| نشر في يوليو 1, 2020 11:24 ص | القسم: آخر الأخبار, شؤون محلية | نسخة للطباعة :
الاهالي – – تواجه المرأة الاردنية تحديات كبيرة جراء ازمة كورنا التي المت بالأردن والعالم اجمع. ان هذا الوضع الاستثنائي وغير المسبوق الذي مرت به البلاد وتضررت فيه كافة القطاعات الاقتصادية والانتاجية والتعليمية والخدمية وتعطلت فيه كافة مناحي الحياة كما انعكست تداعياتها على مجمل الاوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والصحية خلّقت آثاراً بالغة على مختلف الشرائح الاجتماعية للشعب الاردني وان كانت بنسب متفاوتة الا ان المرأة كانت اكثر الفئات الاجتماعية تضررا خاصة في ظل ضعف وغياب اشكال الحماية الاجتماعية لها في العديد من القطاعات الانتاجية والتعليمية والخدمية وفي قطاع العمل غير المنظم.
بعد هذه الازمة الكبيرة التي عانى منها المجتمع الاردني ولا يزال فان المؤسسات والهيئات المعنية بقضايا المرأة مطالبة بمراجعة خططها واستراتيجياتها الوطنية في ظل هذه الجائحة وتداعياتها المستمرة وآثارها على المرأة الاردنية في كافة جوانب الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتعليمية والصحية وذلك من خلال تطوير وتعديل الاولويات واعادة ترتيبها بما يضمن الحد والتقليل من الاثار الكارثية لهذه الازمة على المجتمع الاردني بشكل عام .
بناء على ذلك تتقدم رابطة النساء الديمقراطيات بمقترحات اولية. موجهة إلى المؤسسات النسائية الاردنية للحوار والتداول آملين متابعتها وصولاً إلى وجهة عامة موحدة لدى جميع أطراف الحركة النسائية, يمكن صياغتها في مذكرة, لتعبئة جماهير النساء بها اولاً, ثم تقديمها لصاحب القرار في السلطة التنفيذية على أمل إقرارها والالتزام بها.
على الصعيد الصحي
يشكل الجانب الصحي احد اهم العقبات التي تواجه المرأة الاردنية خلال ازمة كورونا وعلى الرغم من بعض الدراسات التي تشير الى تدني خطر اصابة النساء بفيروس كورونا لأسباب علمية وبيولوجية وصحية واقتصادية الا ان توزيع الاصابات في الاردن متقارب حيث بلغت نسبة الاصابات من الذكور 51% والاناث 49% بحسب النشرة الصادرة عن المجلس الاعلى للسكان في نهاية شهر نيسان الماضي, ذلك أن الظروف الصحية للإناث في الاردن تضعهن في دائرة الخطر, بسبب ارتفاع نسبة انتشار الامراض المزمنة بين الاناث 13,9% اكثر من الذكور 11,8%, وكذلك انتشار السكري بين الاناث بنسبة تصل إلى 62% اكثر من الرجال 58% وأخيراً فإن مرض السرطان يصيب أيضاً الاناث اكثر من الذكور حيث بلغ اجمالي عدد المصابات بالسرطان حسب (نفس المصدر: المجلس الاعلى للسكان) 15,462 مقابل 10,035 من الذكور لعام 2019م.
وتعد النساء من اكثر الفئات تعرضا لخطر الاصابة بالفيروس تحديدا في المناطق الفقيرة والمهمشة. نظراً لتردي الخدمات الصحية, وانخفاض نسبة الوعي العام بالوقاية من الامراض, وقلة الامكانات المادية.
وعلى الرغم من التدابير الاستثنائية التي اتخذتها الجهات الرسمية لمعالجة الثغرات في مجال الصحة العامة على مستوى البلاد بهدف التخفيف من آثار كورونا الا ان هذه الازمة وتداعياتها شكلت لعموم النساء صعوبات كبيرة للحصول على العلاج والدواء والخدمات الصحية المعتادة والوصول الى المراكز الصحية, وبشكل خاص للنساء الفقيرات والمسنات وللأمهات والحوامل وما رافق ذلك من توقف تقديم خدمات رعاية الامومة والصحة الانجابية وتقديم اللقاحات لهن ولأطفالهن نتيجة الاغلاق التام الذي عاشته البلاد. الامر الذي دعا الحكومة إلى تدارك هذه الاحتياجات الضرورية اثناء فترة الحظر.
وحتى مع عودة الحياة لطبيعتها فان الحصول على هذه الخدمات يتفاوت حسب الوضع الاجتماعي والاقتصادي والثقافي ومستوى الوعي الصحي للمرأة وجملة العادات والتقاليد التي تحكم المجتمع.
في مواجهة الاستحقاقات الضرورية لحماية النساء والعمل على الحدّ من الاخطار الصحية التي تواجههن لا بد من تحديد اتجاهات العمل بين النساء وفقاً لأوضاعهن المهنية والاجتماعية وتوجيه آليات الرعاية الوقائية تحديداً لأن المعلومات الواردة من منظمة الصحة العالمية, تشير إلى أن هناك موجات وباء قادمة ستكون أقسى من سابقاتها وأن التخلص من هذا الوباء مرتبط بالضرورة بإيجاد لقاحات اولاً وعلاجات ايضا وهو الامر الذي لم يتوفر حتى الآن, وليس من المتوقع توفيره قبل مرور عام على الأقل: (تحديداً اللقاحات).
أ- النساء اللاتي يعملن في القطاع الصحي: لقد شكلت النساء العاملات في المجالات الصحية خط الدفاع الاول في مواجهة هذا الوباء من الطبيبات والممرضات والقابلات والعاملات في الخدمات الطبية المساندة, ومقدمي الخدمات الاخرى من اعمال النظافة والعاملات في اعداد الطعام وغيره وبحسب دراسة صادرة عن وزارة الصحة: تشكل النساء نحو نصف القوى العاملة في القطاع الصحي الاردني اذ تبلغ نسبتهن 53,8% ويشكلن 81% من مجمل الصيادلة و 80% من الممرضين و 57,1% من كوادر الخدمات الطبية المساندة و 20% من الاطباء. وهذه المهن تستلزم مخالطة المرضى وبالتالي فان العديد منهن معرضات للإصابة بالمرض, نتيجة عملهن خلال ازمة كورونا ولا زلن يعملن في مقدمة الصفوف دفاعا عن صحة مجتمعنا وحماية لنا جميعا.
وعليه فاننا نرى ضرورة الالتزام بما يلي:
1- الاعتراف الواضح والصريح بحق المرأة ودورها في المشاركة في صنع القرار ورسم السياسات وتطوير النظم الصحية دون اقصاء وتهميش.
2- المساواة في الاجور للعاملات في القطاع الصحي من طبيبات وممرضات وجميع المهن المساندة مع زملائهن الرجال وتقديم كافة الحوافز من علاوات لمخاطر المهنة.
3- وقف كافة الاقتطاعات الصادرة من الحكومة واعادة العلاوة بالنسبة للعاملين في القطاع الصحي العام.
ان مخاطر الاصابة بهذا الوباء لا زالت قائمة بعد فتح اغلب القطاعات الانتاجية والخدمية خاصة بالنسبة للنساء العاملات في المصانع والمزارع والمؤسسات الكبيرة في القطاعين العام والخاص وفي اماكن التجمع التي تتطلب احتكاكا وتعاملا مع الجمهور بشكل مباشر فالمخاطر لا زالت كبيرة وتحتاج الى الاستمرار في اتباع اساليب الوقاية واجراءات السلامة العامة والالتزام بالتباعد الاجتماعي خاصة بعد تصريح منظمة الصحة العالمية مؤخرا والتحذير من حدوث طفرة جديدة لانتشار الفيروس بسبب رفع القيود وانهاء تدابير الحجر والقيود المفروضة على الحركة وارتفاع معدل الاصابات بفيروس كوفيد 19 في العديد من دول العالم.
ب- اما النساء اللاتي يعشن مع أسر وعائلات كثيرة العدد داخل المنازل وفي المناطق كثيفة السكان والاعداد بشكل عام فهن بحاجة الى مستويات عالية من الرعاية الوقائية والعلاجية, وفي هذا السياق فأننا نقترح:
1) اعداد مادة توجيهية وتعليمية صحية في المنهاج المدرسي.
2) وزيادة عدد المراكز الصحية في القرى والبلدات والمخيمات وتشغيل المزيد من الكوادر الطبية في هذه المراكز.
3) تخصيص برامج محددة في وسائل الاعلام المرئية والمسموعة موجهة للنساء.
4) مؤسسات المجتمع المدني يقع على عاتقها دور هام على هذا الصعيد, ويمكن تحفيز الطاقات الابداعية والتطوعية في مجال التوعية الصحية تحديداً بالتنسيق والشراكة مع المؤسسات الرسمية الصحية والتعليمية في المناطق المختلفة.
5) توفير مواد التعقيم والمطهرات ووسائل الوقاية الصحية من قفازات وكمامات مجانا للعائلات الفقيرة وكذلك توفيرها في كافة اماكن العمل في القطاع العام والخاص والمصانع وفي الشركات وكافة المؤسسات.
6) توفير التأمين الصحي الشامل للنساء ولكافة المواطنين كونه حق اساسي من حقوق المواطنين.
يتبع في العدد القادم
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
Sorry. No data so far.