- الأهالي - https://www.hashd-ahali.org/main/weekly -

الاردن بالمرحله القادمه 2/2

كمال مضاعين
يبدو أن الاردن آثر عدم التصعيد الاعلامي ضد صفقه ترامب ، وذلك لاسباب لها علاقه بموقف الامريكان الصارم ازاء المواقف الرافضه للصفقه من الانظمه العربيه ، وبسبب ضعف الموقف الرسمي العربي ، وكذلك لتخوف الاردن من التعرض لمزيد من الضغط الامريكي – الخليجي ، وقد ساهم موقف السلطه الفلسطينيه الضعيف والمرتبك بخلق حاله من التردد والترقب والاحباط باوساط الشارع العربي عموما ،ومنح العذر المجاني للانظمه العربيه أن لا تكون فلسطينيه أكثر من الفلسطينيين .
الآنتظار هو اسوأ الخيارات على الاطلاق ، والتسليم بفكره أن لا غطاء عربي للاعتماد عليه ولا موقف فلسطيني يمكن المراهنه عليه ، هو خيار قاتل ، فالصفقه ، تحدد رؤيه ومسار الحل بغض النظر عن تنفيذها الحرفي من عدمه .
الحل يبدأ من فكره أن الاعتراف بأن القائم بالاردن يجب تغييره ، من هنا يبدأ الحل وليس من أي مكان آخر ، ومدخل هذا الحل هو بديمقراطيه حقيقيه تحقق الاصلاح ،استناداً الى حقائق الوضع القائم وليس بناءاً على الصيغه السياسيه الغير معلنه التي بدأت عام 71 وما زالت مستمره الى الآن بتعبيرات مختلفه .
تجربه عام 89 كانت ناجحه الى حد بعيد ، ديمقراطيه حقيقيه ، مصارحه بحجم الازمه الاقتصاديه ، وقبول الدوله بفكره المشاركه والتخلي عن عقليه الوصايه واحتكار ادارة الحياه بكل جوانبها ، وهذه مقدمه ضروريه ليعرف الناس حجم ألازمه ، ومحاسبه المتسببين ، وتعديل النهج ، والاستعداد لدفع الثمن .
نصف الاردنيين ليسوا متيقنين تماما من مواطنتهم ، وليس لهم حصه مشاركه الا عبر حالات رمزيه لا أكثر .. بعض النواب او الوزراء .. ، وهنالك جزءاً كبيرا مهمش ايضا يسمونه ( الاطراف ) واقع تحت وطأه الفقر والتهميش ، ودوله هذا حالها لا يمكنها التصدي لاصغر التحديات وليس فقط لمشروع تصفيه بحجم صفقه القرن .
اعاده تعريف العلاقه بين الاردن والسلطه الفلسطينيه بالجانب الرسمي وبين الشعبين الاردني والفلسطيني على قاعده النضال المشترك ، وهنا يكمن السر بالتمييز بين مصلحه النظام السياسي وبين مصلحه الاردن ، فنحن نتوه كثيراً بهذه المساحه .
تحديد ثوابت الدوله الاردنيه ، وهذا لا يأتى من تصريحات عابره لوزير الخارجيه ، بل باعلان دوله وعبر مؤسساتها ، كي يعرف الشارع أين تقف الدوله مما يجري ، وكي نتيقن من أن السياسه التي تمارسها الدوله بالعلن هي ذاتها التي تمارسها بالسر ، وكي نميز تصريحات الاستهلاك من تصريحات الاستراتيجيه الوطنيه .
كل الحلول تبدأ بالديمقراطيه واطلاق طاقات الشارع للتصدي ، ومن استراتيجيه دوله واضحه ، ومن تطبيق مبدأ المشاركه ، ومن اعاده تعريف الاشياء على ضوء الحقائق وليس بتصريحات للاستهلاك ، ومن الايمان العميق أن الدوله الاردنيه بوضعها الحالي واذا اصرت على الاستمرار بهذا النهج وهذه العقليه فليس هنالك مقومات للرفض او التصدي او امكانيه لدعم مصالح الاردن ودعم الشعب الفلسطيني بالداخل .