| نشر في يوليو 9, 2020 11:22 ص | القسم: إقتصاد | نسخة للطباعة :
الاهالي محرر الشؤون الاقتصادية
خلال فترة زمنية قصيرة لا تزيد عن الاسبوع الواحد، وبالتحديد بين يوم الاثنين التاسع من شهر آذار سنة ٢٠٢٠، ويوم الخميس الواقع بتاريخ ١٢ / ٣ / ٢٠٢٠، تحقق في الاسواق الاقتصادية والمالية الرأسمالية تسارع غير مسبوق في انخفاض اسعار النفط الخام بانواعه، ومنها نفط برنت الذي تدهور سعره من حوالي (٥٢،٥) دولار للبرميل الى (٣٦) دولار ، الى جانب هبوط سعر برميل نفط نايمكس الاميركي من (٤٧) دولار الى (٣٣) دولار وليتسم ويتسارع الاتجاه الهبوطي حتى اوائل شهر ايار عندما عاد سوق النفط الى التقاط انفاسه والارتفاع الجزئي، ع وبعد اتخاذ قرار بتخفيض انتاجه بحدود (١٠) ملايين برميل.
وكان واضحا ان احد الاسباب الرئيسة لهذا التدهور المتسارع في اسعار النفط الخام يرجع الى تفاقم الازمة في الاقتصاديات الرئيسة ووصولها الى مستوى التباطؤ او الانكماش الذي انعكس في المستوى العام للنشاط الاقتصادي، والى تراجع ملموس في الطلب العالمي عليه في ظروف تخمة في انتاجه وعرضه.
والمفارقة وخلافا لموقف سابق لها يدعو الى تخفيض كبير في كميات الانتاج لاعادة بعض التوازن الى السوق النفطي، اتجهت وبتأييد اميركي الى اتخاذ قرار معاكس يتضمن زيادة او رفع انتاجها اليومي من النفط من (٩،٨) مليون برميل الى حوالي (١٢،٨) مليون برميل تطلعا الى المد والتخفيض الواسع من ايراد عائدات تصدير وبيع النفط الخام من قبل دول اخرى متجهة للنفط مثل روسيا وفنزويلا وايران والجزائر، ولاضعاف مرتكزاتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
قفزة في اسعار الذهب
وفي مقابل تدهور اسعار النفط تحقق في الاسواق الاقتصادية والمالية الرأسمالية ارتفاع سريع وكبير في اسعار الذهب ليتجاوز سعر الاونصة منه سقف (١٧٠٠) دولار لينخفض قليلا بعد ذلك، او يتقلب بحدة بعد ذلك، وليصبح الملاذ الآمن الاول للمدخرين ولتتراجع اهمية الدولار الى مرتبة اضعف.
اهتزاز وتراجع زخم الاسواق المالية
وايضا، وخلال بدايات شهر آذار سنة ٢٠٢٠، شهدت البورصات الرأسمالية هبوطا كبيرا في اسعار الاسهم، وبنسبة قاربت (١٠٪)، وساد الهبوط معظم البورصات الاميركية والاوروبية والخليجية والآسيوية والعربية.
تخفيض اسعار الفائدة وتداعياتها
في اجواء ازمة التباطؤ/ الانكماش الاقتصادي سارع بنك الاحتياط الفيدرالي “ المركزي الاميركي” الى اتخاذ قرار في بدايات شهر آذار سنة ٢٠٢٠ يتضمن تخفيضا ملموسا في اسعار الفائدة المصرفية المدينة والدائنة، وبنسبة تخفيض عالية بلغت (٠،٥٠٪) نصف في الماية في محاولة منه للمساهمة في مواجهة اختلالات وازمات التباطؤ الاقتصادي، وتضخم معدلات البطالة، واشتداد العجز في الموازنة، وارتفاع حجم المديونية (الدين العام)، وتنامي العجز في التجارة الخارجية الاميركية.
وحتى الآن وبدلا من ان تتجه الاقتصاديات الرأسمالية الى قليل من التحسن والانتعاش من خلال تخفيض كبير في اسعار الفائدة والتوسع في قرارات ومرتكزات نهج “التيسير النقدي ـ شراء اصول وسندات الشركات” ، فان الاوضاع الاقتصادية الكلية كانت ولا تزال تسير في الاتجاه المعاكس، كما سنشير اليه ونوضحه في محاولة تحليلية لاحقة.
وفي البداية لم يؤدي التخفيض القياسي لاسعار الفائدة الاميركية الى اي تحسن او جهد لوقف التدهور في اسعار الاسهم ونشاط الاسواق والاقتصاد ، وعندما حدث بعض التحسن في الوضع، فان هذا التحسن كان محدودا وبطيئا واحيانا متقلبا.
الاردن يستفيد من تخفيض اسعار النفط
من البديهي التأكيد على ان الاردن، وكذا كافة مستوردي النفط الخام الضروري في توليد الطاقة وتوفير الآليات الاقتصادية الاخرى، يستفيدون باي تخفيض في اسعاره مهما كانت درجته، وتتوقف درجة الاستفادة من ذلك الى كثير من الاسباب والمواقف وخاصة مدعي القدرة على بناء وتنفيذ استراتيجية اقتصادية متكاملة ودائمة ترتكز على تنويع مصادر الطاقة، وخاصة المتجددة منها، ومدى الترشيد والكفاءة في استخدامها على اكثر من صعيد.
انخفاض اسعار النفط الذي لا يزال قائما ، وان بوتيرة اقل انعكس وينعكس ايجابا على عدة جوانب اقتصادية (وفي مقدمتها تقليص العجز في الميزان التجاري) وتخفيض نسبة التضخم وكلفة الانتاج، وزيادة القدرات الشرائية للمستهلكين.
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
مارس 20, 2024 0
Sorry. No data so far.