- الأهالي - https://www.hashd-ahali.org/main/weekly -

التصدي للمخاطر الكبرى على الوطن

لم يعد الخطاب السياسي الرسمي الرافض لمشروع ترامب نتنياهو كافيا او مقنعاً للناس، الذين يدركون بخبرتهم التاريخية وتجاربهم المباشرة ان الرفض يجب ان يقترن بخطوات ملموسة اجرائية وعملية، لأن حجم الكارثة المتوقعة من المشروع الصهيوني على الاردن لن يكون أقل من إحكام السيطرة عليه والحاقه بدولة الاحتلال.
لعل «الصمود» هو العنوان الابرز الممكن في مثل هذه الظروف العصيبة: فالصمود الاقتصادي يعني ابتداء إعادة احياء مقوّمات الاقتصاد الوطني والاعتماد على الذات، وبدء فك التبعية للمؤسسات الاقتصادية والمالية العالمية ونحن جميعا نعلم انها ادوات تنفيذية للاستعمار والرأسمالية العالمية، وتحت هذا العنوان هناك العديد من التفاصيل والاجراءات الممكنة، بدءا من انشاء التعاونيات مروراً بوقف استيراد المنتوجات الزراعية من العدو وانتهاء بمراجعة كل الاتفاقيات الاقتصادية معه ومع الجهات العالمية الاخرى ( منظمة التجارة الحرة) والتي أوقعت البلاد في شرك التدمير الذاتي للصناعة الوطنية والزراعة.
كذلك الخطاب السياسي الوطني الرافض للمشروع الذي تتبناه القوى الوطنية باحزابها ونقاباتها وهيئاتها المتخصصه وبمختلف تلاوينها، لم يعد كافياً لإقناع الناس بجدوى التحريض والتحليل ما لم يقترن باجراءات ومهام عملية نضالية، لتشتبك مباشرة مع عناصر مشروع ترامب نتنياهو: اقتصاديا وسياسيا وثقافيا وتعليميا وقانونيا، حيث ان مثل هذه المهام لا بدّ وأن تقع على عاتق أوسع فئات ونخب اجتماعية ممكنه، وسيكون لها الفضل في تحقيق مشاركة المتخصصين والقوى الاجتماعية: كل حسب مقدرته وفي نطاق الحيّز المهني والجغرافي الذي يشغله .
إن المشروع المطروح بكل ما يتضمنه من عنصرية وعدوانية مباشرة، يحتاج الى مواجهة نوعية ايضاً،
ـ اضافة الى الاحتجاجات الشعبية الميدانية التي يجب ان تبقى حيّة وتزداد حجماً ومشاركةً للتعبير عن الرفض المطلق لمشروع الابادة!!
ـ هناك العديد من المهام الوطنية المباشرة التي يمكن القيام بها من خلال اطر متخصصة: قانونية/ ثقافية/ وغيرها..
على صعيد آخر : وفي مواجهة استراتيجية التفتيت وبثّ الفتن بين ابناء الوطن الواحد، لا تكفي المناشدات بالوحدة، وانما يجب الحفر عميقا في مواجهة اسباب البلاء والانقسامات التي تسببها سياسات الاقصاء والتهميش والانحياز للمتاجرين باوطانهم ولقمة عيش الفقراء في بلدهم: هؤلاء الذين يواصلون التطبيع مع العدو ولا يبالون بنتائج كل ذلك على مصير الاجيال وكرامة الوطن.
المشروع الاستعماري الذي نحن بصدد مقاومته يحتاج الى جهود استثنائية ونوعية، والعين دائما يجب ان تتجه صوب مشاركة اوسع عدد ممكن من الناس في صنع المقاومة، وتوفير مقومات الصمود.