- الأهالي - https://www.hashd-ahali.org/main/weekly -

نتائج الانتخابات الاسرائيلية: انحياز للسياسات العنصريه والفاشيه

أفرزت نتائج الانتخابات الاسرائيلية التي جرت أوائل آذار, صورة طبق الأصل عن طبيعة جوهر المجتمع الصهيوني الفاشي المنحاز باطّراد إلى تعميق سياسات الاحتلال.. والتوسع على حساب ارض وشعب فلسطين.
ولكن الإنتخابات ايضا جاءت صادمة لمن راهنوا على نتائج مختلفة على أمل أن تفتح آفقاً جديداً, أمام ما يُسمّى بالعملية السياسية واستئناف المفاوضات في الوقت الذي قطعت فيه, وثيقة ترامب نتنياهو الشكّ باليقين بان ليس هناك اي هامش للمفاوضات في البنود الواردة في صفقة القرن’ وان المطلوب فقط من الاطراف العربية هو التوقيع والاذعان وإشهار الاستسلام بلا شروط.
مهما أسفرت عنه التحركات السياسية الاسرائيلية القائمة الأن, وبغض النظر عمّن سينجح في تشكيل الحكومة القادمة, فإن برنامج الضم والاستيطان وتعميق الاحتلال وتوسيعه: قائم وتتبناه الاحزاب الصهيونية الرئيسية التي خاضت الانتخابات على اساس هذا البرنامج.
وفي غمرة المصائب التي انطوت عليها صفقة القرن يلفت النظر تحذير سمعناه من الداخل الاسرائيلي يتحدث عن ترانسفير سياسي, والذي يمكن أن تلجأ له الحكومة القادمة مستندة إلى خطة ترامب نتنياهو وذلك بالعمل على نقل ام الفحم ووادي عارة (المثلث) إلى تخوم الدولة الفلسطينية كما رسمتها خرائط الخطة نفسها.
والأمر هنا لا يحتاج لأن يجري تحميلهم بالشاحنات وطردهم من منازلهم على غرار ما جرى في العام 1948, بل يمكن الاعلان عن ضمّ هذه المناطق المكتظة بالسكان الفلسطينيين, والاعلان عن حدود جديدة لدولة الاحتلال تخرج منها هذه المناطق لتضم بدلاً منها:
المستوطنات في القدس والضفة الغربية
وغور الاردن
وشمال البحر الميت
وهكذا تعمل ( دولة الاحتلال ) على فرض الأمر الواقع وتحويل القضية فيما بعد إلى مصدر لنزاع داخلي بين سكان المثلث والسلطة الفلسطينية.
لا تتوقف الاجراءات المعادية ( لدولة الاحتلال )عند حدّ, ولن يسعف المراهنين – من القادة العرب -, الذين دعموا خطة ترامب نتنياهو الهرولة نحو التطبيع وتبديد ثروات بلادهم والتفريط بحقوقها السيادية.
فبعد كل ما فعله التحالف, الصهيوني الامريكي خلال السنوات الثلاثة الماضية تحديداً, يجب أن تتوقف كل الرهانات على امكانية تحسين الشروط الواردة في مشروع ترامب نتنياهو.
الرهان والحالة هذه هو أسوأ اشكال الاستسلام لعدوّ استيطاني احلالي.
في كل العصور والحقب التاريخية, لن يفوز إلاّ الذي يراهن على قدرة الشعب على التصدي لكل اشكال العدوان من خلال اعتماد استراتيجية المقاومة الشعبية بكل اشكالها, أمام عدوّ يريد تحويل القضايا الوطنية إلى سلع تباع وتشترى.