- الأهالي - https://www.hashd-ahali.org/main/weekly -

في ردّه على دعوة الأوقاف بغزّة للحدّ من التفاعل مع احتفالات عيد الميلاد.. المطران حنّا: أصوات التحريض والتخلّف والكراهيّة والعنصريّة مُرتبطة بأجنداتٍ لا وطنية

الاهالي – في ردّه على تعميمٍ صادرٍ عن وزارة الأوقاف في قطاع غزة يدعو للحدّ من التفاعل مع احتفالات أعياد الميلاد “الكريسماس”، قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس اليوم إننّا نرفض خطاب الكراهية والعنصرية والإقصاء لأننّا نعتقد بأنّ هذا لا ينسجم وقيمنا الإيمانيّة والروحيّة، كما أنّه لا ينصب ومصلحة شعبنا الفلسطينيّ.
وأضاف أنّ عيد الميلاد المجيد في فلسطين إنمّا هو عيد يرتبط بهذه الأرض المقدسة لأنّ الذي نحتفي بمولده ولد عندنا ومن بلادنا انتشرت رسالته إلى مشارق الأرض ومغاربها، وأكّد: “المسيحيون الفلسطينيون الذين أصبحوا قلة في عددهم هم ليسوا أقلية ويرفضون رفضًا قاطعًا بأنْ يُنظَر إليهم كأقلية أوْ أنْ يتّم التطاول على أعيادهم ورموزهم وقيم إيمانهم”.
وشدّدّ سيادته على أننّا :”نحن ندعو إلى احترام الرموز الدينية في كافة الأديان، ونحن في فلسطين مسيحيين ومسلمين ننتمي إلى شعب واحد وندافع عن قضية واحدة والتعددية الدينية القائمة عندنا لا يجوز أنْ تكون حائلاً أمام تفاعلنا وتعاوننا وتأكيدنا على لحمتنا وتبادلنا للتهاني في الأعياد والمناسبات المختلفة”.
ومضي قائلاً “إنّ معايدة المسيحيين للمسلمين في أعيادهم ومعايدة المسلمين للمسيحيين في أعيادهم هي تعبير صادق عن المحبة والأخوة ولا تمس العقائد الإيمانية بأيّ شكل من الإشكال، فالمسلم يبقى مسلمًا والمسيحي يبقى مسيحيًا ولكلّ واحدٍ منّا خصوصيته الدينية وعقائده وإيمانه الذي يتمسك وينادي به، ولا يجوز أنْ يتحول التدين إلى كراهية وإقصاء وتقوقع ونظرة سلبية عدائية تجاه الآخرين”.
وأردف: “المسيحيون ليسوا كفارًا وليسوا مشركين وعيد الميلاد في فلسطين ليس حدثًا أوْ ظاهرة عابرة بل هو حدث خلاصي عظيم ونحن كفلسطينيين مسيحيين ومسلمين نفتخر بأن بلادنا هي مهد المسيحية كما أنها أيضًا حاضنة أهم المقدسات المسيحية والإسلامية”.
ولفت سيادته إلى أنّ أصوات التحريض والتخلف والكراهية والعنصرية المرتبطة بأجندات لا وطنية نعرفها جيدًا يجب أنْ نواجهها جميعا بالوعي والحكمة والرصانة والمسؤولية، فكما أننّا نرفض الصهيونية العنصرية فإننا أيضًا نرفض إي شكل من إشكال العنصرية لأننا نعتقد بأن الله محبة والذي يفتقد المحبة إنما هو بعيد عن أي قيمة دينية أو أخلاقية أو إنسانية.