع بالحريات وبدعم الاحزاب السياسيه التي تملك برامج واطرا وخطابا وتكون مسوؤله أمام الناس عن سياساتها .