الأهالي – جردة حساب / كمال مضاعين

جردة حساب / كمال مضاعين

| نشر في يناير 6, 2021 12:19 م | القسم: آراء ومقالات | نسخة للطباعة :

رغم السواد الذي لف العام الماضي بسبب الجائحه ، الا أن الاحداث السياسيه التي شهدتها المنطقه كانت كبيرة ايضاً ، وتاثيرها وتبعاتها ستمتد لفتره اطول بكثير من تاثير وتبعات الكورونا.
على الصعيد الداخلي، جرى تشكيل حكومه جديده بنفس الطريقه المعروفه ، وجرت انتخابات نيابيه هي الاسوأ منذ انتخابات عام 2007 سيئه الصيت والسمعه ، وافرزت برلماناً بائسا لا يثير انتباه أحد ، ولا يحظى بمتابعه أحد ، ولا أحد يعول عليه بالمطلق .
القت ألازمه الاقتصاديه بظلالها الثقيله على ألاقتصاد وعلى نمط حياة الناس ، وعانت كافه القطاعات الاقتصاديه من الركود والجمود ، وكانت أغلب قرارات الحكومه الهادفه للحد من تاثير ألازمه يصب في صالح الاغنياء وارباب العمل والبنوك .
أما الحدث الاكبر والابرز وألاهم فهو موجة الهروله باتجاه التطبيع مع الكيان الصهيوني ، هذه الموجه التي تقودها اداره ترامب وتصر على استكمالها قبل انتهاء فترة الرئاسه ، وقد نجحت الاداره الامريكيه باقناع العديد من الدول العربيه بالتطبيع ، وما زالت المساعي الامريكيه جاريه لاستكمال اقناع باقي الانظمه العربيه بالتطبيع مع الكيان الصهيوني .
اذا قيض لموجه التطبيع مع الكيان الصهيوني أن تنجح ، فهذا يعني تغييرا استراتيجيا جوهريا سيجري على مسار الصراع العربي – الاسرائيلي ، والمتضرر ألاكبر هو الشعب الفلسطيني وقضيته ، والمصالح الوطنيه العليا للاردن ، بكل الابعاد ، لان الصراع سيُحل خارج اطار المفاوضات وخارج قرارات الشرعيه الدوليه ، أي تسويه وفق ميزان القوى القائم ، وفي ظل اسوأ مرحله يمر بها العالم العربي منذ انتهاء الحرب العالميه الثانيه .
ليس من المنتظر أو المتوقع أن نشهد تغييراً اردنيا رسميا ، او فلسطينياً رسميا ، للرد او لمواجهه موجه التطبيع ، ومحاولات التصفيه ، الا مزيدا من الارتهان للسيد الامريكي ، ومزيدا من الاستئثار بالقرار السياسي ، ومزيدا من سرقه العمليه الديمقراطيه ، والانفراد باداره العمليه السياسيه ، والاستمرار باداره الازمه الاقتصاديه بالترحيل والاقتراض وترك الفساد ينهش بجسد الاقتصاد .
لا أحد يطمح الى اسقاط الخطه الامريكيه ، فمن يعرف طبيعه الانظمه العربيه يدرك أن هذا غير وارد ، وعلى المستوى الشعبي ، فنحن نمر بمرحله دمرت اغلب المنجزات الشعبيه الاقتصاديه والسياسيه وتركت الشعوب العربيه منهكة مدمره ، ولكن الحد الادني من المقاومه ، او الحد الادني من محاوله التعطيل ، ومن يستعرض تاريخ الصراع الطويل يعرف أن الجماهير الشعبيه كانت دائما تفاجىء الصهاينه والامريكان والانظمه العربيه بقدرتها على التصدي واسقاط محاولات تصفيه القضيه الفلسطينيه .