- الأهالي - https://www.hashd-ahali.org/main/weekly -

« قَمْ» أول مؤتمر وطني أردني عام 1920م لمواجهة الإستيطان الصهيوني ومخاطره على الاردن وفلسطين

الاهالي ـ ان الوعي المبكر باخطار الحركة الصهيونية على الاردن وفلسطين واخطار الهيمنة الاستعمارية البريطانية والفرنسية تمثل بالدعوة التي وجهها الشيخ ناجي باشا العزام لزعماء ومشايخ لواء عجلون للإجتماع في ديوانه في قرية قَمْ التي تقع إلى الغرب من مدينة إربد وتبعد عنها مسافة حوالي 15 كيلو حيث عرف هذا الإجتماع فيما بعد بمؤتمر(قَمْ) وقد جاء هذا المؤتمر رداً على عدم إيفاء الانجليز بوعودهم بوقف الهجرة ومنع بيع الأراضي لليهود.
في هذا ترجمة عملية لقناعة الشعب الاردني بأن الخطر الصهيوني يستهدف شرقي الأردن مثلما يستهدف فلسطين، فتجاوب رجالات العشائر الأردنية مع دعوة الشيخ ناجي العزَّام شيخ وزعيم ناحية الوسطية (آنذاك) في شمال الأردن وعقدوا في بلدة (قـَـمْ) بتاريخ 6/4/1920م مؤتمرا وطنيا شارك فيه العديد من مناضلي الحركة الوطنية الفلسطينية في تجسيد عملي للوحدة الوطنية الأردنية الفلسطينية، وقد تمخَّض مؤتمر (قـَـمْ) عن قرارات تكشف عن النضج والوعي السياسي والوطني الذي كان يتمتع به أجدادنا وآباؤنا، ومن تلك القرارات:
1-مناصرة ثورة الشعب الفلسطيني ودعمها بالمال والسلاح.
2-إعلان الثورة ضد الإنجليز في شرقي الأردن.
3-تفويض المجاهد علي خلقي الشرايري لإعلان الثورة بالتنسيق مع الجمعية الفدائية الفلسطينية.
4-تشكيل لجنة لجمع الأموال وشراء السلاح.
وقد أثار انعقاد مؤتمر “قـَـمْ”، بمشاركة مناضلين فلسطينيين، غضب الإنجليز واليهود، فسارع الإنجليز بتحريض من اليهود إلى اعتقال عدد من شيوخ الأغوار في مقدمتهم الأمير محمد الزيناتي ونقلوهم إلى سجن بيسان، فشنَّ رجالات العشائر هجوما على السجن قاده الشيخ بشير الغزاوي وحرَّروا الأمير الزيناتي ورفاقه، وكان من الطبيعي أن يثير نجاح العشائر الأردنية بتحرير المعتقلين مزيدا من غضب الإنجليز فشنوا عليهم هجوما شاركت فيه الطائرات، وتمكن المناضلون من الانسحاب إلى جبال عجلون، حيث انضمَّ إليهم المزيد من المناضلين.
وكان أيضاً من نتائج المؤتمر معركة «تل الثعالب» التي وقعت في 20-نيسان-1920 وقادها الشيخ كايد المفلح عبيدات عن الجانب الأردني والجنرال كركرايد عن الجانب البريطاني والمستوطن اليهودي رئيس مستوطنات اليهودية في الشمال الفلسطيني يوسف أبو إرميشه عن الجانب اليهودي.
وحول تفصيلات الهجوم يشار إلى انه في مؤتمر قَمْ عمل المجتمعون هناك على حشد جموع من قرى نواحي الشمال:(الوسطية والسرو والكفارات وبني عبيد والرمثا) وقرروا الهجوم على الانجليز فذهبت مجموعة منهم بإتجاه سمخ مجتازة نهر الأردن ومجموعة أخرى بإتجاه بيسان مجتازة نهر الأردن، فذعر اليهود وفروا.
ونتيجة لهذا الهجوم فقد إنقطع سير القطارات بين حيفا ودمشق، وتعطلت الإتصالات الهاتفية وسارعت السلطات البريطانية وأرسلت طائرات لقصف المهاجمين بالقنابل مما إضطرهم للتراجع بعد أن فقدوا عشرة شهداء هم : كايد المفلح عبيدات وسلطان عبيدات وقفطان عبيدات ومحمد الحجات وسعيد القرعان وزطام العلاونة وثلاثة من مجاهدي درعا.
حضر المؤتمر ممثلون عن النواحي التالية:
ناحية الكفارات : كايد المفلح، تركي الكايد، حسين الطوالبة، قويدر سليمان، عزام الجبر.
بني جهمه : سعد العلي البطاينة،عبدالرحمن ارشيدات، صبحي أبو غنيمه، مصطفى حجازي، عبدالمجيد الدلقَمْوني، محمود خالد الغرايبة، نجيب فركوح.
ناحية الوسطية : ناجي العزام، محمد المقبل، راجي العزام، حسن عبدالوالي.
ناحية الكورة : كليب الشريدة ، فارع النمر، محمد الشريدة، عقاب الطاهر المقدادي.
بني عبيد : محمود فنيش نصيرات، محمد الحمود الخصاونة، سالم الهنداوي.
ناحية السرو: سليمان السودي الروسان، فالح السمرين.
الأغوار : بشير الغزاوي،إرحيل الكفارنة،مشوح ابواللبن.
ناحية الرمثا : ناصر الفواز البركات الزعبي.
عجلون : راشد الخزاعي.
ووجهت دعوة لوجهاء فلسطين ( يوسف الحايك، عبد الله الفاهوم، نايف الزعبي ومحمود شتيوي المغربي. )