| نشر في مارس 31, 2021 11:01 ص | القسم: آراء ومقالات | نسخة للطباعة :
تقليدياً ، العلاقة الاردنية الامريكية راسخة على المستوى الرسمي منذ عقود طويلة ، فقد ورثت الولايات
المتحده هذه العلاقة من بريطانيا نهاية الخمسينات ، وأخذت بالتعمق بشكل متواصل الى يومنا هذا .
وقد واجهت هذه العلاقة الاستراتيجية هزات عميقة أكثر من مرة ، ولكنها بالمنحى العام هي علاقة راسخه وآخذة بالتطور ( أتحدث دائما على المستوى الرسمي وليس الشعبي ) ، فقد واجهت هذه العلاقة هزه عنيفه عام 67 حين قرر الاردن خوض الحرب ، كما ولم تلقى المشاركة الاردنية المحدودة بحرب 73 ترحيباً أمريكياً، وكانت آخر الهزات التي تستحق الذكر هي وقوف الاردن الى جانب العراق في احداث الكويت عام 90 .
ويبدو ألان ، أن ادارة بايدن تحضر دوراً استراتيجيا للاردن بالمرحلة القادمة ، والاتفاقية الاخيرة التي وقعت بين الطرفين تشي بالشيء الكثير حول أدوار محتمله سيلعبها الاردن بالمنطقة عموما .
فعلى الرغم من العديد من الاتفاقيات العسكرية والاقتصادية التي تم توقيعها عبر عقود طويلة تفي بالغرض ، الا أن الاتفاقية الاخيرة فيها تطور جديد ونوعي على أكثر من صعيد :
واضح من صياغة بنود الاتفاقية ، أن الولايات المتحده قد تنبهت لمسالة مهمة واجهتها بالعراق وهي تحديداً عدم وجود بنود تغطي وتراعي وتسهل عمل الشركات الامنية الكبرى ، فهذه الشركات التي تقوم بالعديد من المهمات الامنية عوضاً أو نيابة عن القوات الامريكية ، ليس هنالك ما يغطي عملها قانونيا ، ولهذا راعت الاتفاقية مسالة ( فتح مسرب أو قناة ) لدخول الاردن والتحرك على اراضيه ) للامريكان دون المرور بالاجراءات السيادية وقوانين الدخول والخروج من البلاد .
ومن يتمعن جيداً ببنود الاتفاقية سيجد أن الاتفاقية تتيح التحرك للامريكان داخل الحدود وخارج الحدود ، طالما أن التنقل داخليا وخارجيا ليس بجواز السفر وليس عبر المعابر الحدودية المعروفه .
لقد بات من الواضح أن ادارة بايدن تسعى لايجاد بدائل من شأنها تعويض أو ملء الفراغ الناجم عن انسحاب محتمل للقوات الامريكية من العراق ، انسحاب جزئي أو كلي ، والاردن جغرافيا ً هي البديل الامثل جيوسياسياً لهذا الغرض ، وقد تكون الاتفاقية الاخيرة تندرج ضمن هذا السياق .
وهنالك أيضاً اهداف محتملة تخدمها هذه الاتفاقية تتعلق بالساحة السورية ، خصوصاً أذا كان الامر يتعلق بالقوات الايرانية في العراق وسوريا ، لانه من الواضح أن المواجهة الامريكية – الايرانية آخذة بالتصاعد ، وأن الولايات المتحده لا تفضل مواجهة عسكرية مباشرة مع القوات الايرانيه في كل من العراق وسوريا .
كل الاحتمالات باتت مفتوحة وممكنة ، ويبدو أن الولايات المتحده تخطط لادارة صراعاتها بالمنطقة لمدى طويل ، ولكن على حساب دول وشعوب المنطقه
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
Sorry. No data so far.