| نشر في فبراير 3, 2021 12:08 م | القسم: آراء ومقالات, إقتصاد | نسخة للطباعة :
في الايام الاولى من شهر آذار سنة ٢٠٢٠ ظهرت حالات مرضية وبائية محدودة ما لبثت ان تزايدت وامتدت بتسارع الى مواقع متعددة في البلاد، وبخطورة استدعت تدخلا حكوميا وجماهيريا عاجلا منذ بداية (١٧) اذار لاتخاذ اجراءات واصدار قرارات لمواجهة ومعالجة ما ظهر منها من جهة، وللحد منها ولحاولة منع حدوث اصابات جديدة اصعب واكثر من جهة اخرى، خاصة انها ظهرت وتعمقت اي الجائحة في الكثير من الاقطار والمواقع الجغرافية الاقليمية والدولية، القريبة منها والبعيدة.
اجراءات وقرارات وقائية
الاجراءات والقرارات العلاجية والوقائية تضمنت الحد من التجمعات والتحركات البشرية على مختلف مسمياتها، وعزل وحجر صحي ومنزلي لفترات زمنية طويلة ، ووقف العمل جزئيا او كليا في المؤسسات والدوائر والمنشآ الاقتصادية والاجتماعية الحكومية والاهلية، ووقف التدريس الوجاهي على تعدد درجاته بما فيها الجامعات العامة والخاصة، كما تقرر ايضا وقف جزئي او كامل لمكونات النقل العام، وفي ابطاء النشاط في المطارات والمعابر، وفي الاتجاهين ، للدخول كما للخروج الا في نطاق حالات استثنائية لها مبرراتها.
وسائل حماية وسلامة
هذه الاجراءات وهذه القرارات والتدخلات كانت على رأس قائمة المسارات الاساسية في التصدي للوباء، ولا يزال معظمها مطلوبا الى جانب حزمة من وسائل وادوات سلامة وامان اخرى تتطلب من المواطنين استخدام الكمامات والقفازات والمعقمات مع تكرار تنظيف الايدي، والالتزام بالتباعد الاجتماعي، وتجنب تجمعات الاجتماعات واللقاءات والحفلات وعادات العزاء والافراح والاستقبال وغيرها، وحيث لا ضرورة لذلك.
اختلالات اقتصادية واجتماعية
حدوث الهزة الوبائية وتمددها الى درجة الازمة وتوسع وتعدد وتناقض الخطوت في مواجهتها ادت الى تداعيات سلبية صعبة على مجمل النشاط والمسار الاقتصادي والاجتماعي الاردني في معظم فروعه ومنشآه التي جرى عنونتها «بالقطاعات الاكثر تضررا» او/ و بالقطاعات المتوقفة جزئيا او كليا الى جانب ازمات اجتماعية وسياسية توازت مع تسريح آلاف العاملين (البطالة العالية) او على الاقل ساهمت في تآكل دخولهم وادخاراتهم وقدراتهم الشرائية الى مستوى الفقر بشقيه المطلق والمدقع، ولتتعمق اكثر مع تواصل تبني وتطبيق الحكومة لنهج اقتصادي واجتماعي رأسمالي ليبرالي جديد مغرق في انفتاحه واختلالاته المتعددة لفترة زمنية طويلة.
القطاع السياحي الاكثر تضررا
ليس من المبالغة القول بان القطاع السياحي كان منذ البداية ولا يزال ضمن القطاعات الاقتصادية والاجتماعية الاكثر تضررا او حتى الاشد تضررا وتأزما بينها لأن مؤثرات خارجية هامة ساهمت في ذلك بالاضافة الى سلسلة من العوامل والاسباب السلبية المحلية.
ارقام ووقائع الازمة السياحية
تعرض القطاع السياحي مع تفشي الجائحة الى سلسلة من التراجعات / الخسائر الاقتصادية والمالية المتراكمة.
فحجم الايراد المتحقق من السياحة الوافدة تدهور من حوالي «٤١٠٨» مليون دينار متحققة خلال سنة ٢٠١٩ الى (٧٨٤) مليون دينار متحققة في سنة ٢٠٢٠، وبنسبة تراجع (٨١٪) غير مسبوقة، فيما انخفض عدد سياح المبيت من حوالي (٤،٧) مليون في سنة ٢٠١٩ الى (٨٦٠) الف في سنة ٢٠٢٠ .
تصفية مؤسسات سياحية
خلال الفترة الزمنية القصيرة لتفشي الجائحة (عشرة اشهر) جرى اقفال او خروج مؤسسات من النشاط وصل الى حوالي (١٠٠) مئة مكتب سياحي، وايضا توقف او اغلاق العديد من الفنادق من نجوم مختلفة، وتوقف او اغلاق المئات من المطاعم والمقاهي والنوادي السياحية والشعبية، وتباطؤ وخسارة في نتائج شركات النقل السياحي ، وفقدان معظم الادلاء السياحيين لوظائفهم.
مساندة حكومية هامشية
المساندة الحكومية للقطاع السياحي اتسمت بالضعف والمحدودية، وكانت اقرب الى الدواء المسكن، اذا اقتصرت على اجراءات من نوع السماح بتقسيط سداد رسوم ومستحقات او تأجيلها لفترة زمنية لاحقة، او اعفاء بعضها، وتسهيلات وبرامج مماثلة بتفاهمات مع المؤسسة العامة للضمان والبنك المركزي فيما لم يكن القرار الحكومي بتخفيض نسبة ضريبة المبيعات على النشاط السياحي من (١٦٪) الى (٨٪) مجديا في حالة تردي الحصيلة او تدهور حجم النشاط.
لجوء قاصر الى تنمية السياحة المحلية
ما يدعو الى التساؤل ويضع اكثر من علامة استفهام غياب برامج حكومية واخرى اهلية كافية في اتجاه تعزيز وتفعيل وتنمية السياحة الداخلية لاهميتها الذاتية اولا ولانها ستكون المسار السالك المتاح حاليا للتخفيف من حدة الازمة العامة في السياحة كما في الاقتصاد.
بالفعل باستثناء برنامج اردني( جنتي) الذي توقف في وسط الطريق لم نتلمس وجود برامج سياحية مجدية اخرى، كما غاب اي جهد حكومي واهلي واعد مطلوب في اجراء مسارات وتغييرات هيكلية ادارية ومالية وتشريعية متقدمة من نوع الاندماج وصولا للاستفادة من وفورات الحجم الكبير.
حوالي (١٣) الف عدد العاملين في الوكالات والمكاتب والخدمات السياحية، بعضهم تم تسريحه جزئيا او كليا ، وبعضهم الآخر يتوقع ذلك ويخشى من وصول المد التسريحي اليه فالى متى ولماذا؟
مارس 04, 2021 0
مارس 04, 2021 0
مارس 04, 2021 0
مارس 04, 2021 0