- الأهالي - https://www.hashd-ahali.org/main/weekly -

ستنتفض الشعوب لا محالة

في مطالعة نصوص المشروع الصهيوني ـ الامريكي المسمى صفقة القرن، لا بد وان نرى حالة النفي للآخر، والانكار للحقوق الوطنية والانسانية، سواء للشعب الفلسطيني او الشعوب العربية قاطبة .. فنحن في نظر من وضع المشروع، لا نستحق ان نتساوى مع بقية شعوب العالم ولا ان نعيش في اوطاننا بسلام. انه قانون الغاب، فالسيطرة للاقوى حتى ولو كلف ذلك العمل على ابادة الآخر.
وماذا عن الانظمة السياسية العربية التي لا تقيم وزنا لشعوبها، ولا لمصالح اوطانها واستقلالها وسيادتها وحريتها.
المتتبع للاتفاقات الاخيرة مع العدو، لا يجد بندا واحدا من شأنه الحرص على المصالح الوطنية والقومية، لا بل صيغت الاتفاقات ببنودها وملاحقها لتخدم الاقتصاد الاسرائيلي والمصالح الامنية وكأنها ـ اي الاتفاقات وقعت بين طرفين متساويين، او كأن العدو قد تخلى عن مشروعه المسمى «باسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات»
من الصعب تفسير هذا القدر من الخنوع والاستسلام في الوقت الذي تملك فيه هذه الانظمة مقدرات وثروات وشعوب حية، وفي الوقت الذي تُظهر فيه دولة الاحتلال اقبح ما لديها من سياسات اجرامية.
ان خطورة هذه الاتفاقيات التي عقدت تأتي من مصدرين:ـ
اولهما : ان دولة الاحتلال ستستخدمها مدخلا للهيمنة على مقدرات الوطن العربي.
وثانيهما : ان الاتفاقات عقدت بدون اية مرجعية دولية.
والعنصر الغائب في الاتفاقية هو مصلحة الوطن والشعب.. المبادرات الشعبية الرافضة للاتفاقين الاخيرين، تستحق التقدير والاحترام، ولكنها ليست الا الشرارة الاولى فالعدو الذي يبغي تجويع شعوبنا واستعبادها، سيواجه قريبا بما يستحقه.
اما الحديث في ثنايا الاتفاقين عن حلول للقضية الفلسطينية فهذه مزحة ثقيلة لا تستحق الا السخرية.