| نشر في سبتمبر 8, 2020 1:30 م | القسم: آراء ومقالات | نسخة للطباعة :
قد تخدع جميع الناس بعض الوقت ، وقد تخدع بعض الناس كل الوقت ، لكنك لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت .
ليس هنالك أهتمام شعبي بالانتخابات النيابيه ، وهذا ليس بسبب الكورونا ، بل لقناعة الناس بأن النواب الناجحين معروفون سلفاً ، وهذه القناعه تكرست دوره تلو دوره حتى تحولت الى حقيقه لا يناقشها عاقل ، فلماذا الترشح لمن لا يملك الحظوه عند الدوله ، وما جدوى الاقتراع ما دام الذي يعُد الاصوات هو المقرر وليس من يصوت .
مقاطعه الانتخابات هي أمر بالغ الخطوره ، وهو تكريس للعدميه السياسيه ، فالاقتراع ليس مهما فقط لايصال مرشح للبرلمان ، بل هو ايضا وقبل كل شيء يعُد حفاظا على العمليه الديمقراطيه ، وتمسكاً بها ، والتلاعب بالانتخابات ، على خطورته ، سينتهي يوما ما ، وسوف يزيد هامش النزاهه كل مره فيما لو حافظنا على تقاليد الاقتراع وممارسه الحمله الانتخابيه التي تعتبر مناسبة ومنصه لايصال برنامج الحزب للجماهير .
ليس هنالك من اجراء يمكن أن يعيد شيئا من المصداقيه للانتخابات الا باجراء انتخابات حره ونزيهه ، فلو جرت ولو لمره واحده انتخابات دون تدخل أو تلاعب ففي المره القادمه سيتشجع الكثيرون للترشح ، وسوف يستعيد البرلمان جزءاً من هيبته المفقوده .
ومن الكوارث التي جرّتها عمليات التلاعب المتتاليه، هو بلجوء الناس لما يسمى انتخابات العشيره لانتخاب مرشح للانتخابات وذلك لضمان عدم تلاعب الدوله بمرشح اجماع العشيره ، أما العاصمه ومناطق الكثافه السكانيه التي ليس فيها عشائر مترابطه جغرافياً فقد عزف الناس فيها عن مجرد الحديث عن الانتخابات .
وهنا تكون الدوله قد صنعت كارثه حقيقيه ، فمرشح العشيره يعني نائبا بلا بعُد سياسي ولا يحمل برنامجا وليس مرشح حزب ، وعدم اهتمام المدن يعني ايصال نواب بلا لون او طعم او رائحه ، وبذلك تكون الدوله قد نجحت بتدمير أهم مؤسسه ديمقراطيه وهي مؤسسه البرلمان .
وهنالك مشكله لا تقل أهميه ، وهي أن القاعده العريضه من الشباب ، أي ثلثي المجتمع ليس معنياً بالانتخابات ، لانها حقيقة ً لا تلبي طموحاته ولا تعبر عنه ، والآليات المتبعه تنتمي للزمن الماضي ، ولهذا حين تسأل أحداً من الشباب عن موقفه من الانتخابات فأنه يستغرب السؤال ، على اساس أن هذا شاناً لا يعنيه بالمطلق ، وهذه كارثه بحد ذاتها أن تحس الاغلبيه الفاعله بالمجتمع أن مؤسسه البرلمان لا تعنيهم.
ما الذي يلُهم الدوله هذه المره أن تترك هامشاً ولو بسيطا للنزاهه ؟ فالقادم يحتاج الى برلمان معقول بالحد الادنى ، وبرلمان ضعيف يعني ضعفاً بأحد أهم أركان قوه الدوله وهو المؤسسه التشريعيه الرقابيه … فهل هناك أمل ؟؟؟
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
Sorry. No data so far.