ما قاله وزير الخارجيه ألامريكي بومبيو لرئيس الوزراء الصهيوني كان دقيقاً جدا ، حيث قال : نحن لا ننصح اسرائيل بضم منطقه الاغوار وبعض اجزاء من الضفه ، ولكن أذا ضمتها فأننا سنؤيد عمليه الضم ، وهذا يعني حرفيا أن معركه الضم ستخوضها اسرائيل وحدها ، أي تامين الغطاء الدولي والظرف الداخلي ، وبعدما يتخطى الكيان الصهيوني هذه المرحله فأننا سنؤيد .
وهذا يعني ثانيا أن الولايات المتحده لا تتحمل مسوؤليه قرار الضم ولن تبدأ به .
ولكن ، وبغض النظر عن مدى أمكانية نجاح الكيان الصهيوني بتسويق قرار الضم من عدمه ، فأن هذا المشروع قد عرى وكشف العلاقه الآردنيه الفلسطينيه على المستوى الرسمي ، بقدر ما عرى حاله العجز والموت السريري للعامل الذاتي الفلسطيني .
نقاط ضعف العامل الذاتي الفلسطيني نعرفها جميعاً ، تبدأ بالانقسام الجيوسياسي ، وتمر بضعف الاطار السياسي ، ولا تنتهي بالكارثه التي احدثتها السلطه الفلسطينيه حين راهنت بشكل مطلق على المفاوضات دون أن تمارس أي شكل من أشكال المقاومه والتي كان من الممكن لفلسطينيي الشتات دعمها بشكل كبير وخلاّق ، وهذا بالذات هو الذي حول م ت ف الى غراب نسي مشيته ولم يتعلم مشيه الحمامه .
أما بالنسبه للاردن ، فأن ضم الغور الفلسطيني وبعض اجزاء الضفه فهو كارثه حقيقيه ، وسوف يؤثر عميقاً على الوضع الجيوسياسي للاردن ، فهو يلغي البحث بوضع ملفات الوضع النهائي ( القدس المياه اللآجئين الامن ) وهي جميعاً مصالح وطنيه عليا للاردن ، والتي سيشطبها الكيان الصهيوني حال نجح بتمرير قرار الضم دوليا ً .
ستتضاعف الحدود المشتركه بين الاردن والجزء المحتل من فلسطين ، بدون اتفاقيات وبدون تماس مباشر بين الاردن والكيان الفلسطيني القادم ، كما وستسيطر اسرائيل على حوض الماء الذي تشرب منه الضفه الغربيه ، وسيجد ألاردن نفسه قد ورث أعباء كبرى بسبب ضعف السلطه الفلسطينيه واهمالها لملفات كبرى مثل ملف اللآجئين تحديدا .
المعضله الكبرى التي تواجهها السلطه الفلسطينيه والاردن الرسمي ، هي بفقدان الغطاء الامريكي لملف الصراع مع الكيان الصهيوني ، فامريكا لم تعد منحازه أكثر للكيان الصهيوني فقط، بل أنها وقفت مكانه تماما وأنهت مفهوم أن للصراع طرفين .
السؤال الذي من الصعب الاجابه عليه : ماذا ينتظر الاردن وماذا تنتظر سلطه عباس للقاء ووضع استراتيجيه مشتركه لمواجهه القرار ؟؟