- الأهالي - https://www.hashd-ahali.org/main/weekly -

التمديد لمجلس النواب / كمال مضاعين

ما زالت الانظمه العربيه تواجه التحديات بتعطيل الحياه الديمقراطيه والتراجع عن كل اشكال ممارستها ، وهذه النظريه التي كانت سائده بالعقود الماضيه ، أي تعطيل الديمقراطيه وممارسه الديكتاتوريه كانت بحجه التفرغ لمقاومه العدو الصهيوني .
الجميع يعرف أن الولايات المتحده ( أمرت ) الانظمه العربيه بعدم خلق ضجه حول صفقه القرن ، وتهدئه الاجواء وتجاوز الحديث عن الصفقه ما أمكن ، هذا أمر معروف ومفهوم من أنظمه مواليه بشكل مطلق للولايات المتحده .
ولكن السؤال : بأي سياق يمكن فهم نيه الدوله بالتعديل الوزاري والتمديد للبرلمان الحالي ؟، هل هو للتفرغ لمواجهه تداعيات صفقه القرن ؟ ، أم هو الخوف من افرازات العمليه الانتخابيه ( المتُحكم بها ) ؟، أم هو العجز عن التحرك بأي أتجاه ، والافتقاد للاراده والمبادره من مواجهه مفاعيل وتداعيات المخططات الامريكيه – الخليجيه بالاردن ؟، وهل يكون الحل بتجميد الحياه ؟ .
الاصلاح متوقف منذ سنوات طويله ، والعمليه الديمقراطيه متوقفه ، وتغيير الحكومه غير مطروح ، وماذا بعد ؟، وكيف يمكن أن نفهم منطق التجميد في ظل الوجود وسط محيط اقليمي يغلي وأزمات دخلت خواتيمها مثل الازمه السوريه ؟.
لا أحد يرغب بالذهاب بعيداً بالتحليل والوصول لفكره أن كل ألانظمه العربيه ومنها السلطه الفلسطينيه اما متآمره لتمرير الصفقه مثل مصر ودول الخليج ، أو لا ترغب بعرقلتها مقابل البقاء بالحكم ، وفي كلتا الحالتين تكون المحصله تواطؤ على تمرير الصفقه رغم كل الخطابات والشعارات .
سياسياً ، ما زالت الطريق طويله قبل البدء بتنفيذ صفقه القرن ، فهناك الاطراف الدوليه التي يجب أن تدُخل التعديلات التي تراها مناسبه ، وهناك مرحله القرار الدولي الذي يعطي للصفقه صفه التنفيذ ، وهناك تسويات كبرى ما زالت بالانتظار ، لكن الخطوره على الاردن وفلسطين تكمن بعمليه خلق المناخات لتنفيذ الصفقه ونجاح الولايات المتحده باقناع المجتمع الدولي بها عبر خلق أرضيه مقنعه للتنفيذ ، والاهم هو سحب بعض الملفات من التداول مثل الحدود واللاجئين عبر فرض أمر واقع يؤدي لشطبها وحلها على الارض عبر اتفاق الاطراف المعنيه .
يجب الاتفاق أولا على حقيقه أن صفقه القرن هي خطر على الشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخيه ، وخطر على الاردن ، وخطر على السلطه الفلسطينيه والدوله الاردنيه ، ومواجهتها لا تكون بالتجميد ، بل بالاصلاح والتغيير الذي يخدم فكره المواجهه ، والتمديد لمجلس النواب والتعديل الحكومي يخدم الاتجاه المعاكس للمواجهه .