- الأهالي - https://www.hashd-ahali.org/main/weekly -

المرشحة الدكتورة نهلة الزق الجمزاوي أديبة وإعلامية ومحاضرة أكاديمية عضو رابطة الكتاب الأردنيين/ عضو الهيئة الإدارية لعدة دورات انتخابية.

س1: ما الذي دفعك للترشح للانتخابات النيابية لهذه الدورة؟…
جاء ترشحي في ظل إحباط سياسي كبير وعام لم أنجُ منه أنا أيضاً، إلا أن نزولي في قائمة ائتلاف الأحزاب اليسارية والقومية عزز من معنوياتي بل واعتبرته نزولاً مشرفا أستطيع أن أخاطب به الناس بجرأة وبحجة قوية، في الوقت الذي بات الجميع يتندر فيه على المرشحين من أرباب القوائم وحاشيتهم ممن يشكلون ظاهرة انتخابية مزرية ما هي إلا جوقة تلتف حول زعيم يمتلك مقدرات الفوز…فقد كنت معنية جداً بشكل الترشح وطبيعة الكتلة المترشحة…إذ وجدت في كتلة موطني ما ينسجم مع رؤيتي من حيث آليات العمل والبرنامج الوطني الذي يسعى إلى تحقيق أردن وطني ديمقراطي في ظل دولة مدنية يسودها القانون بما يكفل الحفاظ على الثوابت الوطنية والقضايا المطلبية والمعيشية للشعب الأردني.
س2: ما مدى معرفتك لخارطة الدائرة الانتخابية التي ترشحت فيها؟ الخارطة الاجتماعية, والسياسية…
بالتأكيد أعرف الخارطة الانتخابية إلى حدّ كبير وقد شاركت تطوعا عبر الأطر الحزبية في “حشد” في الحملات الانتخابية لعدة دورات سابقة منذ 1989 حتى الآن.. إذ تتصف الدائرة بسعة المساحة الجغرافيه، والتنوع الطبقي ما بين قلة من البرجوازية الصغيرة، وأكثرية من المتوسطة والفقيرة والمسحوقة، أما على الصعيد السياسي….فتشتمل الدائرة… على شرائح متعددة ومتنوعة تنتمي بمعظمها للشريحة المسيسة فطريا دون انتماء دقيق لتنظيم سياسي..
س3: تسود حالة ارتياب في المزاج السياسي العام من المشاركة في العملية الانتخابية، كيف تتعاملين مع هذا الموضوع أثناء الحملة؟
على الرغم من الاحباط العام لدى معظم الشعب الأردني وليس الدائرة الاولى بعينها إلا أن ثمة أعين تنظر إلينا بعين الأمل والرغبة في التغيير، وكثيراً ما نجد في عيونهم آلاف التساؤلات عن إمكانية تحقيق هذا الحلم. فنحاول تعزيز أملهم بتوضيح ظروف المرحلة وأهمية المشاركة، وتعظيم دورهم في التغيير، وعدم المقاطعة لما في ذلك من خدمة للمرشح الفاسد، وحجب الفرصة عن مرشح وطني، فالمقاطعة فعل سلبي يعزز من فرصة الفاسدين ويزيد من مقاعدهم ليبقى أمر الفساد على ما هو عليه.
س4: ما هي أبرز قضايا المرأة التي طرحت أمامك أثناء التواصل مع الناخبين / الناخبات؟
غالبا ما يكون الطرح يمس قضايا الأسرة برمتها، ويأتي الحديث عن المرأة بوصفها المتضرر الأول فهي التي تشعر بتفاصيل الضائقة المالية عند محاولة توزيع الميزانية المحدودة على طاولة الاحتياجات الأساسية مترامية الأطراف، ومن ثم يأتي الحديث عن قضية أبناء الأردنيات وحقهم في أخذ الجنسية من أمهاتهم أسوة بمعظم دول العالم، واحتراماً لحقوق الإنسان.
س5: المال السياسي بصفته الذراع الرئيسية لظاهرة الفساد كيف تواجهين انتشار هذه الظاهرة في دائرتك الانتخابية, وهل صادفت من يدافع عنها بحجة الفقر؟
المال السياسي يكاد يكون العقبة الأولى أمامنا، إذ استطاع الفاسدون نشر ثقافة المال بين أوساط الناخبين مما يجعلنا نسرف جهداً في مكافحتها بنشر التوعية بين صفوف الناخبين ما استطعنا إلى ذلك سبيلا.
س6: كيف ينظر الناس للمرشح السياسي والقائمة المرشحة على أساس سياسي؟
ينظر الناس للمرشح السياسي والقائمة المرشحة بكلّ احترام لا سيما إذا ما قورنت بالمرشحين من أصحاب الصدقات المشروطة، والوعود الكاذبة والمال الفاسد.
س7: هل تعتقدين أن قانون الانتخاب الحالي ينصف تمثيل المرأة كّماً ونوعاً؟
أعتقد أنّ قانون الانتخاب عموماً وتقسيم الوطن إلى دوائر انتخابية بالشكل الحالي يقلل من فرصة تحقق عملية الانتخاب الديمقراطي برمته وليس فرصة المرأة فحسب، وبالرغم من أن نظام الكوتة قد يضمن دخول عدد من النساء إلى البرلمان..إلا أنه لم يراعِ الكثافة السكانية في التمثيل، فمدينة عمان مثلاً لا يجوز أن تقارن بمناطق أقل تعداداً للسكان وأن تمثل بامرأة واحد، فيما تنوب امرأة عن منطقة لا يتجاوز عدد سكانها حياً من أحياء عمان على سبيل المثال.
س8: ما رأيك بالخطوة السياسية التي اتخذتها أحزاب الائتلاف بتشكيل قوائم مشتركة في الدوائر الانتخابية؟
هي خطوة إيجابية بلا شك نأمل أن تكون الأفضل بين السنوات السابقة ونأمل أن يحظى فيها عدد كبير من الحزبيين والمستقلين الوطنيين، بعدد كبير من المقاعد البرلمانية إذتفاوتت فرص تمثيل الأحزاب عبر السنوات السابقة، فمنذ الانفراج السياسي عام 1989، صار أمام الأحزاب فرصة للمشاركة، لكنها حوصرت بقوانين انتخابية تسهم في تضييق مساحة تلك المشاركة، لا سيما قانون الصوت الانتخابي الواحد الذي قلص من قدرة الأحزاب وحصتها في المشاركة.. وبالرغم من ذلك، استطاعت تلك الأحزاب أن تصل إلى قبة البرلمان ولو بنسب قليلة، ومثال على ذلك وصول الأمين الأول لحزب الشعب الديمقراطي الأردني “حشد” عبلة أبو علبة عام 2010…
وللآن ستظل فرص مشاركة أحزاب المعارضة في الحدود الدنيا، ما لم يتم تعديل قانون الانتخابات، من نظام الصوت الواحد، إلى نظام التمثيل النسبي الكامل وبالقائمة المغلقة على مستوى الوطن، مما يجعلنا نحفل بحكومات برلمانية تمثل كافة شرائح المجتمع وصنوفه الطبقية والفكرية والجندرية أيضاُ..
س9: هل تتوقعين انخفاضاً في نسبة التصويت بسبب وباء كورونا؟
نعم أتوقع انخفاض المشاركة والتصويت، ليس بسبب كورونا فحسب وإنما بسبب الإحباط الحياتي العام لدى الناس لما تشهده الأوضاع السياسية والمعيشية من ترد واضح ومؤلم.