| نشر في فبراير 12, 2020 1:12 م | القسم: رأي الأهالي | نسخة للطباعة :
لماذا لا يكون الردّ الشعبي العربي في مستوى خطورة ما جاء في الوثيقة الاستعمارية المسماة صفقة القرن؟؟ سؤال مرير يرد على لسان وفي خاطر كل من يتابع الشأن العام، دون ان تغيب عن حاضرنا، الوقائع والتطورات المتتالية في الميادين العربية، الرافضة لهذا المشروع والتي تؤكد عزمها على مقاومته لأنه يستهدف وجودها وكرامتها وانسانيتها. فقد شهد الاسبوع الماضي تظاهرات ضخمة في بلدان المغرب العربي والسودان، وتحركات ناضجة لتجمعات عربية في بلدان المهجر، صحيح أن التطور الجاري على الصعيد الشعبي بطيء ومتفرق ولكنه لا يتوقف، وعلينا رصد تطوراته الكمية والنوعية، حيث يشكل الردّ الشعبي عنصرا حاسما في مقاومة مشروع ترامب نتنياهو، خصوصا بعد ان اطلعنا على ما جاء في مواقف الانظمة الرسمية ( اجتماع جامعة الدول العربية) ، وكذلك نتائج اجتماع اتحاد البرلمانيين العرب (الاجتماع الذي عقد في عمان مؤخرا).
السياسات الاستعمارية نفسها والمتحالفة مع المشروع الصهيوني، أخضعت وطننا العربي منذ بداية التسعينات للدخول في حقبة تاريخية سوداء، سماتها الرئيسية : تدمير المقوّمات الرئيسية والاجهاز على المنجزات التاريخية القليلة منها والكثيرة في البلدان العربية: “تبعية اقتصادية كاملة ونهب متواصل للثروات ومنع وجود اية خطط تنموية وطنية، ثمّ توفير كل عوامل الاقتتال الداخلي والتدمير الذاتي، وكل ذلك مترافق مع هيمنة ثقافية واعلامية استعمارية عملت على احداث اختراقات هائلة في الوعي الشعبي العام.”
“انهاك اقتصادي ومعيشي لم يحدث مثله من قبل وسلب للحقوق الوطنية بما فيها الحريات العامة، وطغيان ثقافة الاستسلام والتبعية والبحث عن حلول فردية وحروب الارهاب الداخلية التي دمرت الدول” وكل هذه المصائب وقعت على رأس الشعوب العربية دون توقف منذ بداية التسعينات حتى يومنا…
لا بدّ وأن هذه العوامل وتبعاتها تشكل الاسباب التي تقف وراء المستوى الضعيف من ردّ الفعل على خطة ترامب ـ نتنياهو ـ.
ولكن: على الذين يراهنون على استمرار هذا الحال، وبدأوا ينظّرون للاستسلام والخلاص الذاتي مهما كان الثمن … عليهم ان يستيقظوا من اوهامهم … فالشعوب قادرة دائما على تجديد قواها وقوتها … وقادرة على اعادة انتاج ثوراتها ضد كل اشكال السلب والطغيان… ليس هذا ما نقوله نحن فقط بل ما قاله التاريخ البشري الطويل للشعوب، وشعوبنا العربية تعيد ترتيب اوراقها وتستجمع قواها لمعاركها الطويلة القادمة…
وان غدا لناظره قريب.
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
مارس 20, 2024 0
فبراير 28, 2024 0
فبراير 13, 2024 0
Sorry. No data so far.