| نشر في ديسمبر 23, 2020 12:22 م | القسم: آراء ومقالات | نسخة للطباعة :
ليس من المنطق بشيء أن تستمر علاقة الاردن الرسمي مع السلطه الفلسطينيه وكأن ما يحدث على الساحه العربيه أمراً لا يعنيها ، ليس من المنطق ، لكنه شي مفهوم تماما أذا رجعنا قليلا للوراء لنرى ما ألذي أوصل الامور الى هذا الحال من الموت السياسي .
السبب الاول والرئيسي يتعلق باتفاقيتي أوسلو ووادي عربه ، لانهما اتفاقيتان لم تحققا المصالح الفلسطينيه والاردنيه ، وهما اتفاقيتان بلا غطاء عربي ، بل كانا برعايه أمريكيه منفرده منحازه بوضوح للكيان الصهيوني ، فالاتفاقيتين تشكلان عمليا قيودا واغلالاً على الاردن والسلطه الفلسطينيه وهما المسؤولتان أولا وآخرا عن هذا العجز عن عمل أي شي ممكن للوقوف بوجه موجة التطبيع العربي الرسمي مع الكيان الصهيوني .
ان ارتهان السلطه الفلسطينيه بالكامل للقناه الامريكيه وتفريعاتها العربيه أدت الى ( اعدام ) خيارات المقاومه المدنيه الاخرى بكل اشكالها ، وليس هذا فحسب بل أن السلطه ذهبت أبعد من ذلك بان مارست نفس السياسات العربيه اللاديمقراطيه تجاه شعبها ، مما أدى أيضا الى اضعاف الخيارات الشعبيه لمقاومه الاحتلال أو توفير اسباب الصمود ، وجاء الانقسام الجيوسياسي ليوجه ضربة نوعيه لمسار النضال الوطني الفلسطيني واجهز على مكتسابه .
أما الاردن ، وبالاضافه الى القيود التي فرضتها معاهدة وادي عربه ،الا انه لم يسعى الى سياسه أكثر توازناً بالمنطقه ، بل أنحاز بالكامل للخيار الامريكي وتداعياته ، وقلص مساحه التحرك السياسي بالمنطقه الى أضيق الحدود ، مما أدى مع مرور السنوات الى ما يشبه حاله الحصار ثم التهميش ثم تجاوزه كحليف للولايات المتحده وللدول العربيه التابعه لواشنطن ، مما أدى الى مواجهه مشاكل وعقبات اقتصاديه وسياسيه بلا حلول .
وما يزيد من تفاقم المأزق ، هو اصرار السلطه الفلسطينيه والاردن الرسمي على الانفراد الكامل باداره الحياه السياسيه والديمقراطيه ، وعدم محاربه الفساد الذي يرهق كاهل الاقتصاد ويحول دون القدره على حل المشكلات الكبيره والصغيره ، والتمسك الجنوني بالخيار الواحد والمسرب الواحد والطريق الواحد الذي ترسمه واشنطن ، لدرجه أن الطرفين ليسا بصدد استغلال الهامش المتبقي للتحرك ضمن اضيق الحدود .
ليس هناك خيار أمام الطرفين الا بالديمقراطيه وتعبئه طاقات الشعبين الاردني والفلسطيني ، وضمن خيارات مقاومه مدنيه وواعيه ولديها برنامج ، وتطوير العلاقه الاردنيه الفلسطينيه بابعادها الرسميه والشعبيه .
الشعبان هما من يستطيع تحمل الازمه ومواجهه الخيار الامريكي – الصهيوني – العربي الرسمي ، ولكن على الطرفين التخلي عن سياسه الاقصاء والانفراد ، ومحاربه الفساد ، والا فأن الجميع سيكون خاسرا ، وهنالك دول الربيع العربي اسطع مثال على صحه هذه الفكره .
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
Sorry. No data so far.